بيروت قصتنا وغصّتنا

حجم الخط
18

لا أذكر متى بدأت علاقتي ببيروت؟ فقد كنت طفلة حالمة، تصدق الأدب والفنون، ومعظم علاقاتي المبكرة بالأماكن بدأت من قصص قرأتها، وأغان سمعتها، ومجلات أخذتني في سفر خرافي إلى عواصم لم أتمكن من السفر إليها إلاّ بعد بلوغي سن النضج.
لكنها ربما بدأت بأغنية فيروز «يارا اللي جدايلها شقر، اللي فيهن يتمرجح عمر» وهي تنبعث من راديو السيارة، وأنا مطوّقة بحضور أبي الدافئ، لعلّها بالضبط تلك التوليفة المحفورة في ذاكرتي، كأجمل ما يمكن أن تحتفظ به طفلة من صور في صندوق ذكرياتها السري، وهي كل ذخيرتها لعمر مقبل مفعم بصوت فيروز، وباللهجة اللبنانية التي لامست سمعي لأول مرة بلمسة حب، وبالشعر.. حين عرفت بعد سنوات أن كاتب الأغنية هو سعيد عقل.
لم يكن غريبا لا عليّ ولا على من حولي أن أتحدث عن رغبتي في الذهاب إلى القاهرة أو بيروت، أو لندن، أو باريس، فبالنسبة لطفلة تحب الشعر والإلقاء والتهام الكتب، بدا الأمر عاديا أن تكون لي أمنيات على ذلك النحو، فقد كان بودي في الحقيقة أن تنبت لي أجنحة وأطير حيث أريد، فقط ما كان مستغربا هو أن أعشق بيروت، أيام كانت تحترق بسبب الحرب الأهلية، أحببتها حتى وهي مكان غير صالح للعيش.
استحوذت بيروت على جزء من قلبي، حين كنت أسمع نشرات الأخبار المسائية، بدون أن أفهم منها شيئا. فؤادي كان يتمزّق حين يذكر اسم بيروت وهي تحترق، تماما مثل العشاق الذين تتعلّق قلوبهم بخيطان رفيعة يلهو بها الحب. يقول البعض لماذا بيروت تحديدا؟ هل لأنّها المصاب الأكبر اليوم؟ أم لأن اللبنانيين يعرفون كيف يسوّقون لمدينتهم؟ وهذه أسئلة فيها من الأنانية والقسوة ما يجب عدم البوح به.
بيروت حملت أوجاع العواصم العربية المنكوبة كلها، لملمت شتات المنفيين، والهاربين من الموت. في بيروت نجد بغداد، ودمشق، والقاهرة، وتونس والجزائر، والقدس.. في بيروت نجد المثقفين الذين حكمت عليهم أنظمتهم، ومجتمعاتهم بالموت بسبب أفكارهم التحررية، ينجو من يصل إلى بيروت، قبل أن يقرر أن يستقر، قد تكون مجرّد مركب نجاة يقوده لعاصمة أوروبية، أو أي بلد آخر أجنبي. فقد أصبحت الأفكار الحرة المنبثقة من الوعي الفردي، رغم ندرته، ثقيلة على أنظمة تفضل أن تحكم قطعانها في حظائر الجهل. لا أحد منح لبيروت شهرتها الواسعة وتميزها بين المدن العربية، غير ما كتبته أقلام الهاربين إليها، وما قدمه أبناؤها من إبداعات في كل الفنون. إذ يحضر اللبناني في أصغر التفصيلات الإبداعية وأكبرها، بدءا بالأدب إلى الموسيقى، والغناء، والأزياء، والمأكل والمشرب، والتفنن في ترك بصمة جمالية على الفضاءات التي يحلون فيها.
«بيروت قصّتنا، بيروت غصّتنا» كما قال درويش…
«وإن الموت يأتينا بكل سلاحه البرّي
والبحري، والجويّ
مليون انفجار في المدينة
هيروشيما، هيروشيما»
تحضرني هذه القصيدة بصوت محمود درويش فتملأني دمعا، أصغي إليها مرات ومرات، وهي تخترقني بصور لبيروت، في أفراحها وأتراحها، في سلمها وحروبها، ويبدو لي أن درويش كتب بيروت بنسغ روحه، كما أغلب الشعراء والكتاب الذين عاشوا فيها أو عبروها. المختلف عند درويش أنّه كتب نبوءته التي فاقت كل القصائد…

بيروت حملت أوجاع العواصم العربية المنكوبة كلها، لملمت شتات المنفيين، والهاربين من الموت. في بيروت نجد بغداد، ودمشق، والقاهرة، وتونس والجزائر، والقدس.. في بيروت نجد المثقفين الذين حكمت عليهم أنظمتهم، ومجتمعاتهم بالموت بسبب أفكارهم التحررية.

في هذا الرابع الحزين من آب انبعثت هيروشيما من كتب التاريخ العاصف، لتتربّع أمام أعيننا المفجوعة على ملامح بيروت، بصوت فلسطيني ظلّ يلوح مسالما بشعره في كل منابر العالم الحر حتى انطفأ في المهجر. تغنى الشعراء والأدباء عموما بمدنهم، وبأوطانهم، حتى إن جارت عليهم، لكن بيروت منحتهم عطاءاتها ومنحوها هذه الفخامة التي أصبحت لصيقة بها منذ الأزل. في كتاب للشاعر شوقي بزيع، يعتبر مختصرا مهما لسيرة بيروت التاريخية والثقافية، نقرأ عن أولئك الذين احتضنتهم هذه المدينة الاستثنائية، فشكّلوا الجزء الأجمل من سمعتها، إذ لا شيء يأتي من عدم، فثمة تحت الظلال الوارفة للشعر مكان آمن تنمو فيه بذور الحياة المنسية سهوا، خلال كل حرب ضروس خاضتها هذه المدينة ضد أعداء من كل صنف.
الكتاب الصادر عن دار الفارابي سنة 2010 يحمل عنوان «بيروت في قصائد الشعراء ـ دراسات ومختارات»، وهو منجز يمكن العودة إليه اليوم لفهم العلاقة الوطيدة بين المدينة والشعر، مرجع أساسي لإخماد ألسنة النّار التي طالتها من بعض الحاقدين، وإن كان الوقت حاليا ليس مناسبا أبدا لدلق السموم على الجراح.
بيروت جزء منا يا ناس، جزء من تشكيل وعينا، وأحلامنا، وطموحاتنا. بيروت تعني الكتب التي أنارت ليالينا، وملأت أسرتنا دفئا، وحلّقت بنا رغم جراحاتها المتكررة، بعيدا عن مواضع المأساة. كنت أصغي لصوت الغالية علوية صبح وهو ينهمر كشلال من دمع في تسجيل أرسلته لي، وهي مُصِرّة على أنها بخير…كل كلمة تلفظت بها، كانت مبللة بالدموع، ترتجف من هول الكارثة، مختصرة ما حدث بكلمة واحدة «قنبلة نووية» كررتها عدة مرات، ثم أضافت «لبنان انتهى يا بروين، بيروت انتهت» قبل أن تختم رسالتها بفائض من المحبة، هي نفسها المحبة التي نلمسها في كل جنبات بيروت حين نزورها. بعد سماعي لخبر الانفجار انشغلت بالتواصل مع أصدقائي للاطمئنان عليهم، تابعت ما حدث على بعض الشاشات العربية، والأجنبية، أردت أن أفهم ما حدث، وأكتب شيئا لا يُغَيّبني عن أحبتي فيها، فوجدتني ازداد تشتتا، وفيما لغتي تتقلّص، كانت فجيعتي تكبر، وجهلي يتّسع…
ماذا سأكتب؟

أتأمل البياض على جهازي، وأتحوّل إلى طفلة عاجزة، تكرر جملة واحدة «أحبك يا بيروت»، أكتبها عشرات المرّات، مثل واجب مدرسي، ثم أفتح كتاب شوقي، أغوص بين صفحاته، وأتحسّر، وأسمع مجددا أصوات أصدقائي وهم يطمئنونني، ثم أضيع وسط شعور هائل من الخوف. على مدى أسبوع أكتب أشياء وأشطبها، فقد بدا لي ما حدث أكبر من أي كلام قد يكتب، قرأت مقالات هنا وهناك، تراسلت أنا وبعض أصدقائي المقربين أكثر من المعتاد، تبادلنا عشرات الفيديوهات، عشرات التحليلات، عشرات القراءات والكتابات، وانهرت، فالتفسير الوحيد لكل ما حدث هو أننا محكومون إلى الأبد بقدر الفاجعة، نحن المثقفين العرب، نختلف عن مثقفي العالم، فنحن نعيش قدرا واحدا، لا محظوظ بيننا، ولا منحوس، فمن ينعم بوظيفة جيدة، وسكن ومدينة هادئة يعيش فيها، لا يعني أبدا أن روحه في مأمن مما يحدث خارجها. لقد تعلّقت قلوبنا بالقدس ونحن نسبح في أرحام أمهاتنا، ولطالما اعتقدنا أن النكبة قد يطويها الزمان، ولكن هذا لم يحدث، فكلما دكت إحدى مدننا العريقة بالصواريخ، والقنابل، عاد كل شيء إلى واجهة الذاكرة… جرح فوق جرح، طعنة فوق طعنة، ألم على آلام إلى ما لا نهاية.
بيروت بتاريخ طويل من الانفجارات، بكل أنواعها، لا تتوقف عن تذكيرنا بعواصمنا المنكوبة، ولا بهشاشة وجودنا العربي. فنحن ضحايا خلافاتنا بين بعضنا بعضا، قبل أن نكون عرضة لاستهدافات خارجية.. تذكرنا بيروت بالنهاية المأساوية لغسان كنفاني، وبلقيس زوجة نزار قباني، وبقائمة لا تنتهي من المثقفين الذين فُجِّروا لأسباب رغم اختلافها تبقى من وجهة نظري جرائم ضد قوة الكلمة.
واليوم تماما كما يقول اللبنانيون، سواء كان هذا الانفجار بسبب الإهمال والفساد الداخلي، أو بسبب صاروخ من جهة ما، فإن بيروت وأهلها هم الذين يدفعون الثمن مرة أخرى، ولا شيء بإمكانه أن يعوّض خسائرهم. لا معجزة تعيد الابن لأمه، والعروس لعريسها، والأب لأولاده، والفقيد لأهله. لقد حصد الموت ما أمكن حصده، وترك المدينة فاغرة فاها من هول الفاجعة، وتركنا بدون صوت، أشبه بالأموات منا بالأحياء. بيروت المنكوبة هي كل مدننا المطعونة، بكثير من الموتى، والأيتام، والأرامل والثكالى، والنحيب، والشعر المضمخ بالدماء والدموع.
أريد لصوت درويش أن يغلب صوت علوية في رأسي، لكنهما متداخلان معا، أعانق علوية وهي تردد بصوتها الباكي «بيروت انتهت يا بروين» فيما يعانقنا درويش معا وهو يقرأ شعرا كالصلاة «وعليك أن تحيا وأن تحيا، وأن تعطي مقابل حبّة الزيتون جلدك..
كم كنت وحدك…
لا شيء يكسرنا فلا تغرق تماما، في ما تبقى من دم فينا».

٭ شاعرة وإعلامية من البحرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول AR:

    لبيروت معي قصه غير مفهومه، لم اعرف ذلك إلا لما زرتها وزوجتي الغير عربيه، فكم كنت متحمس جدا ورأت زوجتي فرحة وبراءة الطفوله وهي تعلم اني لأول مره ادخل بيروت. ومع أقصى سعادتي في كل الفتره التي قضيناها، لكن بعد العوده الى بيتنا قالت زوجتي انها استغربت كيف لم اشاهد كل ما لا يسر من المشاكل والصراخ بالمطار، وزحمة السير، وعصبية الناس، وعشوائية البناء……… هي تلك العلاقة الغريبه الأشبه بالحب الجارف التي تجعلنا غير منطقيين بالحكم . هذا ما ارى بكتاباتك سيده بروين عن بيروت. أنا وأنت وغيرنا لا نرى الصدع الطائفي، والجشع الرأسمالي، والعنصرية التي لا يوجد لها مثيل بالعالم، ولا نرى جعجع والدم على انيابه، ولا باسيل وسذاجة استنساخ ترامب اللبناني، ولا حيونة زوج نانسي عجرم، ولا نرى سعد الحريري ‘له البترول يعصره على قدمي خليلاته’.. ….. ولا نزال نتمسك بصورة السيده فيروز الشابه تشدو مثل زهر البيلسان

  2. يقول ضياء كاظم عتيقي:

    الدكتورة بروين حبيب الفراشة التي نرى أثرها ونحسه، ونقرأه ونستسيغه وندرسه، قد نهرب من البياض، نخونه، ولكن البياض منذ البداية لم يكن لنا، وبيروت البيضاء أصبحت رماديةً مستعيضةً عن كل الألوان السابقة، فسوادهم طغى على بياضها.

    لنختر مذهبًا لونًا، صلحًا، سلمًا، عشقًا ولنذهب لغدنا.

    ضياء
    مدير مسؤول مجلة حبر أبيض

  3. يقول هيفاء فاروق:

    كنّا ننتظر عن بيروت قصيدة منك ايتها الشاعرة الحلوة ؟

  4. يقول Ahmad/Holland:

    لبنان بلد جميل كانت فيه التجارة حرّة صحافة حرة ادوار نشر بلمئات . السينما في بيروت كانت اجمل من سينمات اوربا .كان يطلع موديل فستان في باريس ثاني يوم يكون هذا الفستان في بيروت .والشعوب تتطور وتتقدم و تعرف التحرر والانفتاح و الازياء والموضة والحرية الشخصية والازدهار،وبعض المفكرين يقول ان اللبنانيين عرفوا كل ذلك ولكن دفعوا الثمن فكانت الحرب الا هلية بسبب ذلك الحرية والانفتاح والتحول الذي جاء بسرعة.

  5. يقول Ahmad/Holland:

    كنا مقيمين في بيروت وتهجرنا وتحاصرنا مرتين اثناء الحرب وقصص و و يلات الحرب هي كثيرة .تعلمت اشياء كثيرة من الحرب في لبنان.و جميع الويلات التي شاهدتها في الحرب في كفة واثناء توقيفي من جهة امن العام اللبناني عام ١٩٨٣ في كفة ثانية.بعد انسحاب اسرائيل من لبنان و صار هناك دولة و حكومة لبنانية، كنا نحن السوريين لدينا كارت احمر مثل الاقامة مدته ثلاثة شهور عندما تنتهي مدة الثلاث شهور نذهب للامن العام اللبناني لتجديد مدة الاقامة.كارتي و كارت والدتي كان منتهي مدتهم ذهبت والدتي الى مديرية امن العام وسلمتهم البطاقات الشخصية والكرتين واعطوها وصلين استلام وثيقة مدتها عشرة و هذا الوثيقة تصبح مثل البطاقة الشخصية اذا مررت على حاجز تفتيش وطلبو البطاقة الشخصية تظهر لهم هذا الوثيقة .بعد عشرة ايام ذهبت والدتي لاستلام البطاقات اعطوها بطاقتها واقامتها فقط وقالوا لها يجب ان يأتي ابنك الى هنا .يتبع رجاء

  6. يقول ثائر المقدسي:

    من المفارقات العجيبة في بلادنا المنكوبة أن الفتاة التي نشأت في عائلة برجوازية أو عائلة ميسورة “لم يكن غريبا لا عليها ولا على من حولها أن تتحدث عن رغبتها في الذهاب إلى القاهرة أو بيروت، أو لندن، أو باريس”، بينما الفتاة التي نشأت في عائلة فقيرة أو في مخيم من المخيمات لا يحق لها حتى أن ترغب في قطعة من رغيف خبز ساخن تُسكت بها عصافير بطنها التي تزقزق ليل نهار… الفرق شاسع بين الاثنين بالطبع، في هذه الحال، والفرق بينهما حتى أكثر شسوعا في حضور الألم: ففي حين أن الأولى ليس لديها سوى البكاء والتباكي حتى في أوج “تعاطفها الإنساني”، فإن الثانية تجابه هذا الألم بالتفكير الواعد بالثورة على كل أشكال العنصرية والطائفية واستنساخات الرأسمالية المتوحشة، سواء كانت في بيروت أو في أيةٍ من غيرها من المدائن العربية التليدة… !!!

    1. يقول فاعلة خير:

      قمة في الإبداع والتألق في الحقيقة ,,, وقمة في التعبير الأدبي الموحي بأشياء عميقة تُبكي القلب قبل العين في الصميم ,,, سلمت يداك يا أخ ثائر المقدسي الرائع ,,, !!!؟

    2. يقول ثائر المقدسي:

      إلى المعلق الذي يستعمل اسما (مستجدا) في كل مرة للدفاع عن نفسه، مثلما أثبت الأخ حي يقظان تهافت “حجج” هذا المعلق وضحالة كل ما لديه من “مداخلات” في هذا المنبر… يقول أحد المفكرين الكبار في عالمنا العربي المحزون إن المشكلة الثقافية الأساسية التي يعاني منها المواطن العربي بشكلها السريري حقا إنما هي (مشكلة القراءة): إذا قرأ فإنه لا يفهم المعنى، وإذا “فهم” المعنى فإنه يفهمه مقلوبا راسا على عقب تماما كما يثبت ذلك المعلق المعني في كل مرة… فقط لنأخذه على ما يأتي به من خطل: ابن الفلاح المتفوق في الدراسة، مثلا، يستطيع إكمال هذه الدراسة بتفوق في الخارج، في حين أن ابن الطبيب الغبي في الدراسة لا يستطيع حتى إكمال هذه الدراسة بأدنى مستوى حتى لو صُرفت عليه كل ثروة أبيه… واستئناسا بما نوه أحدهم، وفسر الماء بعد قلب المفاهيم رأسا على عقب بالتراب… !!!

    3. يقول ثائر المقدسي:

      مرة ثانية، إلى المعلق الذي يستعمل اسما (مستجدا) في كل مرة للدفاع عن نفسه دون جدوى،
      فقط لتثقيفه بعض الشيء رغم أنه لا يستأهل… يكتبونه عادة (نياندرتال) المنسوب إلى الوادي المعروف في ألمانيا… وليس (نيانيرتال) كما يخطل وكما يذكّر بالرطانة “الإنكليزية و”الألمانية” كما أتتني الأخبار للتو: صار له “لاجيء” في ألمانيا أكثر من أربع سنين… وما زال لا يميز حتى بين الأحرف… مسكين بالفعل… !!!

  7. يقول Ahmad/Holland:

    كان فصل الصيف جاء ابن اختي لعندنا لكي نذهب الى البحر ،قلت له انتظر قليلا ساذهب الى الامن العام لكي استلم بطاقتي اول ما وصلت الى الامن العام الساعة التاسعة صباحا مباشرة وضعوا كلبشة في يدي والكلبشة الثانية في يد شاب مصر و في سيارة عسكرية الى المديرية العامة للامن الرئيسية في منطقة المتحف و دخلت غرفة سجن كان فيها حوالي خمسة عشر شاب فلسطيني و شاب واحد سوري منتحل شخصية و له شهر هناك و عمال من باكستان و بنغلاديش البعض منهم بلا اقامات و البعض منهم ليس معه اوراق تثبت شخصيته الدنيا حر و لا يوجد نافذة للاوكسجين وكنت اسمع صراخ كان البعض يضرب اثناء التحقيق .والناس بلا استحمام رائحة شيء تقتل قتل والله. الشاب السوري قال لي ستبقى هنا شهر حتى يتم تسفيرك الى سوريا قلت يا الهي كيف سابقى هنا شهر و اتحمل هذه الرائحة؟في المساء استدعوني الى مكتب ضابط اعطاني البطاقة والاقامة وشتم وقال اخت الاسد اللي جابك لهون خرجت في المساء وانا لا اصدق شعرت انني ارتفع على الارض وانا امشي وكأنني في الجنة كان عمري سبعة عشر عام وهذا كان لي اول درس في الحرية و عرفت ما هي الحرية.

  8. يقول Ahmad/Holland:

    فيما بعد عرفت اهلي كانوا قد ذهبوا الى احدى معارفنا هو ضابط في الجيش اللبناني و تدخل في الامر وتم الافراج عني.و عندما وصلت الى البيت كانوا اهلي ومعارفنا و الاصدقاء مجتمعين في الشارع امام باب البيت ينتظرونني.

  9. يقول عبد الله العقبة ـــ ماجستيرعلم نفس:

    الى المسمى ثائر المقدسي.الغنى والفقر قدر الله على توزيع الرزق ، فهل تريد الوقوف ضد ارادة الله.اكيد الفتاة الغنية لها طموح واحلام غير طموح واحلام الفتاة الفقيرة.انت بن فلاح من الدير هل تستطيع الدراسة في اوربا ، لولا… ؟ انا بن طبيب استطيع الدراسة في اوربا.فهل حرام عليّ ذلك.مقياسك واهن وقاصر النظر والتقدير..والى فاعلة الخير اين القمة في الابداع والتألق ؟ هو الحسد الاسود.
    ورحم الله امرا عرف قدر نفسه.

    1. يقول فاعلة خير:

      المدعو الذي يدعي (الماجستير علم النفس) ،، انت اذن تؤمن بدوام الفوارق بين الأغنياء والفقراء بأنها (قدر من الله) ولا يمكن تغييرها مهما كانت الظروف بسبب ذلك ،،، هذا ما يؤمن به حقا كل الطغاة والفاشيين والعنصريين والطائفين الذين يتاجرون بالدين لتغطية (إيمانهم) الزائف هذا ،،، !!!؟

    2. يقول فاعلة خير:

      (نيانيرتال ) ,,, يا حرام ,,, حتى الأسماء اختلطت عليه ,,, وما بقي من (تفكيره) الا العنصرية بمعناها البدائي المتوحش والمقالب الصبيانية من أكثر من نصف قرن ,,, أربعة ومعاهم عصا على واحد ,,, بالفعل رجالة شجعان مو شاطر واحد منن الا بنتف الحواجب لحتى يبين للناس على السطح متل “بني آدم” ,,, ازا ما قلنا شي آخر ,,,,

  10. يقول عبد الله العقبة ـــ ماجستيرعلم نفس:

    ذكرني انفعالك وهجومك على الطغاة والفاشيين والعنصريين والطائفين بحكاية ولدنة من سنوات خلت.نحن اربعة اخوة باعمار متقاربة كنا نقيم في حي الرشدية بديرالزور ، قرر والدي ان يكون كل واحد منا في مدرسة ثانوية خشية علينا من الحسد..فكان احدنا في ثانوية الفرات قرب ثانوية القورية والاخر في ثانوية البصيرة والثالث في ثانوية هجين والرابع في ثانوية البوليل.وكان لنا زميل مشاكس وجهه شبيه بانسان نيانيرتال ، وهو أحد انواع جنس هومو البدائي المتوحش.وفي درس علم الاحياء عندما يقف المدرس عند هذا النوع من الانسان تسود على الطلبة ابتسامة جماعية للشبه بينهما لذلك كنا نسمي هذا الانسان باسم زميلنا المقيم الان في دبلن.وذات يوم اتفقنا نحن الاربعة تمثيل مسرحية عنوانها نيانيرتال مع تحضير عصا لضرب صاحبنا المشاكس باعتباره انسان آكل للحوم البشر…….
    واتفقنا على ذلك لكنه نجا من فخ الولدنة المسرحي ياحرام !!

    1. يقول الشاهد:

      وما علاقة حكاية الولدنة هذه التي تأتينا بها عن ماضيك وماضي إخوتك العنصري البدائي المتوحش ، ما علاقة هذه الحكاية كلها بالمتاجرة بالدين بأن الفرق بين الغني والفقير “قدر من الله” كما تتاجر به أنت على العلن وبكل فخر وحمية ؟؟ بالمناسبة، ليس هناك من يقول عن النياندرتال (وليس تيانيرتال، كما تتنطع) بأنه إنسان “بدائي متوحش” إلا من يحمل منذ الصغر، وما زال يحمل، التفكير العنصري البدائي المتوحش !!

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية