تتويج المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي بجائزة “أميرة أستورياس” للفنون

حجم الخط
0

المخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي

مدريد-“القدس العربي”- من خالد الكطابي:

“نظرا لسمو عمله الإبداعي وهذا هو في الواقع يجعله واحدا من أكثر المخرجين المميزين في حركة التجديد السينمائي التي ظهرت في سبعينيات القرن العشرين”.

هكذا عللت لجنة تحكيم جائزة أميرة أستورياس للفنون اختيارها للمخرج الأمريكي مارتن سكورسيزي للفوز بلقبها في قسم الثقافة والفنون لسنة 2018 .

وأضافت لجنة التحكيم” لقد عمل على إخراج أكثر من عشرين فيلما حيث أصبحت بالفعل جزء من تاريخ السينما ولايزال يحتفظ على حيويته، وتجتمع في عمله عناصر الإتقان والابتكار والكلاسيكية”.

وتابعت لجنة مؤسسة أميرة أستورياس قائلة” إن سكورسيزي عمل على التطوير كمهمة مكثفة وواسعة النطاق لاستعادة ونشر التراث السينمائي في جميع أنحاء العالم، من خلال مشاريع مثل مؤسسة السينما ومشروع السينما العالمية…وكل هذا يجعله شخصية غير قابلة للجدل في السينما المعاصرة.”

وفي بيان لمارتن سكورسيزي نشرته المؤسسة بعد إبلاغه بحصوله على جائزة الأميرة أستورياس للفنون لسنة2018، صرح المبدع الأمريكي”طالما اعتبرت ذلك نعمة حيث تمكنت من عمل أفلام وأن أحكي قصصا كنت محتاجا إلى سردها، مع مثل هؤلاء المتعاونين الرائعين، كونها معترف بها ومفهومة هي نعمة إضافية..إنه لشرف كبير وممتن لي أن يتم اختياري لتلقي هذه الجائزة.”

ولد مارتن سكورسيزي سنة 1942 بالحي الإيطالي بمدينة نيويورك. إصابته المبكرة بالربو جعلته يبتعد عن ممارسة الرياضة وارتأى والداه تعويض ذلك النقص بالترفيه عن ابنهما بمرافقته إلى دور السينما التي أدمن فيما بعد التردد عليها.

كان حلم سكورسيزي منذ طفولته أن يصبح في المستقبل راهبا لكن لم يتم قبوله بالمدرسة الكهنوتية التي كان يدرس بها وتم فصله منها بسبب عدم التزامه…وتشاء الصدف مرة أخرى أن يتعرض للهجوم من طرف المؤسسة الدينية عندما قام بإخراج فيلمه” الإغراء الأخير للسيد المسيح “حيث نتج عنه سيل عارم من الانتقادات وخاصة من قبل الفاتيكان وصل إلى حد المطالبة بعدم عرض الفيلم في مهرجان كان سنة1988.

درس سكورسيزي الأدب الإنكليزي والإخراج السينمائي بجامعة نيويورك حيث سيخرج أفلاما قصيرة وبعد ذلك سيعلن عن نحت اسمه في عالم السينما بفيلمه الأول الطويل” من الذي يطرق بابي “سنة 1967لتتوالى إبداعاته التي ستصل للعالمية بدء ا من فيلمه “شوارع وضيعة”1973 و” أليس لا تعيش هنا بعد الآن”1974…ليتوج بعد ذلك بفيلمه “سائق التاكسي “بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام1976.

يعد المخرج الأمريكي الإيطالي الأصل، من أهم مخرجي هوليوود الجديدة ورغم مساره السينمائي الحافل وترشيحه خمس مرات فإنه لم يتمكن بالظفر بجائزة الأوسكار كمخرج إلا مرة واحدة عن فيلم المغادرون2006.

مارتن سكورسيزي منتج ومخرج أفلام وثائقية وعاشق كبير للموسيقى حيث عبر عن ذلك من خلال إخراجه لأفلام عن فرق عالمية مثل” دي باند” و”رولينغ ستونز”، وتألقه في إخراج (عمل وثائقي من سبعة أجزاء عن تاريخ هذا النوع) وفيلم عن جورج هاريسون: الحياة في العالم المادي (حول موسيقي فرقة البيتلز) أو” بلا اتجاه المنزل”، حول الموسيقى والحياة وتأثير الثقافة الشعبية الأمريكية لبوب ديلان.

سكورسيزي سينمائي شغوف بالقراءة العاشقة للذة النصوص ويتجلى ذلك من خلال إخراجه لأربعة عشر فيلما كاقتباسات لأعمال تتسم بالتنوع. منها “الثور الهائج “،” ذئب وول ستريت”، “سائق التاكسي”،”لون المال”، “الإغراء الأخير للمسيح “،” رأس الخوف “،”عصر البراءة “،”عصابات نيويورك”،”هيوغو”…

أسس مارتن سكورسيزي مؤسسة الفيلم عام1990، التي خصصها للحفاظ على السينما الكلاسيكية وعرضها والتي استعادت أكثر من800 فيلم، بالإضافة إلى تنظيم الندوات والعروض للطلاب.

وفي سنة 2007 قام سكورسيزي بتأسيس”مؤسسة سينما العالم” و التي تهدف بالأساس إلى الحفاظ على تراث السينما العالمية واستعادته وترميمه…وضم في مجلس إدارتها مخرجين عالميين مرموقين مثل غييرمو ديل تورو، ووونغ كار واي،عبد الرحمن سيساكو ووأليخاندرو غونزاليث إيناريتو….حيث استعادت المؤسسة أفلام عربية مثل فيلمي المخرج المغربي أحمد المعنوني “الحال”و”ليام أليام”وفيلم “المومياء “للمخرج المصري شادي عبد السلام.

ويعكف مارتن سكورزيزي منذ فترة طويلة على إنتاج فيلم”دي إيريشمان”وهو الفيلم الذي يبرز فيه مقتل جيمي هوفا، وهو نقابي أميركي مرتبط بالمافيا، ويجسد دوره الممثل آلباتشينو،وهو أول تعاون له مع المخرج بالإضافة إلى نجوم ألفوا الاشتغال معه من قبل كروبرت دينيرو وهارفي كايتل جوي بيسي.

وينضم صانع الأفلام والفائز بجائزة الأوسكار وثلاثة جوائز غولدن غلوب إلى قائمة صانعي الأفلام الذين تم تتويجهم بهذه الجائزة الإسبانية وآخرهم صديقه فرانسيس فورد كوبولا، الذي فاز بها عام 2015 والنمساوي مايكل هانيكي(2013) و وودي آلن( 2002).

سيتم منح جائزة الأميرة أستورياس للفنون تتويجا لـ”العمل على نشر وتحسين الثقافة السينمائية والمسرح والرقص والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي والرسم والنحت والعمارة وغيرها من المجالات الفنية “.

وتهدف مؤسسة أميرة أستورياس إلى مكافأة الأعمال العلمية والتقنية والثقافية والاجتماعية والإنسانية التي يقوم بها الأفراد ومجموعات من الأشخاص أو المؤسسات على الساحة الدولية، وهي تمنح في ثمان حقول معرفية: الفنون، الآداب، العلوم الاجتماعية، الاتصالات والعلوم الإنسانية، البحث العلمي والتقنية والتعاون الدولي والانسجام والرياضة.

وتحمل فيليبي السادس عندما كان وليا للعهد الرئاسة الفخرية للمؤسسة منذ إنشائها في عام1980. وبعد إعلانه ملكا لإسبانيا سنة 2014، سيتم تلقائيا حسب الدستور الإسباني نقل لقب إمارة أستورياس إلى الأميرة ليونور دي بوربون أورتيث، بصفتها ولية للعهد وستحمل لقب أميرة أستورياس وضمنيا تسلم لها رئاسة شرف هذه المؤسسة، التي تعقد سنويا حفل توزيع جوائز الأميرة في مدينة أوفييدو عاصمة جهة أستورياس

وتتكون لجنة تحكيم الجائزة الدولية التي يترأسها خوسي يادو فيرنانديث أوروتيا وعضوية كل من كارلوس فيتز جيمس ستيوارت كارلوس مارتينيز دى إيروخو(دوق ألبا)، خوان مانويل بونيت بلانيس، ماريا دي كورال لوبيث دوريغا،باربرا أليندي جيل دي بييدما(أووكا ليل)، سيرخيو غوتييريث سانشيث خوان ماتابوش غريفول، ألفريدو بيريث دي أرمينيان دي لا سيرنا، ساندرا روتوندو أوركولا، إميليو ساغي ألفاريث رايون،آيتانا سانشيث خيخون دي أنجيليس، باتريثيا أوركيولا إيدالغو،آرون ثابيكوبرانيا، ميغيل ثوغاثا ميراندا وخوسيه أنتونيوكيكويا كوريس.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية