إسطنبول- “القدس العربي”:
دخل صراع التنقيب عن الغاز والنفط في شرقي البحر الأبيض المتوسط مرحلة جديدة من الخطورة، مع تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن السفن التركية بدأت بالفعل بالتنقيب قبالة قبرص، وتصاعد التحذيرات والتهديدات القبرصية واليونانية والمصرية والأوروبية والأمريكية لأنقرة، التي رفعت من مستوى استعداداتها العسكرية من خلال إرسال سفينة وطائرات حربية لمرافقة سفن التنقيب التابعة لها، وسط تسريبات تؤكد نيتها نشر منظومة S400 الدفاعية الروسية على ساحل المتوسط، وهو ما يثير قلق ومخاوف أطراف الصراع الأخرى.
وقبل أسابيع، أرسلت تركيا سفينة “فاتح” إلى البحر المتوسط، قبل أن تعلن مؤخراً أنها بدأت عمليات تنقيب. ونهاية الشهر الماضي، أرسلت أنقرة سفينة ثانية “يافوز” وصلت قبل أيام إلى مناطق محاذية لقبرص. وأعلن وزير الطاقة التركي فتحي سونميز، السبت، أن السفينة سوف تبدأ التنقيب قبالة قبرص الأسبوع المقبل.
والأربعاء، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات أدلى بها للصحافيين على متن الطائرة التي عاد فيها من البوسنة، أن السفن التركية تواصل بالفعل عمليات البحث والتنقيب عن الغاز والنفط قبالة قبرص، مشدداً على أن بلاده سوف “تواصل دعمها لحقوق القبارصة الأتراك”.
وترافق سفن التنقيب سفينة حربية تركية، وسط تحليق متواصل لطائرات الاستطلاع التابعة لسلاح الجو التركي. وفي رسالة حربية، نشرت وزارة الدفاع التركية قبل أيام مقطع فيديو لطائرة حربية من طراز F16 وهي تحلق على ارتفاع منخفض فوق السفن التركية، وكتبت: “طائراتنا الحربية تلقي التحية على الفرقاطة العسكرية التي ترافق سفينة التنقيب التركية في شرقي البحر المتوسط”.
وفي تطور آخر، وعقب تكهنات سابقة بإمكانية نشر أنقرة إحدى منظومات الدفاع الروسية S400 قرب ساحل البحر المتوسط، نقلت وكالة “ديمير أوران” عن مسؤولين أتراك، الثلاثاء، قولهم إن الجيش التركي يخطط لنشر إحدى منظومات الدفاع الروسية المتوقع أن تبدأ تركيا باستلامها خلال الأيام المقبلة في ولاية شانلي أورفا، لتغطي الحدود السورية، بينما سيجري نشر المنظومة الثانية في ولاية هاتاي أو مرسين لتغطي المناطق الساحلية شرقي البحر المتوسط.
وكانت الصحافة اليونانية كشفت عن تخوفات كبيرة لدى أثينا ونيقوسيا من أن تلجأ تركيا إلى نشر المنظومة الروسية على مقربة من مناطق النزاع شرقي البحر المتوسط، وهو ما قد يمنح أنقرة تفوقاً عسكرياً، ويشجعها على توسيع عمليات التنقيب، ويحد من قدرة الأطراف الغربية على الضغط عليها لإجبارها على وقف عمليات التنقيب.
وتصاعد الصراع على الطاقة في المتوسط عقب إعلان قبرص اكتشاف احتياطي هائل من الغاز مقابل سواحلها، وتوقيع عقود مع شركات غربية لاستخراجه، وسبق ذلك إعلان مصر وإسرائيل عن اكتشافات مشابهة، قبل أن يعلن عن تشكيل تحالف للدول المطلة على شرقي البحر المتوسط ضم اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر، وهو ما رأت فيه تركيا تحالفاً مضاداً لها.
وتعتبر تركيا أن الموارد والثروات الموجودة في محيط قبرص يجب أن تتوزع بالتساوي بين شقي الجزيرة المنقسمة. وفي مقابل تأكيد قبرص اليونانية أن اكتشافاتها تقع في المنطقة الاقتصادية الخالصة لها، بدأت تركيا التنقيب في مناطق تقول إنها خالصة لقبرص التركية.
وبحسب وزير الطاقة التركية، سوف تعمل سفينة “يافوز” في منطقة قبالة شبه جزيرة كارباس، التي تقع شمال شرق الجزيرة، أي في الشق التركي للجزيرة. وتوجد سفينة “فاتح” على بعد نحو 37 ميلاً بحرياً قبالة ساحل غرب قبرص، في منطقة تقول قبرص إنها جزء من المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها، في المقابل تقول تركيا إن بعض المناطق التي تنقب بها قبرص اليونانية إما تقع على الجرف القاري لتركيا، أو في “أماكن يتمتع فيها القبارصة الأتراك بحقوق متساوية مع القبارصة اليونانيين”.
والأربعاء، أكدت تركيا أنها ستواصل أعمال التنقيب عن الغاز قبالة السواحل القبرصية. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن أنقرة “ترفض” الانتقادات التي وجهها مسؤولون يونانيون وأوروبيون، مشددة على أن إحدى سفنها باشرت أعمال التنقيب في أيار/مايو، فيما تستعد سفينة ثانية لبدء العمليات. كما اعتبرت أن “أنشطة التنقيب التي تقوم بها سفينتنا يافوز تستند الى أسس شرعية وقانونية”.
وأعلن الاتحاد الأوروبي في بيان، الإثنين، أن المحاولة الثانية من جانب تركيا للتنقيب عن النفط والغاز تشكل “تصعيداً غير مقبول”، بعدما دعا أنقرة الى وقف أنشطتها “غير المشروعة” أو مواجهة عقوبات، فيما قال المجلس الأوروبي إنه ينظر في احتمال “اتخاذ إجراءات مناسبة”، وسيرد “بشكل متضامن بالكامل مع قبرص”.
كما وجهت الولايات المتحدة ومصر انتقادات مماثلة هذا الأسبوع، إذ حضت واشنطن السلطات التركية على “وقف هذه العمليات، وضبط النفس، والابتعاد عن زيادة التوترات في المنطقة”، فيما أعربت القاهرة “عن قلقها” حيال عزم تركيا التنقيب قبالة سواحل قبرص، وأعربت فرنسا عن تضامنها مع قبرص.
وكانت قبرص قد هددت بإجراءات قانونية بحق ثلاث شركات تشارك في تنقيب تركيا عن الغاز، وقال مسؤول بوزارة الخارجية: “بدأنا بالفعل إجراءات قانونية بحق شركات تتعاون مع تباو”، في إشارة لشركة البترول التركية المملوكة للدولة، وذلك بعدما أصدرت مذكرة اعتقال بحق العاملين في السفن التركية، وهو قرار إذا ما حاولت قبرص تنفيذه يمكن أن يؤدي إلى وقوع اشتباك عسكري خطير بين الطرفين.
مصر تعلن عن قلقها؟؟؟
محطات الغاز الاسرائيليه اقرب الى الاسكنديه منها الى تل ابيب ولم تعلن القاهره عن قلقها.