دمشق ـ بيروت ـ وكالات: قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري اندلعت في عدة مناطق في مدينة حلب وسط قصف من قوات النظام السوري على أحياء في المدينة وبلدات في ريفها، فيما قتل خمسة اشخاص هم طفل واربع نساء الاربعاء في قصف على مدينة الزبداني في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت تستمر المعارك العنيفة في مدينة حمص وسط البلاد.
وقال المرصد في بريد الكتروني بعد ظهر امس ‘استشهد خمسة مواطنين هم طفل وأربع نساء، وأصيب آخرون بجروح اثر استهداف سيارة تقلهم في منطقة الشلاح التي تعرضت للقصف من القوات النظامية’، مشيرا الى انه ‘لم يتم التعرف على هوية القتلى حتى اللحظة بسبب تفحم الجثث’.
وكان المرصد افاد في رسائل متتالية عن قصف ومعارك في بعض مناطق الغوطة الشرقية وغيرها من البلدات والقرى في ريف دمشق الاربعاء.
كما تتعرض مناطق في حيي المادونية والقدم ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، وجوبر (شرق) لقصف من القوات النظامية. وتشهد هذه الاحياء في الوقت نفسه معارك ضارية.
وتوجد جيوب عديدة للمجموعات المقاتلة المعارضة في احياء دمشق الجنوبية والشرقية والشمالية تحاول القوات النظامية القضاء عليها. كما سيطر مقاتلو المعارضة منذ اسابيع على اجزاء كبيرة من حي برزة (شمال) الذي تتواصل المعارك في محيطه في محاولة لاستعادته من قوات النظام.
في حمص، افاد المرصد امس عن ‘اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي باب هود (وسط المدينة)’، مشيرا الى ‘أنباء عن سيطرة القوات النظامية على نقاط عدة’ في الحي.
ويشير الاعلام الرسمي السوري منذ ايام الى تقدم للقوات النظامية في حيي باب هود والخالدية (في الجزء الشمالي من الاحياء المحاصرة وسط المدينة). وفيما يقر الناشطون بسيطرة قوات النظام على بعض كتل الابنية في الخالدية، الا انهم يؤكدون ان لا تقدم في باب هود، مشيرين الى استمرار المعارك العنيفة وعمليات الكر والفر على كلتا الجبهتين.
وقال الناشط يزن الحمصي امس في بريد الكتروني ان قوات النظام ‘تدمر كل ما في حي الخالدية من ابنية، وان عشرات الابراج داخل الحي اصبحت ركاما’. واشار الى وجود ‘حالة من الذعر بين صفوف المدنيين’ المتبقين في الاحياء المحاصرة (حوالى 800 عائلة، بحسب ناشطين)، والى ‘ارتفاع معدل الاصابات اليومي اضعافا، ما ادى الى استهلاك ما توفر من مواد الاسعاف الاولية والحقن الاسعافية والسيروم’.
كما تحدث عن ‘نقص كبير في المواد الغذائية والكهرباء’ مع دخول شهر رمضان يومه الاول.
وذكر بيان صادر عن المرصد امس الأربعاء تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، أن الاشتباكات بين الجانبين تدور في حي ‘صلاح الدين’ وبالقرب من ‘دوار شيحان’ ومبنى ‘الدفاع المدني’، مشيرا إلى ‘أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين’.
وأضاف المرصد أن قوات المعارضة استهدفت ‘الأكاديمية العسكرية’ بالمدينة بصواريخ جراد وسط ‘معلومات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام’، فيما قصفت الأخيرة حيي ‘المشهد’ و’الشيخ مقصود’ في حلب وبلدات ‘كفر حمرة’ و’اعزاز’ و’تل رفعت’ و’عندان’ و’حيان’ و’حريتان’ و’دارة عزة’ في ريف حلب.
وفي دمشق وريفها، قصفت قوات النظام السوري أحياء ‘القدم’ و’جوبر’ و’برزة’ بضواحي دمشق وبلدات ‘حوش عرب’ و’المعمورة’ و’المحبة’ و’معضمية الشام’ و’رنكوس’ و’خان الشيح’ ومدن ‘زملكا’ و’حرستا’ و’الزبداني’ بريف دمشق بينما دارت اشتباكات بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام في منطقة ‘المرج’ وبلدة ‘معضمية الشام’ بريف العاصمة السوري وفي أطراف حي ‘برزة’ بضواحيها.
وأوضح المرصد أن الاشتباكات تجددت في محيط الأحياء المحاصرة بمدينة حمص حيث سيطرت قوات النظام السوري على عدد من المباني في حي ‘باب هود’، كما دارت اشتباكات بالقرب من قرية ‘الزارة’ بريف حمص.
وأضاف المرصد أن قوات المعارضة استهدفت ‘تجمعات للقوات النظامية في قرى الحجر الأبيض وتلحوش ونعرة (في ريف حمص) وخزانات الوقود بالقرب منها ما أسفر عن مقتل ضابط وجندي من القوات النظامية’.
ودارت اشتباكات كذلك في محيط ‘المستشفى الوطني’ بمدينة درعا، وبالقرب من قرية ‘محجة’ في ريف درعا، وفي بلدة ‘بسنقول’ بريف إدلب، بحسب ما نقل المرصد. في غضون ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 100 شخص قتلوا الثلاثاء في سورية منهم نحو 60 مدنياً وما لا يقل عن 23 من أفراد قوات النظام السوري.
الى قال سكان الاربعاء ان معارضين سوريين أطلقوا النار في الهواء لتفريق مظاهرة نظمها مدنيون في منطقة تسيطر عليها المعارضة في حلب احتجاجا على حصار يمنع وصول الاغذية والادوية لاجزاء تسيطر عليها الحكومة في مدينة حلب بشمال البلاد.
ويمنع مقاتلو المعارضة دخول الامدادات الى غرب حلب منذ اسابيع. ويقول سكان ان هذا التكتيك يهدف الى اضعاف طرق الامدادات لقوات الرئيس بشار الاسد لكن الاف المدنيين يعانون الآن من الجوع.
وأظهرت لقطات فيديو نشرت على الانترنت الثلاثاء عشرات المدنيين في حي بستان القصر الذي يسيطر عليه المعارضون عند نقطة تفتيش للمعارضة تمنع الامدادات من دخول الجزء الغربي من المدينة التي يقطنها مليونا نسمة ويسيطر عليها الجيش السوري.
ورغم ان مقاتلي المعارضة والجيش يسيطرون على أجزاء مختلفة من البلاد فانه يسمح للمدنيين عادة بالعبور بحرية للتسوق أو لقاء افراد العائلة والاصدقاء.
وأظهرت اللقطات التي وضعها المكتب الاعلامي للمعارضة في حي بستان القصر رجالا عند الاحتجاج وهم يرددون عبارة ‘الشعب يريد انهاء الحصار’. وسمع صوت اطلاق اعيرة خرطوش وطلقات نار مع انتهاء الفيديو.
وقالت جماعة تابعة للمعارضة يطلق عليها شهداء حلب ان مقاتلي المعارضة أطلقوا النار على المحتجين وقتلوا شخصا واحدا واصابوا عدة اشخاص آخرين. لكن احد السكان عند الاحتجاج قال ان الرجل قتل قبل الاحتجاج بنيران قناصة الجيش وهو يحاول العبور بين الاراضي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة والاراضي التي تسيطر عليها الحكومة.
ولم يتسن لرويترز التأكد من التقرير بسبب القيود المفروضة على وسائل الاعلام في سورية.
وكتب على لافتة يعرضها المعارضون عند نقطة تفتيش بستان القصر ان الاغذية والادوية والزيت ومنتجات خاصة بالأطفال والحليب والخضروات واللحوم والخبز ممنوعة تماما من العبور.
ويقول سكان في غرب حلب ان اسعار السلع الغذائية قفزت أكثر من عشرة أمثال المستويات الاصلية وان السلع الاساسية مثل الخبز والطحين (الدقيق)أصبح من الصعب العثور عليها.
ويقول مدنيون انهم يقومون بتخزين الاغذية مثل البرغل والارز اللذين مازالا متوفران. وهم يقولون ان بعض الخضروات التي يمكن ان تفسد مازالت معروضة في الاسواق.