بيع الرؤوس.. بن لادن نموذجا

حجم الخط
0

الوشاية فعلت فعلتها.. كالعادة!
بيع الرؤوس وشراؤها مهنة سياسية تـتـقنها الادارة الامريكية.. كما يتقن ساسة العرب سبك الكلام وبيعه وتوزيعه على المنابر الثلجية، التي لم ولن تصمد امام ازمات بلدان العرب المتتالية.. فقد اظهر فيلم ”زيرو دارك ثيرتي’ للمخرجة الامريكية كاثرين بيغيلو ان وكالة الاستخبارات الامريكية الــ(CIA) استخدمت التعذيب كوسيلة اساسية للوصول الي مكان زعيم تنظيم القاعدة الشيخ اسامة بن لادن رحمه الله.
ما لم يشغل بال المسلمين عامة والعرب خاصة شغل بال الامريكان.. فقد وضع اعضاء من الكونغرس الامريكي مايكل موريل مدير وكالة ‘CIA ‘ في ورطة كبرى، بسبب المعلومات التي اظهرتها بيغيلو في مشاهد الفيلم بعد التقائها وفريقها بـ’موريل’ .. وتنامت شكوك الكونغرس حول حيثيات اغتيال الشيخ بن لادن والوسائل التي اتبعـتها ‘CIA’ للوصول اليه ومعرفة مكانه، وازدادت الورطة بظهور جبهة جون ماكين وديان فينشتاين المناهضة للتعذيب والمطالبة بمعرفة حقائق عملية الاغتيال والمستندات التي دعمت بها بيغيلو سيناريو فيلمها المرشح لنيل جائزة الاوسكار، والذي افتتح عرضه بصــــالات الســينما الامريكية في 11 كانون الثاني/يناير ملقيا امام المواطن الامريكي حقائق مشتتة ومؤدلجة عن تنظيم القاعدة الذى نفذ عملية 11 سبتمبر، وأدى الى سقوط برجي مركز التجارة العالمي وحول الامريكيين الى فرائس للرعب وفرائس لساستهم.
بن لادن لم يمس مادة سينمائية في امريكا، بل لازال قضية سياسية تهدد مصائر الساسة الامريكيين في الحزب الديمقراطي، وتشدد الخناق على اوباما يوماً بعد يوم، ولازالت قضية السفير كريستوفر ستيـفنز ساخنة وسط ادراج مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) والقوافل التي تتقاطر على بنغازي وتبحث عن خيط رفيع يوصلها الى خفايا مقتل ستيفنز بعد ظهور شكوك حول تستر الرئيس باراك اوباما والجنرال ديفيد بترايوس المنهار في هوة الغراميات النسائية، عن معلومات تؤكد وجود استهداف مدبر للسفارة الامريكية ببنغازي، الا أن أوباما وبترايوس تكتما لتمرير الانتخابات الرئاسية بدون هزات سياسية من النوع الثقيل.. بعدما لطفت هيلاري كلينتون الجو بتحملها مسؤولية التقصير الامني في حماية القنصلية، ومازالت تحاول تفادي الاتهامات الموجهة اليها بخصوص مقتل ستيفنز.
فيلم ”زيرو دارك ثيرتي’ يبدأ بمشهد تعذيب المساجين اثناء استجوابهم، في حين تذهب المعلومات الاستخباراتية الى قيام قوات المارينز بتعذيب رسول بن لادن، الذي كشف عن مكانه وبعد الرصد والتحقق قامت باغتيال الشيخ اسامة في منزله، وقد احتفل اوباما بهذا الانتصار، الذي ضمن له ولاية رئاسية جديدة، رغم اخفاقه في تنمية الاقتصاد الامريكي ورفع مستوى الدخل وتحسين المعيشة ومعالجة ازمة الاقراض المصرفي.. ولكن اغتيال بن لادن كان الورقة الرابحة بيد اوباما.
اسامة بن لادن لم يكن صيداً سهلاً لـ’CIA’.. بل كان ضحية وشاية!
المدهش هو تناسي العرب جميعاً أن الشيخ اسامة بن لادن مواطن عربي، وأن القضية لها ابعاد عقائدية تفوق حجمها الموهوم.. وان عمليات الاصطياد التي قام بها الامريكان في ادغال افريقيا منذ قرون لازالت تحدث بطريقة حديثة وغايتها الاولى لازالت تحقيق الارباح للامريكان على حساب غيرهم من البشر.
أمركة العالم وسكب الثروات بالجيوب الامريكية لازال الهدف الاساسي لكل ساسة امريكا ‘جمهوريين’ كانوا ام ‘ديمقراطيين’.. وتعميم النمط الديمقراطي الامريكي خطة عملية دأبت الادارات الامريكية المتتالية منذ الحرب العالمية الثانية على تنفيذها، وجعلها هدفا او نموذجا يحتذى لكل الشعوب بأي طريقة.

‘ كاتب ليبي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية