تأكيد زيارة الرئيس الإسرائيلي لتركيا مارس المقبل وقالن يلتقي عباس ومسؤولين إسرائيليين الأربعاء

حجم الخط
4

أنقرة- “القدس العربي”: أكدت مصادر تركية أن الرئيس الإسرائيلي سيزور أنقرة في التاسع والعاشر من شهر آذار/ مارس المقبل، بالتزامن مع الإعلان عن زيارة لمسؤولين أتراك كبار إلى القدس، الأربعاء، سيتخللها لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين إسرائيليين، وتأكيد مشاركة وزيري الخارجية والطاقة الإسرائيليين في مؤتمر أنطاليا الدبلوماسي المقرر انعقاده الشهر المقبل في تركيا، في خطوات متلاحقة على طريق مساعي تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب.

والثلاثاء، أكد التلفزيون التركي الرسمي “تي ري تي خبر” أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ سيزور أنقرة للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يومي التاسع والعاشر من شهر آذار/ مارس المقبل، وذلك عقب أسابيع من التضارب في الموعد المؤكد للزيارة التي ينتظر منها أن تفتح صفحة جديدة في سجل العلاقات بين البلدين عقب سنوات من الخلافات الحادة وصولاً للقطيعة الدبلوماسية.

وفي خطوة على طريق التمهيد للزيارة على ما يبدو، أعلنت مصادر تركية أن المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن ومساعد وزير الخارجية سادات أونال سوف يزوران مدينة القدس، الأربعاء، كما أنهما سوف يلتقيان بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين إسرائيليين لم يتم تحديدهم، لكن المصادر التركية قالت إن اللقاء بين الوفد التركي والمسؤولين الإسرائيليين سوف يتركز على بحث ترتيبات زيارة الرئيس الإسرائيلي لأنقرة وتبادل المشاورات السياسية حول ملفات مختلفة.

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر تركية عن تأكيد مشاركة وزيري الخارجية والطاقة الإسرائيليين في مؤتمر أنطاليا الدبلوماسي المقرر انعقاده منتصف الشهر المقبل في ولاية أنطاليا التركية بمشاركة العشرات من وزراء الخارجية حول العالم وبحضور كبار المسؤولين الأتراك.

ومنذ الإعلان قبل أسابيع عن رفع الولايات المتحدة الأمريكية دعمها السياسي والاقتصادي عن مشروع “إيست ميد” لنقل الغاز الإسرائيلي واليوناني من شرق البحر المتوسط إلى أوروبا، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إشارات متلاحقة على رغبة بلاده في تسريع خطوات تطبيع العلاقات مع إسرائيل من أجل الدخول في مباحثات بين أنقرة وتل أبيب على مشروع لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وعلى الرغم من أن العلاقات التركية الإسرائيلية دخلت فعلياً في مسار إعادة تطبيع العلاقات منذ أشهر عبر سلسلة اتصالات وتصريحات إيجابية بين البلدين، إلا أن الأيام الأخيرة تشهد حراكاً مكثفاً وخاصة من الجانب التركي من أجل تسريع هذا المسار للانتقال للحديث حول الملف الأهم الذي دفع أنقرة لمراجعة علاقاتها مع تل أبيب وهو إمكانية توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية والاتفاق على مشروع لنقل غاز شرق المتوسط إلى أوروبا عبر تركيا.

وإلى جانب الاتصالات السياسية المعلنة، تحدثت مصادر إعلامية إسرائيلية وتركية متطابقة عن اتصالات سرية تكثفت في الأشهر الأخيرة على مستوى الاستخبارات والدبلوماسية المنخفضة، كما أن السلطات التركية أفرجت مؤخراً عن إسرائيليين أوقفا في تركيا بشبهة التجسس وهو ما اعتبر بمثابة بادرة حسن نية قدمتها تركيا لإسرائيل على طريق ومسار تحسين العلاقات، كما أن أرقام التبادل التجاري بين البلدين لعام 2021 كشفت عن مؤشرات إيجابية اقتصادية صاعدة ما زال يحافظ عليها البلدان رغم الخلافات السياسية.

ومؤخراً جرى الكشف عن إفشال المخابرات التركية بالتعاون مع الموساد الإسرائيلي خطة إيرانية لاغتيال رجل أعمال تركي-إسرائيلي في إسطنبول للانتقام من اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زاده، كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضغوط تركية على حركة حماس لنقل مقر إقامة قيادات وعناصر تابعة للحركة من تركيا إلى دول أخرى، وهي الأنباء التي لم يؤكدها أو ينفها الجانب التركي.

والشهر الماضي، كشف أردوغان أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قد يجري زيارة إلى تركيا، وقال في مؤتمر صحفي مع نظيره الصربي في أنقرة: “هناك محادثات مع الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ ومن الممكن أن تكون له زيارة إلى تركيا”، لافتاً إلى احتمال التعاون مع إسرائيل شرقي المتوسط بالقول: “نهدف إلى إحراز تقدم عبر مقاربات إيجابية.. تركيا ستبذل ما بوسعها إذا كان هذا الأمر قائماً على أساس الربح المتبادل”.

ولفت أردوغان إلى الخطوات الإيجابية التي شهدتها العلاقات بين البلدين في الأشهر الأخيرة، منوهاً إلى الاتصالات التي تجري بينه وبين الرئيس الإسرائيلي، والتواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، واللقاء الأخير الذي جمعه (أردوغان) مع حاخامات يهود من تركيا والدول الإسلامية في أنقرة.

ونهاية العام الماضي، التقى أردوغان الجالية اليهودية في تركيا وأعضاء “تحالف الحاخامات في الدول الإسلامية”، بالقصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، مؤكداً على “الأهمية الحيوية” للعلاقات التركية الإسرائيلية في أمن واستقرار المنطقة، وذلك في تحرك اعتبر بمثابة خطوة جديدة على طريق إعادة تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأنقرة التي غيرت من سياستها الخارجية وبدأت جهوداً واسعة لإنهاء الخلافات وإعادة تطبيع العلاقات مع دول المنطقة.

وتصاعدت الخلافات بين تركيا وإسرائيل على خلفية اقتحام الجيش الإسرائيلي سفينة المساعدات التركية إلى غزة “مافي مرمرة” وقتل وإصابة عشرات المواطنين الأتراك، إلى جانب الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني حيث هاجم أردوغان إسرائيل مراراً واصفاً إياها بـ”دولة إرهاب تقتل الأطفال” كما جرى طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة واستدعاء السفير التركي من تل أبيب، فيما أعلنت أنقرة مؤخراً عن ضبط شبكات تجسس تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي.

وزادت الخلافات مؤخراً مع الاصطفاف الإسرائيلي إلى جانب اليونان في الخلاف على التنقيب في شرق البحر المتوسط، ويعتقد أن أبرز دوافع التحرك التركي لإعادة تطبيع العلاقات مع إسرائيل ودول أخرى إعادة رسم خريطة التحالفات حول أزمة شرق المتوسط التي باتت تمثل أولوية استراتيجية كبيرة لتركيا التي تسعى إلى الاستفادة من ثروات شرق المتوسط وتفكيك تحالف شرق المتوسط الذي تقول إنه يهدف إلى عزلها وتهميشها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ميساء:

    فهل ستكون تركيا وسيطا جديدا بين الفلسطينيين ودويلة الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي العنصري البغيض الذي يقتل أبناء فلسطين، بديلا عن وساطة أمريكا التي فشلت فشلا ذريعا في اتفاقية أوسلو المشؤومة

  2. يقول ميساء:

    السلطان أردوغان عين على فلسطين وعين على الخلافة فهل يستطيع توحيد أطراف النزاع بين الفلسطينيين و قطعان المستوطنين الصهاينة الملاعنة

    1. يقول اللوڤر فرنسا:

      سبحان الله لم تتكلموا عن التطبيع هذه المرة هههه وأصبح اردوغان سلطان .قمة النفاق

  3. يقول ابن الاردن:

    قيل قديما لا صداقه دائمة ولا عداء دائم. هناك مصالح استراتيجيه تفرض نفسها على الارض ،،
    كان يتم التصفيق لأردوغان من قبل اصحاب النصوص الدينية الظاهرة وتمادوا في ذلك بأنه الأمل في استرداد الخلافة الاسلامية ، وكأنها كبسة مفتاح تحل كافة المشاكل ،،. هؤلاء ليسوا على دراية بألاعيب السياسة الدولية ، وانها انفاق ونفاق وحفر ودهاليز وخدع. ومصالح ، هناك من يرى عدم التمسك بظواهر النصوص وانما بالمقاصد ، والا تجمدت السياسات وتخلفت عن مجاراة الاحداث المتغيرة والمتلاحقة ،، قصارى القول
    فهم النصوص الدينية لا يتحكم ولا يوجه بوصلة السياسات الداخلية والخارجية هناك مصالح عامة وان تقاطعت مع فهم النصوص الدينية الظاهرة،،، الضرورات تبيح المحظورات

إشترك في قائمتنا البريدية