القدس: وجّه إسرائيليون بينهم وزراء، انتقادات للتهدئة التي تم الإعلان عنها الأحد، بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وإسرائيل.
وهاجم وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، وهو زعيم حزب “البيت اليهودي”، وقف إطلاق النار في القطاع، وقال إن “المعادلة التي تقوم من خلالها حركة حماس بفرض التهدئة هي خطأ كبير”، وفق ما نقل عنه موقع “واللا” الإخباري، الأحد.
وقال بينيت: “بعد شهرين من الحرائق وإطلاق مئات الصواريخ على سكان غلاف غزة، نصل إلى معادلة تفرض فيها حماس وقفاً لإطلاق النار.. هذا خطأ كبير”.
وأضاف: “لقد أوضحت قبل شهرين أن ضبط النفس (الإسرائيلي) سيؤدي إلى تصعيد.. ومن يضبط نفسه رغم انتهاك سيادته، إنما يفرض علينا حرب استنزاف دائمة، وعلينا إصدار أمر للجيش بالرد بقوة”.
كما انتقدت أطرافٌ في المعارضة أداء الحكومة الإسرائيلية، وقال زعيم حزب العمل، آفي غاباي، خلال زيارته تجمعاً سكنياً إسرائيلياً في محيط القطاع: “إن ما نراه اليوم هو نتيجة فشل الكابينيت في اتخاذ قرارات في السنوات الأربع الماضية”.
وأضاف “غاباي” في تصريحات نشرها موقع “واللا”: “رئيس الحكومة مشغول بجلسات كابينيت لا فائدة منها، ولا يفعل شيئاً، وكل ما يقوم به هو انتظار إطلاق الصواريخ من غزة كي يطلب من الجيش الرد عليها”.
وخاطب زعيم حزب العمل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قائلًا: “لقد فشلت في توفير الأمن لسكان غلاف غزة، وعليك الآن الرحيل”.
من ناحيتها اعتبرت “تسيبي ليفني” زعيمة حزب “الحركة” التي كانت ترافق غاباي، إن نتنياهو فشل في الدفاع عن سكان غلاف غزة، وفي التعامل مع حركة حماس.
وأضافت: “من الواضح اليوم أن القوة العسكرية مهمة، لكن من خلال عملية سياسية ضد حماس يتم خلق واقع جديد يدوم مدة طويلة، وبدلاً من الانجرار إلى معركة، ومن ضبط النفس، المطلوب مبادرة عسكرية – سياسية توفر حلاً طويل المدى، بدلاً من حكومة ارتجالية تعمل من أجل العلاقات العامة”.
وقالت ليفني حسب موقع “واللا”: “مطلوب حكومة مسؤولة وقادرة على المبادرة”.
وهاجم قادة المستوطنين في محيط قطاع غزة الحكومة الإسرائيلية أيضاً، وانتقدوا طبيعة الرد على التصعيد في القطاع.
وقال “ألون دافيدي” رئيس بلدية “سديروت”، خلال نقاش مع قائد الفرقة العسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي في محيط غزة “يهودا فوكس” إن “الوضع بات غير محتمل، ولا يمكن أن يكون رد الجيش هو ما قام به فقط، بل يجب أن يكون الرد أقسى”.
وعبّر عدد من قادة البلديات الإسرائيلية عن دعمهم لأقوال “دافيدي”.
ودعا “تامير عيدان” رئيس المجلس الإقليمي للمنطقة المسماة “سدوت هنيغيف”، نتنياهو والمجلس الوزاري المصغر إلى رفض وقف إطلاق النار، إن لم تشمل التهدئة الوقف التام لإطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة والتظاهرات قرب السياج.
وقال عيدان إن “اليوم الأخير كان الأقسى منذ حرب عام 2014”.
وانتقد أحد المستوطنين الحكومة الإسرائيلية وقال: “يطلقون علينا 200 صاروخ ويسقط جرحى في سديروت، ولا تتلقى حماس ضربة! الوضع صار نكتة”.
من ناحيته قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، في مقابلة تلفزيونية مع القناة العاشرة الإسرائيلية، إنه في حالة وقوع حرب مع غزة، فعلى إسرائيل أن تذهب إلى النهاية وتقضي على حكم حماس في القطاع عبر عملية عسكرية برية وباستخدام كافة الوسائل.
واتهم شتاينتس، وهو عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل، الرئيس الفلسطيني محمود عباس وإيران بالعمل على تصعيد الأوضاع في غزة بغطاء إيراني.
وقال: “عباس يعمل على تعميق الأزمة الإنسانية في القطاع من خلال قطع الرواتب”.
وكانت مقاتلات حربية إسرائيلية، قصفت الأحد، موقعاً تابعاً لكتائب القسام، الذراع العسكري لحركة “حماس”، في قطاع غزة، دون وقوع إصابات.
ويعتبر هذا القصف الأول عقب إعلان حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” التوصل إلى اتفاق بوساطة مصرية لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد القطاع.
ومنذ السبت، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات على عدة مواقع تابعة لحماس، وأراضٍ زراعية في مناطق مختلفة من قطاع غزة، رداً على ما قال إنه إطلاق صواريخ من القطاع على مدن إسرائيلية. (الأناضول)