تأسيس جمعية دولية لأصدقاء الثورة الجزائرية في ذكرى الاستقلال

حجم الخط
0

الجزائر- “القدس العربي”:

لا تزال الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي تحظى بالاحترام في العالم رغم مرور أكثر من ستين عاما على استقلال البلاد. وفي خطوة تهدف للحفاظ على هذا التراث النضالي، تقرر تأسيس جمعية أصدقاء الثورة التي تضم مناضلين من كل الدول عرفوا بمساندتهم للقضية الجزائرية.

وتم التأسيس في حفل أقيم بقصر المؤتمرات في العاصمة الجزائرية، أشرفت عليه وزارة المجاهدين، حيث كان الإجماع على شخص المجاهد والدبلوماسي الأسبق، نور الدين جودي، ليكون رئيسا للجمعية بينما عُيّن الرئيس الموزمبيقي الأسبق، جواكيم شيسانو، رئيسا شرفيا للجمعية التي يضم مكتبها التنفيذي 13 عضوا، 6 يمثلون مختلف أنحاء العالم وباقي الأعضاء من الجزائر.

وفي القانون الأساسي للجمعية الذي صادق عليه الأعضاء بالإجماع، تم التنصيص على أنه “يعد صديقا للثورة الجزائرية كل شخص طبيعي قدم دعما أو مساندة مادية أو معنوية لكفاح التحرير الجزائري وكل من يؤمن بالقيم العالمية لثورة أول نوفمبر 1954”. وتكتسي الجمعية طابعا تاريخيا وثقافيا ويمكن أن ينتسب إليها أصدقاء الثورة الجزائرية من مختلف الجنسيات وأبناء أصدقاء الثورة وأقاربهم، إضافة الى كل المهتمين بتثمين تاريخ الجزائر ونضال أصدقاء الثورة الجزائرية، وفق ما ورد في قانونها الأساسي.

وفي كلمته بالمناسبة، قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق الجزائري، العيد ربيقة، إن الجزائر “لن تنسى فضل من وقفوا إلى جانب قضيتها العادلة، مبرزا أن الذكرى 61 لعيد الاستقلال “مناسبة تعبر من خلالها الجزائر مرة أخرى عن وفائها لأصدقاء ثورتها واعترافها بجميل صنيعهم”.

وأشار الوزير إلى أن أصدقاء الثورة الجزائرية “نالوا، بفضل إخلاصهم وتضحياتهم في سبيل قضيتنا بالأمس، كل المحبة والامتنان في لحظة كانت ثورتنا في أمسّ الحاجة لمن يستشعر عدالتها ومعاناتها ويقف إلى جانبها لنصرة الحق والدفاع عن المبادئ السامية”.

وشدد ربيقة على أن “من شيم الشعب الجزائري وقيمه السامية الإخلاص والوفاء لكل من يسانده أو يقف إلى جانبه”، مشيرا إلى أن مثل تلك القيم هي “جسر التواصل بين الأمم والضامن الأكيد لزرع المحبة والتعاون والرقي والسلام العالميين”.

 

وتنوع الحضور من الشخصيات التي ساندت الثورة الجزائرية في العالمين الشرقي والغربي. وقال الرئيس الموزمبيقي جواكيم شيسانو إن الجزائر “كانت أول بلد دعم حركات التحرر في إفريقيا بما فيها بلاده الموزمبيق”، وأنها “ساهمت في استقلال الشعب الموزمبيقي سنة 1974”. ومن إيران، أطلق إحسان شريعات، وصف “الثورة الإنسانية” على الثورة  الجزائرية، ما جعلها “مثلا يحتذى به من قبل كل شعوب العالم”.

كما برز في الحفل، ترام فان، نجل الزعيم الفيتنامي الشهير الجنرال جياب، الذي تحدث عن تعلق والده بالجزائر وخصال شعبها المكافح ضد الاستعمار. ومن الولايات المتحدة، حضر شيبارد تود دافيد، الذي قال إن الثورة الجزائرية “لديها أصدقاء في كافة دول العالم بفضل المبادئ الإنسانية التي قامت عليها، الأمر الذي أعطاها وزنا دوليا”. وأبرز أن الجمعية الدولية لأصدقاء الثورة “ستعمل على تمكين شعوب العالم من الاستفادة من الموروث التاريخي للثورة الجزائرية بفضل ما تحمله من قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش الكريم”.

وحتى من فرنسا يوجد أصدقاء للثورة الجزائرية، فقد أكدت النائبة السابقة بالبرلمان الفرنسي، فرايس جاكلين، على “ضرورة الاعتراف بالسلوكات والتجاوزات الخطيرة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بالجزائر”، وتحدثت عن الجوانب الإنسانية التي اتصف بها الشعب الجزائري في نضاله داخل وخارج البلاد.

وتقيم الجزائر في كل 5 تموز/ يوليو احتفالات كبرى في ذكرى الاستقلال الذي تحقق سنة 1962 بعد ثماني سنوات من الكفاح المسلح الذي انطلق في تشرين الثاني/ نوفمبر 1954 ضد الاحتلال الفرنسي الذي استعمر البلاد سنة 1830 وارتكب فيها على مدار 132 سنة جرائم ضد الإنسانية باعتراف الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية