واشنطن-“القدس العربي”:
انتشر مقطع فيديو شهير على تويتر للملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز، وهو يأمر في عام 1973 بحظر صادرات المملكة من النفط لمعاقبة الولايات المتحدة والغرب بسبب دعمها لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وكان يقف خلفه مباشرة الحاكم الحالي سلمان، والآن، بعد نصف قرن تقريباً، يقف آل سعود على عتبة قرار فيما إذا كان سيواصلون الوفاء بعهد فيصل، بعد أن وقعت الإمارات والبحرين اتفاقيات تطبيع.
تايم: الإمارات، على الرغم من كل مغامراتها الإقليمية الفاشلة، إلا أنها تُعتبر هامشية في الصراع العربي- الإسرائيلي
وفي قراءة لمجلة “تايم” بشأن النوايا الحقيقية للسعودية بشأن التطبيع، كتب جوزيف هينكز، ان ترامب أشار إلى أن تسع دول أخرى قد تنضم قريباً إلى اتفاقيات “إبراهيم”، وقال للصحافيين إنه تحدث مع العاهل السعودي الملك سلمان معرباً عن اعتقاده بأن السعودية ستعترف بإسرائيل “في الوقت المناسب”، ولكن الخبراء يشككون بأن ذلك سيحدث في أي وقت قريب.
ولاحظ الكاتب أن الإمارات، وعلى الرغم من كل مغامراتها الإقليمية ، إلا أنها تعتبر هامشية في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بينما تعتبر القضية مركزية لشرعية ملوك السعودية، ولكن صعود محمد بن سلمان، يضيف حالة من عدم اليقين على سلوك المملكة المحافظ تقليدياً.
القيادة السعودية قدمت الكثير من التنازلات لإسرائيل بدون مقابل
وقال هينكز إن ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع بأنه الحاكم الفعلي للبلاد، قد قام بتحركات عدوانية متطرفة في السياسة الخارجية، بما في ذلك الحرب في اليمن والحصار على قطر، وأضاف أن بن سلمان يحاول تغيير السياسة باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتوقع الكاتب أن تكون هناك فرصة ضئيلة لتوقعات ترامب في أن تمر بخصوص السعودية أثناء تولي الملك سلمان السلطة، مشيراً إلى أن الارتباط الديني المفترض بين آل سعود مع الأماكن المقدسة، ولكنه لاحظ إلى تواصل القنوات الخلفية بين السعودية وإسرائيل لعدة سنوات بحجة مواجهة النفوذ الإيراني إضافة إلى حصول الرياض على برامج تجسس إسرائيلية لاختراق هواتف المعارضة.
وأشار مقال “تايم” إلى أن السعودية قدمت بعض التنازلات إسرائيل بدون مقابل، مثل الموافقة على فتح المجال الجوي أمام الرحلات بين”إسرائيل” والإمارات، ومنح البحرين الضوء الأخضر للتطبيع مع إسرائيل، كما أكد المقال على أن هناك انقسامات حقيقية داخل العائلة الملكية السعودية بشأن إسرائيل وفلسطين.
محمد بن سلمان ينتظر وفاة والده حتى يقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل
ولكن لماذا يريد بن سلمان إقامة علاقات تجارية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، الإجابة وفقا للكاتب هينكز، تشير إلى الخطة المزعومة لفطم المملكة عن الاعتماد عن النفط، والاعتماد على الاستثمار الداخلي وخطط السياحة الداخلية، حيث أن هناك قناعات مزيفة في الرياض بأن إسرائيل قد تساعدهم في مجال الابتكار التكنولوجي كشريك مثالي.
والأهم من ذلك كله، هو أن بن سلمان يريد إصلاح صورته الرديئة جداً في الولايات المتحدة، بسبب جريمة قتل جمال خاشقجي وقمع المعارضة وحرية التعبير وحرب اليمن، وهو يعتقد بأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل قد يساعده في تنفيذ هذا الهدف انسجاماً مع سياسة “الصدمة”.
بن سلمان حريص على التطبيع مع إسرائيل من أجل تحسين صورته الردئية في أمريكا والغرب
وأشارت التايم إلى أن الرسائل السعودية بشأن التطبيع مع إسرائيل كانت مختلطة، حيث قال الملك سلمان إن السعودية لن تقوم بالتطبيع حتى يتم التوصل إلى حل سلمي للصراع ، في حين اقترح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بأن “هذه الخطوة قد تكون ايجابية، في إشارة إلى تأجيل قرار الضم الإسرائيلي للضفة الغربية المحتلة، في حين اعتمد التيار المقرب من محمد بن سلمان لهجة مختلفة، وعلى سبيل المثال، أشاد سلمان الأنصاري، مؤسس لجنة العلاقات العامة السعودية، ومقرها واشنطن، باتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين وكيان الاحتلال.
ولاحظت المجلة أن بعض الدول العربية قد قامت بقمع محاولات للاحتجاج على اتفاقيات التطبيع ولكن الحدث المهم كان في اندلاع احتجاجات ليلية في البحرين ضد التطبيع مع شعارات تقول “التطبيع خيانة” ، وقد وجدت هذه المشاعر صدى لها في وسائل التواصل الاجتماعي السعودية، حيث تصدر هاشتاغ “التطبيع خيانة”.
واستنتج الكاتب أن الجمهور السعودي لا يشعر قطعياً بالارتياح لهذه التغييرات ولكن الكاتب، أشار، ايضاً، إلى أن القيادة السعودية التي تسيطر على الخطاب العام قد تبذل جهداً في تغيير “وجهات النظر”.
التطبيع يعتبر من حيث جوهره و مضمونه مرادفا لجوهر و مضمون التطويع و التركيع و التطقيع
برأيي – السعوديون ليسوا بعجلة من أمرهم إن كانوا يملكون شيئا من الحنكة السياسية, سينتظرون بعض الوقت ليروا ما ستجنيه صديقتهم ” الإمارات ” من هذا التقارب, وكم اسرائيل مستعدة للإيفاء بما يطلبون منها. بالطبع السعودية ليست هي الإمارات, لكن مع ذلك – برأيي – يمكن استنتاج العبر.
الأمر الثاني كذلك وهو : هل إيران مستعدة لتخفيض مستوى نشاطها السياسي والعسكري في المنطقة ؟
عن مواقف الملك فيصل السابقة وسياستهم الحالية, بالطبع مصالح الدول تتقدم الوعود عندما تدعو الضرورة بحسب حكامها وهذا ما يرونه حاصلا اليوم. الأهم هو ماذا في جعبة الفلسطينيين حاليا ومستقبلا لأنهم قادرون على تغيير الوضع ؟ الثقة في النفس والشعور بالمسؤولية الضخمة اتجاه الأجيال القادمة. أمر مهم جدا.
برأيي فإن التطبيع ما هو إلا عملية تحصيل حاصل.. لن يزيد ولن ينقص من المطبعين شيئا… فالعلاقات قديمة وحبل المودة كان ممدودا منذ عمر طويل… القضية وما فيها أن ترامب يريد ضربة بوكير انتخابية..