“القدس العربي”: قال السيناتور الأمريكي البارز بيرني ساندرز إنه لا ينبغي لواشنطن تقديم أي أموال لحكومة بنيامين نتنياهو بينما ترتكب إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية.

وأكد ساندرز، في بيان أصدره أمس الجمعة، عزمه على منع مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.

وقال إنه في حين يركز قسم كبير من وسائل الإعلام على دراما الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإنه لا ينبغي تجاهل ما يحدث في غزة، حيث تستمر الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في التفاقم.

لا ينبغي تجاهل ما يحدث في غزة، حيث تستمر الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في التفاقم

وجاء في بيان السيناتور ساندرز “بعد تسعة أشهر من هذه الحرب، قُتل أكثر من 38 ألف شخص وجُرح 88 ألفاً – 60 في المئة منهم من النساء أو الأطفال أو كبار السن. ومن المرجح أن يكون العدد الإجمالي أعلى، مع دفن آلاف آخرين تحت الأنقاض. لقد تم تهجير تسعة من كل عشرة سكان غزة – 1.9 مليون شخص – من منازلهم. وقد نزح العديد من الأشخاص أربع أو خمس مرات، وليس لدى معظمهم منازل يعودون إليها، حيث تضررت أو دمرت أكثر من 60 في المئة من المباني السكنية”.

وأضاف “تواصل إسرائيل تقييد دخول شاحنات المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة إلى غزة، ومنع دخول المواد الإنسانية الأساسية، وعرقلة وصول عمال الإغاثة إلى العديد من المناطق. وقد منعت هذه القيود منظمات الإغاثة من إعداد استجابة مستدامة وفعالة. النتائج كارثية”.

وقال ساندرز إنه “من غير المعقول أن واحداً من كل أربعة من سكان غزة يواجه المجاعة، أي حوالي 495 ألف شخص”، مشيرا إلى أن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى خفض حصصه الغذائية في يونيو/حزيران، ولا يحصل الكثير من الناس إلا على الدقيق. ويقوم العديد من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال، بغربلة الأنقاض بحثًا عن الطعام، وغلي أوراق الشجر للحصول على الطعام”.

لقد تجاهلت الحكومة الإسرائيلية القانون الدولي وجعلت الحياة في غزة غير صالحة للعيش

وتابع أنه “في ظل الحرارة الحارقة، هناك نقص في المياه النظيفة. وتعرض نحو 67 في المئة من البنية التحتية للمياه والصرف الصحي للضرر أو الدمار. يقضي الأطفال ساعات طويلة كل يوم بحثًا عن الطعام أو الماء، ويشقون طريقهم عبر جبال القمامة أو في الشوارع التي تمتلئ بمياه الصرف الصحي”.

وأوضح أن هذه الظروف قد أدت إلى انتشار أمراض خطيرة مثل التهاب الكبد والإسهال، ومع ذلك فقد تم تدمير معظم المستشفيات والعيادات الصحية بسبب القصف، ومقتل حوالي 500 من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وأشار ساندرز إلى أن هذه الحرب بدأت بشن حماس “الهجوم الإرهابي المروع” الذي وقع يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر. و”كان لإسرائيل الحق في الرد”. “لكن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة شنت حربا شاملة ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، دون تمييز. لقد تجاهلت الحكومة الإسرائيلية القانون الدولي وجعلت الحياة في غزة غير صالحة للعيش. ولهذا السبب يواجه نتنياهو لائحة اتهام محتملة من قبل المحكمة الجنائية الدولية بسبب أفعاله”.

يجب على الولايات المتحدة ألا تساعد أي يميني متطرف ومجرم حرب على مواصلة هذه الفظائع في غزة

ومع ذلك، تابع البيان، و”في خضم هذا الرعب وانتهاكات القانون الدولي، تواصل الولايات المتحدة إرسال مليارات الدولارات وآلاف القنابل والأسلحة الأخرى لدعم هذه الحرب. ونحن، كأمريكيين، متواطئون”.

وشدد ساندرز على ضرورة وقف حرب نتنياهو، قائلا “لا لنيكل آخر يجعل هذا الوضع المروع أسوأ”، مشيرا إلى أنه يعتزم بذل كل ما في وسعه لمنع المزيد من عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل، بما في ذلك من خلال قرارات مشتركة بعدم الموافقة على أي مبيعات للأسلحة. وقال إنه “يجب على الولايات المتحدة ألا تساعد أي يميني متطرف ومجرم حرب على مواصلة هذه الفظائع”.