تباين الإصابات بين جنوب وشمال إسبانيا يعزز فرضية عدم انتشار فيروس كورونا بقوة في الأجواء الحارة

حسين مجدوبي
حجم الخط
1

مدريد-“القدس العربي”:
على الرغم من عدم التأكيد على طابعها العلمي أو تجنب ذلك لأسباب وقائية، يبدو أن المناطق الحارة لا تشهد انتشارا قويا لفيروس كورونا وكأن الحرارة تحاصره نسبيا، هذا ما يبدو من خريطة انتشار الفيروس في العالم بل وفي الدولة الواحدة مثل حالة اسبانيا، حيث نسبة الإصابات والوفيات أقل في الأندلس مقارنة مع مدريد وكتالونيا وبلد الباسك.
وتعد اسبانيا من الدول الأكثر تضررا من فيروس كورونا على مستوى الوفيات والإصابات، إذ تحتل المركز الثاني عالميا في الإصابات بما يفوق 210 ألف بعد الولايات المتحدة والثالث بشأن الوفيات بأكثر من 24 ألف بعد الولايات المتحدة وإيطاليا.
ومن خلال تأمل خريطة انتشار الفيروس في اسبانيا، فهناك اختلاف كبير من منطقة الى أخرى ولاسيما بين الجنوب وهي منطقتي الأندلس وإكستريمادورا وما فوق وسط البلاد نحو الشمال أي مدريد نحو أقاليم بلد الباسك وأستورياس وكتالونيا. وتتصدر الأندلس الكثافة السكانية في اسبانيا بثمانية ملايين ونصف مليون، وسجلت 12 ألف مصابا و1168 وفاة بكورونا فيروس، بينما ساكنة إقليم مدريد هي ستة ملايين ونصف، في حين بلغ عدد الإصابات 63 ألف وما يفوق 8000 من الوفيات. ويتكرر السيناريو نفسه في كتالونيا التي تبلغ ساكنتها سبعة ملايين ونصف وسجلت أكثر من 49 ألف مصاب وقرابة خمسة آلاف من الوفيات. ويتكرر سيناريو الأندلس، أي انخفاض في الإصابات والوفيات، مع منطقة جزر الكناري الواقعة قبالة الشواطئ المغربية الجنوبية، فقد سجلت 2187 من الإصابات و133 من الوفيات، وهي منطقة ذات جو حار. وعموما، نسبة انتشار الفيروس في الأندلس هو 21 حالة لكل ألف مواطن بينما في باقي اسبانيا وخاصة الشمال 88 حالة لكل مائة ألف مواطن
وحول هذا الموضوع ، يبرر الخبراء غياب أدلة علمية مقنعة لأنه لا يمكن استخلاص خلاصات سريعة من فيروس بالكاد انتشر منذ شهور ويخضع للدراسات والآراء التي تتغير باستمرار. ويقول فيرناندو بيلدا من الوكالة الرسمية الأرصاد الجوية التي تبحث رفقة معهد كارلوس الثالث للصحة مدى تأثير المناخ والتلوث في انتشار فيروس كورونا “هناك قاسم في خريطة انتشار الفيروس وفق المناخ، فكلما كانت الحرارة منخفضة انتشر الفيروس أكثر، وكلما ارتفعت كانت حدة انتشاره أقل، وهذا ما كشفته دراسات جرت في الولايات المتحدة والصين وبريطانيا”.
ويتكرر المشهد نفسه في دول أخرى مثل إيطاليا، حيث لا يشهد الجنوب انتشارا للفيروس مثل شمال البلاد وخاصة في منطقة لومبارديا، كما يتكرر في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى. وربما هذا هو الذي جعل الفيروس لا ينتشر كثيرا في القارة الإفريقية، وباستثناء دول شمال إفريقيا التي سجلت حالات لا تتعدى خمسة آلاف في كل بلد من البلدان الرئيسية مثل مصر والمغرب والجزائر ، تبقى نسبة الانتشار محدودة في دول مثل مالي وموريتانيا والسنغال وكينيا ضمن أخرى، وأغلبها دون الألف بل ودون 500. ولم يعد الخبراء يرددون ضعف إمكانيات الدول الإفريقية فقد ساعدتها الصين بمعدات الكشف.
ولا ترغب منظمة الصحة العالمية تأكيد فرضية ضعف انتشار الفيروس في المناطق التي تتميز بالحرارة مخافة من تراجع الإجراءات الوقائية، حيث ستعتقد بعض الدول أن الجو الحار سيحميها من الفيروس، وقد يكون هذا خطأ قاتلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول خالد المصري:

    جمعية المهندسين الوراثيين الاردنية درست بحثا يؤكد أن العرب أكثر مناعة من غيرهم من الأجناس في مواجهة فيروس كورونا المستجد، حيث إن الفيروس يدخل جسم الإنسان أو بالتحديد للخلايا الرئوية من خلال مستقبلات، وثبت أن أجسام العرب مقارنة بشعوب آسيا وأوروبا تحتوي على نسبة مستقبلات بنسبة أقل بكثير لمستقبلات الفيروس، وتلك المستقبلات التي تسمح للفيروس من التمكن من الجهاز المناعي للإنسان ومهاجمة الجهاز التنفسي بشراسة.
    وإذا ما افترضنا صحة هذه الدراسة فإن شعب الاندلس وبحكم التفاعل القديم ما بينهم وبين العرب ربما اكتسب هذه المناعة التي ميزته عن باقي الاسبان…

إشترك في قائمتنا البريدية