بين السّيسي والعماري

حجم الخط
13

لا أدري حين أفكّر في الفريق السّيسيّ الإنقلابي إلّا وأتّجه مباشرة للفريق محمّد العماري قائد الأركان السّابق للجيش الجزائريّ والّذي إرتبط إسمه مباشرة بإفشال المسار الدّيمقراطيّ وبمواقفه الصّارمة ضدّ الإرهاب والدّيمقراطيّة لدرجة أنّه صنع الإرهاب وصدّره.
لم يرفّا جفني السّيناتور ماكين وغراهام عضوي الكونغرس الأمريكي حينما سمّيا الأشياء بأسمائها واضعين النّقاط على الحروف بكلّ ثقة وشفافيّة ‘ما وقع في مصر إنقلاب’، وهكذا إنتهت ديبلوماسيّة الإدارة الأمريكيّة وإنتهى لفّها ودورانها من
أوباما إلى جون كيري.. وصدعت الحقيقة فهل كان الرّأي العامّ العالميّ ينتظر أقلّ من هذا؟! بعدما إستعصى على العسكر الحلّ لدرجة الإستنجاد بالإدارة الأمريكيّة ووزير خارجيّة قطر خالد العطيّة فالمعادلة الصّعبة لن تفكّ شفرتها إلّا بالإخوان .
إذا السّيسي والبرادعي شربا من نفس الماء الّذي إرتوى به الفريق محمّد العماري وليمين زروال وخالد نزار وعلي بن فليس في الجزائر منذ إحدى وعشرين سنة عندما قرّروا إلغاء المسار الإنتخابيّ وإقالة الرّئيس الشاذلي بن جديد .
فجريدة لو موند الفرنسة وصفت الرّاحل محمّد العماري والّذي كان أكثرهم تصلّبا : ‘بالرّجل الغامض والمتصلّف والمتعجرف والرقم الصّعب في معادلة غريبة وعجيبة .’
الأغرب من هذا كلّه أنّه قبل وفاته بذبحة صدريّة في 13 فيفري 2012 كانت تلاحقه أشباح وكان يخضع لعلاج نفسيّ مكثّف. فلقد سئل ذات مرّة أمام عدد من معارفه عن الدّيمقراطيّة قطّب وجهه عابسا ثمّ أردف ‘ سخربة قدريّة وإعدام لمكاسب الثّورة وجبهة التّحرير الجزائريّة.. إنّها وباء هذا العصر . ‘
أتعلمون بماذا برّر إلغاء المسار الإنتخابيّ والّذي كانت الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ قاب قوسين أو أدنى من الإنتصار الساحق ‘إيقاف المسار الدّمويّ الهدّام الّذي أقدم عليه الإرهاب والتّخريب لتركيع الدّولة والأمّة الجزائريّة’.
ألم توّجه أصابع الإتّهام بضلوعه في مقتل الشّهيد محّمد بو ضياف أحد القادة التّارخيّين للجزائر ورئيس الدّولة آنذاك .لا لشيء سوى أنّه سارع بفتح قنوات حوار مع الجبهة الإسلاميّة للإنقاذ وهنا تعدّى الخطّ الأحمر المرسوم له وقطع طريق العودة .
هذا شيء قليل ممّا يكتنزه قلبي وفكري عن رجال سرقوا آمال وأحلام شعوبهم وأضحوا مصدر شؤم ولؤم وهدف للنّكات والطّرائف للتّندّر على بؤسهم وشقائهم وقلّة حيلتهم وإفلاس مخطّطاتهم. يقول شاعر تونس سعيد أبو بكر: يزعم المستبّد أنّ يد الفو.. لاذ أولى بمن يداه عليه.. ليس بالضّغط يسكن الشّعب لكن.. يوم يلقى حقوقه في يديه .
يقول القسيس أنج: ‘يستطيع كلّ حاكم أن يقيم لنفسه عرشا من السّيوف والحراب ولكنّه لا يستطيع أن يجلس عليه.’
أحمد بسباس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول جزائري محايد:

    أولا أنا ضد الانقلابات العسكرية
    ثانيا صحيح أن الجنرلات في الجزائر أوقفوا المسار الانتخابي , لأن الاسلاميين لو وصولوا فعلا للحكم , لما خرجوا منه أبدا و لن يعترفوا بالديمقراطية , و الدليل أنهم كانوا متهيئين للانقلاب ” بتخزين الأسلحة و المؤونة ” , قاوموا عسكريا لمدة 10 سنوات , صحيح أن المخابرات العسكرية إخترقتهم , لكن لا يجب وضع كل ما حمل قبعة عسكرية على رأسه في خانة مجرمي الحرب , ليمين زروال رجل مبادئ , و أمثاله كثيرين في الجيش , لما أمضينا عشرية سوداء كل العرب أداروا ظهرهم إلى الجزائر بل وصلوا إلى حد دعم الجماعات المسلحة بالمال و السلاح كالسعودية مثلا .
    اليوم ببساطة الذي يقتل مصري و القتيل هو مصري و الداعم هو العربي و الامريكي و المستفيد هو المشروع الغربي و سايكس بيكو الجديد .

    اليوم كمواطن جزائري عربي , لا سيسي و لا مرسي , فقط أقفوا الفتنة و الدم و الصراع حول السلطة .

  2. يقول samsam:

    بارك الله فيك …… للعلم أنه ما حدث في الجزاءر من جراءم لا يكفي مداد من المحيط لتدوينها

  3. يقول عبث:

    والأمرمن هيك الفلول بتغزلوا بجماله. إلا عوده بعينه.

  4. يقول رياض التونسي:

    السيسي اشعل البلاد و قتل الالاف.

  5. يقول باديس:

    القيادي في جبهة التحرير الوطني الجزائرية ووزير الخارجية السابق أحمد طالب الابراهيمي ذكر بوضوح في شهادته على العصر على الجزيرة أن الجبهة الاسلامية للإنقاذ كانت قد وافقت على الاكتفاء بالمقاعد التي حصلت عليها في الدور الاول لتعديل كفة الاحزاب الاخرى والقبول بثلاث وزارات فقط في الحكومة الجديدة – التربية وأخرى خدمية – على أن تسلم رئاسة الحكومة للزعيم الثوري حسين ايت أحمد وهورئيس حزب علماني .
    هذا كلام يخص الجزائريين لكنه يكتب ليتعض به الاخوة المصريون … كان ممكنا تجنب عشر سنين عجاف مدمرة لو لم يدفع سيسي الجزائر بالبلد الى الجحيم متعمدا.
    في أعماق قلوب الجزائريين جراح لا تندمل أبدا , فلقد قاتل الاخ أخاه فقتله وتدخلت يد الشيطان لتنفذ أبشع الجرائم على أرض الشهداء ونهبت مقدرات البلاد كما لم يحصل من قبل .
    على المصريين أن يفيقوا اليوم وليس غدا لان فرصة اليوم لن تتاح غدا , فإذا كانت هذه الفاتورة الكبيرة في وقت ما زالت فيه مقاومة الطرف الثاني سلمية فلكم أن تتصورواما سوف تكون عليه الامور عندما ينطلقون في المواجهة بداعي الدفاع عن النفس ؟؟
    الغرب يدفع الناس الى الجحيم لأن مصلحتهم تكمن في تدمير مصر بيد أبنائها , لا نريد للجيش المصري أن يلقى مصير الجيش العراقي و الجيش السوري ليتخلو الساحة بعدها للغزاة فيعربدوا في المنطقة كما يشاؤون .

    1. يقول محمد:

      فعلا ، باديس ليس جزائريا فيما أعتقد ، و الدليل أن معلوماته خاطئة عن بن فليس ، و الشيء الثاني أن أحمد طالب الإبراهيمي ، مع مطلع التسعينيات ، محسوب على الإسلاميين . و فاته أن قادة الجبهة الإسلامية كانوا يفتون بتكفير الديمقراطية … و أمور أخرى لا تزال محفوظة في جرائدهم … شيء مؤلم أكثر أن تكون الذاكرة ضعيفة فتعرف شيئا و تنسى أشياء

  6. يقول ابراهيم:

    سيدى انت تتناسى حقيقة واضحة ان الاسلامين حكموا سنة فى مصر فكرههم الناس اصبحوا اقلية فى الشعب فقدوا تعاطف الغالبية التى اوصلتهم الى الحكم لن ينجحوا فى تمردهم لان الشعب فى معظمه ضدهم لم يكن السيسى لينجح لو لم يستند الى الغالبية انت لم تر الحشود التى خرجت ضد الاخوان حتى القرى الفقيرة خرجت ضدهم حشود غير مسبوقة فى التاريخ لو خلى الامن بين الناس والاخوان لقضى الشعب عليهم الجمعيات الخيرية الاخوانية تصرخ بانها ليست كذلك تجارهم يتوارون خوفا من الشعب هذا من قبل وقوف الجيش الى جانب الشعب مهما ادعى ماكين وغيرة الشعب المصرى فى غالبيتة هو الذى حسم الامر كل انتخابات فى النقابات والجمعيات خسرها الاخوان وهم فى الحكم انا انقل اليك نبض الشارع المصرى السائق و البواب والعامل والمعلم وربة المنزل والطبيبة الغالبية هذا ما يبث الثقة فى نفس السيسى ويجعلة يقرر دون اعتبار كثير لماكين وغيرة عندما يكون الشعب معك فانت قوى

  7. يقول dahousse:

    أنا أظن والله أعلم أن كاتب المقال ليس جزائريا ولوكان كذلك فهو ليس مطلعا بالقدر الكافي على ما جرى في الجزائر في فترة التسعينات من القرن الماضي وذلك لسبب وحيد و هو ان السيد علي بن فليس لم يكن مسؤولا مباشرا على الغاء المسار الانتخابي لانه كان وزيرا للعدل ثم استقال احتجاجا على وضع مناضلي و متعاطفي الحزب المنحل داخل المحتشدات في الصحراء ,وهذا ليس دفاعا على بن فليس و لكنه توضيحا لحقيقة تاريخية

  8. يقول عادل محمد:

    دخلت مصر ممر يؤدي الى الدول الفاشله بجهود أبنائها الشرفاء

  9. يقول MESSAOUD:

    للتصحيح ، الجرائم التي يقوم بها عسكر مصر والجرائم التي قام بها عسكر الجزائر متشابهة- في القتل والاعتقال وتبرريهما بمصلحة الدولة والمجتمع ، فبركة جريمة والقيام بها ثم اتهام الطرف الاخر ، في الكذب وتشويه الاخر بتزوير الحقائق ، منع الاخر من التعبير عن وجوده السياسي ،، الحديث عن قضايا المجتمع بنوع من الوصاية – ، لكن الكاتب أخلط في بعض الاسماء والمسؤوليات ،، لأن المسؤول المباشر عن الانقلاب ضد الديموقراطية في الجزائر كان خالد نزار ، والعماري كان مساعدا ومؤيدا له ، السيد علي بن فليس كان وزيرا للعدل في حكومة أحمد غزالي واستقال مباشرة احتجاجا على ممارسات لا قانونية ضد الاسلاميين وتضامنا مع رئيس حزبه عبد الحميد مهري الذي كان ضد الانقلاب ، أما محمد بوضياف فلم يقتل لاتصاله بقيادات الجبهة الاسلامية وإنما لأنه رفض أن يكون واجهة لحكم العسكر وراح يعين رجاله ويبعد من عينهم الجيش ،،و مرور مصر إلى الوضع الجزائري كما يريد السيسي كارثة على مصر ستعطلها عن الحراك مدة طويلة جدا

  10. يقول شاهد من أهلها:

    وجه التطابق بين ما حدث في الجزائر وما يحدث في مصر هو أن العلمانيين هم من ضغط وتعاون مع العسكر وتآمر مع المخابرات لإجهاض المسار الإنتخابي في الجزائر والإنقلاب على الرئيس الشرعي في مصر، والعلمانيين ـ أقصد الجهلاييين ـ هم من يكن حقدا كبيرا على الإسلام والأحزاب الإسلامية في كلا البلدين، حسدا من عند أنفسهم لما لهم من قوة شعبية والتصاق بالقيم الوطنية، وكان العلمانيون من يساريين وليبراليين وشهوانيين في الجزائر على استعداد لتصفية نصف الشعب الجزائري ليخلو لهم وجه السلطة وليتخلصوا من أي منافس، فقد أثبت كل الإنتخابات ضعفهم وقلة رصيدهم في الصناديق بل يكاد ينعدم أنصارهم من الشعب، فملاذهم الوحيد هو التشبث بالسلطة بأي ثمن كان وقد كان الكثير منهم يتنكرون في زي النينجا وينفذون عمليات قتل جماعي في حق الإسلاميين وأنصارهم بدم بارد بالتعاون مع فرق الموت التي شكلها العماري ودعاة الإستصال في الجزائر.

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية