بين الموصل والقدس

حجم الخط
5

إنهار الجيش العراقي هذا الاسبوع مثل برج من الورق عند احتلال ثاني أكبر مدينة في العراق، الموصل، على يد القاعدة والجهاد. انشأ الامريكيون هذا الجيش ودربوه وانفقوا عليه عشرات مليارات الدولارات في العقد الاخير وها هم آلاف من جنوده يهربون بلا قتال تاركين وراءهم نعالهم وثيابهم ومعدات عسكرية امريكية متقدمة، ومطارا، ومستشفيات وسجونا – كل ذلك ليستعمله ارهاب القاعدة.
يوجد المجاهدون الآن على بعد 200 كم عن العاصمة بغداد وهم يطمحون الى الوصول الى هناك ايضا. إن مقاتلي القاعدة سنيون أما الجيش العراقي فكله أو أكثره مؤلف من الشيعة – وهكذا انهار نظام الدمى الشيعي الذي انشأه الامريكيون في العراق وكان مجد اوباما. فقد أمر الجيش الامريكي بالانسحاب لأنه رأى أن الجيش العراقي أصبح مستعدا لحمل العبء.
والآن بعد سيطرة القاعدة على المدن السنية في غرب العراق، أضيفت الى سيطرتها الموصل الشمالية ايضا. وتتصل هذه «الدولة» السلفية بالدولة السلفية في سوريا وستتصل قريبا بالاردن وهكذا تنهار الاوهام الامريكية وتمحى الحدود الوطنية. ولن تفعل امريكا أي شيء ولا يعتقد أحد في الشرق الاوسط أنها ستفعل أي شيء. ونقول بعبارة اخرى إن نظام اوباما الفائز بجائزة نوبل للسلام ولّد دول القاعدة في المنطقة وهذه كارثة انسانية لملايين البائسين.
لماذا يكون هذا مهما لنا؟ لأن اولئك الهاذين الامريكيين أفردوا لنا خطة امنية في يهودا والسامرة كما أفردوا للعراق. ويعتقد جون كيري على اختلاف خبرائه الامنيين أنه تكفي خطة امريكية على الورق لاقرار وضع نظام ودولة هناك. وما هو الدرس من العراق؟ هو أنه في اللحظة التي يخرج فيها الجيش الاسرائيلي من متر واحد في يهودا والسامرة ستدخل عناصر الجهاد بدلا منه كما حدث في قطاع غزة. وتهدد مطار بن غوريون في أسفله ولن تهبط بعد ذلك طائرة هنا وتهدد بعد ذلك تل ابيب والقدس وحيفا وبذلك ينتهي أمر دولة اليهود. فالامريكيون فشلوا في العراق مع عشرات آلاف الجنود المدربين فكيف يتوقعون أن تنجح هنا بضع عصابات مسلحة فلسطينية؟.
أصبحت منطقة يهودا والسامرة مليئة بعشرات آلاف المجاهدين وبحزب التحرير وغيره، ينتظرون الامر بالانقضاض على السلطة الفلسطينية – وهي كيان مصنوع لا يقبلونه ولن يقبلوه أبدا. واسوأ من ذلك أن مساحة عربية مستقلة في يهودا والسامرة تعني زيادة مئات آلاف المجاهدين الذين سيُجلبون من العراق وسوريا ولبنان الى اهدأ منطقة في الشرق الاوسط.
هذا بالضبط معنى «حق العودة» الذي سيهتف العالم به في البداية، فهم لا يأتون الى «اسرائيل» بل الى المنطقة المخلاة. لكنهم سيغيرون التوازن السكاني ولن يُمكنوا من العيش هنا وستكون الموصل هنا.
إن من لم يرَ هذا التهديد الجهادي لوجود دولة اليهود ينكر الواقع السلفي الجديد وينكر ما يحدث الآن في سوريا – نحو من 200 قتيل وخرابا لم يعد من الممكن اصلاحه – وينكر الفوضى في العراق.
ربما كانت التسويات السياسية ذات صلة بالواقع قبل عشرات السنين مع وجود نظم حكم عربية مستقرة لكن الحديث اليوم عن هذه الاتفاقات – وعن اتفاقات سلام – وقد اصبح كل شيء ينهار حولنا.
إن تسوية الدولتين التي تم الحديث عنها قبل الربيع العربي دفنت في الموصل في الحرب العالمية التي أخذت تنتشر بين السنيين والشيعة والتي تبدو اسرائيل بالقياس اليها مثل صخرة صلبة من الاستقرار والأمن.

غي بخور
يديعوت 12/6/2014

صحف عبرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول حسن عليان:

    مهما فعلتم يا صهاينه لحماية احتلالكم لتأتي اللحظه التي ستعربون فيها كما هرب اسيادكم الامريكان ,لا تدعوا انكم افهم او اوعى من الامريكان لانهم سندكم في كل شيء وكما هربوا ستهربون يوما وكل ما تفعلونه هو تأخير ليوم هربكم(وانتم اول من يعرف هذه الحقيقه) ولن تنفعكم صداقتكم لامريكا ولا الغرب.
    نصيحه من فلسطيني لاجىء ولد ونشأ خارج فلسطين….كنت أكثر من والدي حرصاعلى العوده وجاء اولادي اكثر حرصا وشراسة مني اما اولاد اولادي فهم اطفال الان ولكنهم يرضعونهم حب فلسطين وكره المحتل ….اذا كنتم تحبون الخير لاولادكم ارجعوهم من الان الى البلاد التي اتيتم منها لان فلسطين لها اصحاب ينتظرون العوده…بالقوه.

  2. يقول السفياني:

    صخرة صلبة من الأمن والاستقرار ؟هدا فقط لبرهة أيها الصهاينة المغتصبين فالزحف المقدس آت عليكم لا محال وأقول لكم وللدين يصفون ما يجري بانه مؤامرة لزرع الفوضى الخلاقة في المنطقة أنهم لا يعلمون من السياسة شي لان من يزرع الفوضى ويدمر الأنظمة التي هي من صنعه والمهمة الوحيدة المكلفة بها هي سحق كرامة شعوبها لتبقى متخلفة جائعة وحماية هدا الكيان إسرائيل ولولا حمايتهم لما استمر إلى الآن
    فالزحف آت آت أيها الصهاينة فالجدر التي كانت تحصنكم بدأت تتلاشى وهي مسالة وقت لا اكثر
    والشكر لقدسنا الحبيبة

  3. يقول شرشبيل - لندن:

    أذهلني وعي الصهاينة بانهم مهزومون ولكن مسالة وقت وما اضحكني اكثر انهم بداو يتحسسون رقابهم رغم ان الحرب بعيدة عنهم تراهم مليانين المستشفيات النفسية من كثرة الانهيارات العصبية لمجرد سماعهم خبر يوحي باحتمال تعرضهم للخطر.

    بعد انقلاب مصر صرح اكثر من كبار الصهاينة انهم لم يكونو ينامون الليل والاخوان بالسلطة اما الان فهم مطمئنون جزئيا

  4. يقول ابو محمود . الدوحة:

    العاقل ينظر حوله حينما يتغير الجو .فان رأى صحوا استبشر .وان رأى غيما استبشر . اما ان رأى العواصف فعليه ان يأخذ حذره.الامور بخواتيمها.اسرائيل قامت حينما قامت والناس في جهل وفقر .والاستعمار العالمي في كل مكان . بعد نهاية الحرب العالمية الاولى .انهارت دول وقامت بدلا منها دويلات . ثم انتهت الحرب العالمية الثانية.وتفتت الدويلات الوطنية الى دويلات طائفية اصغر ومتصارعة مع مكونها الأساس .وإسرائيل تسعى لان تكون دويلة طائفية لليهود. اذا ما نجحت وكونت دويلة يهودية . فلن يبقى لها الا ان تتحول الى دويلات طائفية اصغر في بقعة جغرافية صغيرة لا تحتمل ان يكون بها طوائف عدة. وحينئذ يبدأ القتال بين المكونات اليهودية حسب الملل الأصغر . فيتقاتل الإشكناز مع السفارديم. ويتقاتل اليهودي الروسي مع المنافس له من جنسية اخرى. وفي النهاية سيرحل كل اليهود من فلسطين وسيهاجروا الى بلاد جاءوا منها في الاصل ان قبلت عودتهم . وفي حالات اخرى سيكونوا مهاجرين ويشربوا من نفس الكأس التي اسقوها للفلسطيني .فهنيئا مريئا لهم .متى يكون ذلك؟ أظنه قريبا.وقريبا جداً.

  5. يقول وليد جبرين - فلسطين:

    كلمات هذا الصحفي اليهودي اختصرها كفلسطيني مسلم ببضع كلمات هي : الترياق من العراق مرورا بالشام وصولا الى القدس

إشترك في قائمتنا البريدية