دمشق – «القدس العربي»: في محاولة لإظهار مدى نفوذها العسكري في سوريا، نفذت قوات مشتركة روسية – سورية تدريبات عسكرية ليلية في محافظة حماة غربي سوريا، وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن هذه المناورات هي الأولى من نوعها بين القوات الروسية والسورية، وذلك بالتزامن مع توتر واحتكاك روسي – أمريكي جديد في الأجواء السورية، حيث أعلنت روسيا للمرة الثانية منذ بداية آب الجاري، عن خروقات جديدة من قبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن لبروتوكولات منع التصادم الموقعة بين موسكو وواشنطن عام 2015.
وقالت الدفاع الروسية في بيان لها الخميس، إن المناورات أجريت بمشاركة مقاتلات “Su-35″و “Su-24″الروسية، وتشكيلات مدفعية سورية، إذ تدربت القوات المشاركة على ضرب أهداف حساسة للزمر الإرهابية المفترضة في المحافظة، كما دمرت مروحيات Ka-52 البحرية الروسية عربات وتحصينات لأهداف مفترضة.
احتكاك روسي – أمريكي
وشملت المناورات إنزالاً نفذته تشكيلات سورية من ارتفاع 1500 إلى 3000 متر بمظلات Arbalet-2 الروسية من مروحيات Mi-8AMTSh. وتتزامن المناورات الروسية – السورية مع توتر واحتكاك روسي – أمريكي جديد في الأجواء السورية، حيث أعلنت روسيا للمرة الثانية منذ بداية آب الجاري، عن خروقات جديدة من قبل التحالف الدولي بقيادة واشنطن لبروتوكولات منع التصادم الموقعة بين موسكو وواشنطن عام 2015.
وقال نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا، فاديم كوليت: تم تسجيل 13 حالة انتهاك لبروتوكولات عدم التصادم من جانب التحالف الدولي خلال اليوم الأخير، على خلفية تنفيذ رحلات جوية لطائرات مسيّرة لم يتم تنسيقها مع الجانب الروسي. وأشار إلى أنه في سماء مدينة التنف، التي تمر عبرها الخطوط الجوية الدولية، هناك زيادة في عدد الخروقات في سماء سوريا خلال اليوم الماضي، حيث تم تسجيل 14 انتهاكاً من قبل 5 أزواج من مقاتلات F35 وزوج واحد من مقاتلات F35 ومسيرتين من طراز MQ-1C. وقبل يوم واحد من هذا البيان، أكد كوليت، أنه سُجلت خلال اليوم الأخير 10 خروقات للتحالف لبروتوكولات تفادي التصادم، على خلفية القيام برحلات جوية لطائرات مسيرة لم يتم تنسيقها مع الجانب الروسي.
وزارة الدفاع (البنتاغون) كانت قد وصفت تصرف طائرة روسية حلّقت بشكل “خطير” في 18 الشهر الحالي بالقرب من مسيّرات أمريكية بأنه “سلوك متهور”، ودعا وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في تصريحات سابقة، خلال مؤتمر صحافي عقده أثناء زيارته إلى أستراليا، القيادة الروسية لـ”التأكد من أنها تصدر توجيهات لقواتها للالتزام بالقوانين الجوية والتأكد من وقف هذا السلوك غير المسؤول”.
وجاء تصريح المسؤول الأمريكي الرفيع بعد تعرض طائرة أمريكية مسيّرة لأضرار بالغة، بعدما أصيبت بشعلة من طائرة مقاتلة روسية في الأجواء السورية، في 25 يوليو/ تموز الحالي. وتحاول موسكو توظيف المشاريع التدريبة العسكرية، سياسياً، نظراً لتزامنها مع أحداث لا يمكن إغفالها، لتوجيه رسائل عدة في أكثر من اتجاه، تؤكد على نفوذها في سوريا، وقدرتها على تنفذ مشاريع في الخارج، وتؤكد أن موسكو لاعب على المستوى الدولي بغض النظر عن العرقلة التي أصيب بها الجيش الروسي في أوكرانيا. وحسب محللين وخبراء عسكريين لـ “القدس العربي” فإن الشمال السوري يضم مطار كويرس ومطار النيرب بالإضافة إلى قاعدة حميميم التي يشغلها الطيران الروسي، ويمكن لسلاح الجو الروسي، أن ينفذ طلعات تدريبة من خلال الاشتراك بأنواع وصنوف القوات المسلحة لتنفيذ مثل هذه المشاريع المشتركة مع قوات برية وطيران مدفعية وصواريخ وممكن أن تنقط أهدافاً وهمية لتنفيذ العمل.
وكان نائب رئيس مركز المصالحة الروسي، قد أعلن الشهر الفائت، أن مناورات روسية – سورية حول العمل المشترك للطيران والدفاع الجوي بدأت مطلع شهر يونيو /حزيران في سوريا. وقال الأدميرال أوليج جورينوف إن تدريبات عسكرية مشتركة للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي الروسية ونظيرتها في النظام السوري بدأت، و”من المقرر في إطار التدريب التطرق إلى مسائل العمل المشترك للطيران والدفاع الجوي وقوات الحرب الإلكترونية رداً على الضربات الجوية” بحسب وكالة «تاس» الروسية.
وقال نائب رئيس مركز «المصالحة» الروسي، إن التدريبات تأتي بعد «اعتداءات متكررة على منطقة خفض التصعيد في إدلب» حيث سجل مركز المصالحة الروسي عمليات قصف واستهداف لمواقع قوات النظام في حلب واللاذقية شمال وشمال غربي سوريا.
وشدد على أن «الزيادة في عدد الرحلات غير الخاضعة للصراع تضيف إلى تصعيد التوتر ولا تعزز بأي حال من الأحوال التعاون البناء المتبادل. ونكرر أن الجانب الروسي لا يتحمل أي مسؤولية عن سلامة الرحلات الجوية غير المنسقة للطائرات دون طيار».
احتجاجات
وفي شمال غربي سوريا أيضاً، احتج مهجرون وممثلو منظمات مجتمع مدني في محافظة إدلب، على منع روسيا دخول المساعدات الأممية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا. وفي 11 يوليو/ تموز المنصرم استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن يسعى إلى تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا لمدة 9 أشهر من خلال معبر “باب الهوى” على الحدود التركية.
وتجمع المحتجون أمام معبر باب الهوى رافعين لافتات تحتوي عبارات من قبيل “لن نقبل باستلام أي مساعدة ممزوجة بدمائنا” و”لا نقبل أن يكون قرار المعابر بيد سفاح سوريا بشار الأسد” و”نموت جوعا ولا نعيش على مساعدات قاتلنا”، كتبت باللغتين العربية والإنكليزية. وفي حديث لوكالة الأناضول قال فراس منصور، أحد متطوعي الإغاثة، إنهم سيرفضون المساعدات التي يرسلها النظام السوري. وأشار أنه “مع ترك مسألة إدخال المساعدات الإنسانية الأممية بيد بشار الأسد سيقبع 5 ملايين مدني تحت الحصار ويحرمون من الغذاء”. بدوره ناشد علي جاسم، أحد المحتجين، “الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها تجاه الأنظمة الفاسدة”.
وأكد المحتج حمزة جوجه، أنهم يرفضون أي مساعدات مقدمة عبر النظام السوري.