تداعيات هروب قادة ‘القاعدة’ من سجون العراق

حجم الخط
8

حمل هجوم كبير على سجني ابو غريب والحوت التاجي وهجوم آخر في مدينة الموصل على قافلة عسكرية اضافة الى الهجمات التي ضربت بغداد ليل السبت الماضي توقيع ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ فيما يبدو للمراقب استعادة كبيرة لفرع تنظيم ‘القاعدة’ في العراق للمبادرة بعد ان تراجع تأثيره قبل سنوات بشكل كبير.
تحمل الروايات القادمة من العراق، خصوصا حول الهجوم على السجنين، غموضاً كبيرا وتناقضات في الأرقام والوقائع والتحليلات، ففي حين قال حاكم الزاملي، عضو لجنة الامن والدفاع بالبرلمان العراقي ان عدد المساجين الهاربين من سجني ابو غريب والتاجي بين 500 و1000 سجين واصفا الأمر بالخطير، وبأنه لم يحدث في اية دولة اخرى ‘حتى في الصومال’، فان مصادر وزارة الداخلية العراقية اعلنت ان ‘سبعة سجناء تمكنوا من الفرار من سجن ابو غريب، الا ان القوات الامنية استطاعت اعتقالهم بعد ذلك’.
وفيما قللت مصادر من وزارة الداخلية العراقية من حجم الهجومين فتحدثت عن بضعة انتحاريين وثلاث سيارات مفخخة ووقوع اربع قذائف هاون، تحدثت مصادر أمنية ومستقلة اخرى عن وقوع عشرات القذائف بمعدل قذيفة كل 15 ثانية واقتحام المسلحين للسجنين واطلاق الف سجين أغلبهم من ‘القادة الخطرين للقاعدة المحكومين بالاعدام’.
يقع السجنان في شمال وغرب العاصمة العراقية بغداد ويتمتعان بحراسات مشددة، وعملية ‘هدم الأسوار’ التي تهدف لـ ‘فكاك اسرى المسلمين في كل مكان’ بحسب تصريحات تنظيم ‘القاعدة’ التي نشرت في موقع ‘حنين’، لم تكن مفاجئة أبداً للسلطات الأمنية فقد سبق لتنظيم ‘القاعدة’ الاعلان عنها في شريط مسجل لزعيم ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ ابو بكر البغدادي… قبل عام كامل.
تعرضت السلطات الأمنية العراقية للانتقاد على خلفية ما جرى حيث اعتبر ما حصل ‘عدم اكتراث بتوفير الحماية الحقيقية’ للسجون، و’عدم وجود خطة للتدخل السريع’، كما تعرضت الانتقادات لتأخر تدخل المروحيات الذي كان سيمنع المهاجمين من اقتحام السجنين.
وكان من اللافت تزامن ذلك مع اعلان الفريق الركن ناصر الغنام قائد الفرقة 17 في الجيش العراقي استقالته من منصبه عازيا الأمر الى ‘ان الاستقالة جاءت لئلا نسأل أمام الله وشعبنا عما يحدث بحق أهلنا ومنتسبي القوات المسلحة من قتل عشوائي بسبب السياسات الخاطئة للقيادات العسكرية العليا والمزاجية والعشوائية في اتخاذ القرارات’.
من المؤكد ان انبعاثة تنظيم القاعدة الجديدة في العراق مرتبطة بانسداد الآفاق امام الحلول السياسية هناك وبفشل السياسة الأمنية الاقصائية وتكرّس الطائفية افقيا وعموديا، اضافة الى ارتباطها بالموقف الرسمي الحكومي العراقي من الاوضاع في سورية.
لكن هذا كله لا يفسر قدرات هذا التنظيم المذهلة على التحرك والضرب في كافة انحاء العراق بالطريقة التي حصلت في سجني ابو غريب والتاجي، واذا اضفنا وقائع التأخر في انجاد حاميتي السجنين القريبين من بغداد وهروب 1000 من قيادات واعضاء تنظيم ‘القاعدة’ من السجن تصبح الصورة أكثر فأكثر غموضاً.
فهل صارت السلطات العسكرية والأمنية العراقية ضعيفة الى هذه الدرجة بحيث تفشل في منع هروب هذا العدد الكبير من أعضاء هذا التنظيم الذي قضت سنوات وهي تحاول القبض على افراده.
ام ان هذه السلطات اقتنعت ربما بنصائح وتجارب النظام السوري الذي عمل جاهدا على تحويل طبيعة الحراك السلمي ضده الى صراع عسكري وطائفي تتساوى فيه الأطراف وتكون فيه الغلبة للأقوى ولو على حساب كيان الدولة والشعب والارض؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول zaidhocine:

    يوم من أيام الله

  2. يقول رضوان بن الشيخ عبدالصمد:

    هذا نجاح للقاعدة وفشل لحكومة المالكي السؤال الذي يطرح نفسه كيف تمكنت القاعدة من الهجوم على السجن؟ وكيف تمكنوا من تهريبهم؟ وأين كانت الأجهزة الأمنية والإستخباراتية العراقية؟ وماذا بعد هذا؟ السؤال موجه للسيد نورالمالكي.
    وشكرا لقدسناالعزيزة علينا

  3. يقول Ahmed:

    التفجيرات التي تحصل في بغداد يوميا يجب القضاء عليها عن طريق بناء سور حول بغداد وحول السور طريق معبد لدوريات الجيش من داخل السور ومن خارجه ووضع كيمرات نهارية وليلية عل السور للمراقبة ويكون هناك اجهزة لتكشف الانفاق من تحت الجسر ثم وضع مداخل الى بغداد بحراسة مشددة والتفتيش على السيارات والافراد عندما يدخلون الاسواق والبدء بالبحث عن الارهابين واسلحتهم في كل المنازل وعندما تلقوا القبض على الارهابين الخطرين عدم وضعهم في سجن واحد والاسراع بمحاكمتهم واعدامهم حالآ بهذه الطريق سوف تقضون على الارهابين .

  4. يقول هدهد الدريقات:

    إن في الأمر إن …ربما إطلاق سراحهم من أجل القضاء عليهم وعلي البيئة الحاضنة لهم …

  5. يقول عربی اهوازی:

    بعد ما خذو قسط من الراحه فی سجونهم الان وصلوا الی سوریا حتی یذبحون و یقتلعون اکباد اسرع و اکثر اللهم کف شرهم من البشریه

  6. يقول عبدربه خطاب:

    بغض النظر عن اساليب اتباع القاعدة في مواجهاتهم مع الأعداء ( الحكام الطغاة والمستعمر الدخيل ) فانهم الرجال الرجال ولربما يشكلون مستقبلا القيادات العسكرية والسياسبة في منطقتنا العربية. الم يستعمل حكامنا الطغاة والدول الاستعمارية من اساليب القتل والتدمير ما لا يمكن مقارنته مع وسائل مقاومة رجال القاعده ؟!! اقرأوا ياشباب الأمة ادبياتهم وخططهم نحو مستقبل زاهر لهذه الأمة ولسوف تعرفون انها الحرية والكرامة والنهضة الشامله . ومادام عدو الأمة الاسلامية الرئيسي يعتبرهم العدو الأول ويخشاهم فتأكدوا انهم الخيار الأمثل لشعوبنا في هذه المرحلة الهامة والحاسمة من تاريخنا.

  7. يقول حسين عبد الله:

    القاعدة هي يد امريكا في المنطقة وهي المنفذ لسياساتها فيها …

    ولم نسمع في العراق يوما ان القاعدة قامت بعملية واحدة ضد الامريكان ايام احتلالهم للعراق …

    بل كل عملياتهم موجهة للشعب العراقي سنة وشيعة …

    بل كل العراقيين شاهدوا مئات المرات حينما كان الشعب او الجيش يلقي القبض على الارهابيين من القاعدة تسارع امريكا فورا لانقاذهم واطلاق سراحهم …

    وسياتي اليوم الذي يكتشف العرب هذه الحقيقة ولكن نرجو ان لا تكون بعد فوات الاوان ولات حينئذ من مندم …

  8. يقول thassan:

    القاعدة مسيطرة فعليا على ارضي بسوريا والعراق, يمكنكم زيارتهم مثلا في قصر محافظ الرقة.

إشترك في قائمتنا البريدية