تراجع عربي عن انشاء صندوق القدس الذي تبنته القمة العربية بالدوحة بمليار دولار والسلطة تحذر وتنتقد التلكؤ في تنفيذ القرار وتناشد بانقاذ المدينة المقدسة من الضياع
14 - مايو - 2013
حجم الخط
0
رام الله ـ ‘القدس العربي’ من وليد عوض: اكدت مصادر فلسطينية رسمية للقدس العربي الثلاثاء بان هناك تراجعا عمليا عن فكرة انشاء صندوق القدس الذي أقرته القمة العربية الاخيرة التي انعقدت بقطر. وكانت جامعة الدول العربية أقرت في 26 اذار (مارس) الماضي اقتراحا قطريا بانشاء صندوق قيمته مليار دولار للقدس ، وقال الامير القطري الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني ان بلاده ستساهم بمبلغ 250 مليون دولار في الصندوق الذي دعا اليه في كلمته الافتتاحية للقمة التي عقدت في الدوحة. وجاء في مسودة الاعلان الختامي للقمة انها تدعو الى انشاء صندوق لدعم القدس لتمويل مشاريع وبرامج تحافظ على الهوية العربية والاسلامية وتعزز صمود الشعب الفلسطيني، مشيرة الى أن البنك الاسلامي للتنمية الذي يتخذ من مدينة جدة السعودية مقرا سيتولى ادارة الصندوق. وعبرت المصادر الفلسطينية لـ’القدس العربي’ الثلاثاء عن مخاوفها ان يكون مصير صندوق القدس كمصير النصف مليار دولار التي اقرت للمدينة المقدسة في القمة العربية التي عقدت في مدينة سرت الليبية عام 2010. وكان وزراء الخارجية العرب أقروا، في اجتماعات مهدت للقمة العربية في سرت تقديم 500 مليون دولار للقدس من أجل محاربة الاستيطان فيها ودعم صمود أهلها، الا ان تلك الاموال لم تصل وظلت حبرا على ورق. ومن جهته اكد وزير الاوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش لـ’القدس العربي’ الثلاثاء بان صندوق القدس ما زال حبرا على ورق وانه لم يتم تحويل اية اموال لذلك الصندوق، مشيرا الى ان اموال صندوق القدس اذا ما تقرر دفعها ستحول للجامعة العربية ‘الا انه لم يحول اي شيء لغاية الآن’. وتابع الهباش قائلا’ لم نستلم شيئا، ولا يوجد اي مؤشر على ان هناك جدية في هذا الموضوع، ولم يرد للقدس والسلطة اي شيء، وحتى الان نحن في الانتظار ، ومنذ قمت سرت عام 2010 وحتي الان ونحن بانتظار ان يتم ترجمة هذه الوعود وهذه القرارات العربية، ولكن ولم يرد للقدس شيء ولم يرد الى القيادة الفلسطينية اي شيء’. وتابع الهباش قائلا ‘الامر في غاية الخطورة، فالقدس لن تحمى بالوعود’، متابعا ‘الامر يدعو للخوف الشديد ويثير قلقا شديدا جدا’. وعبر الهباش ان خشية القيادة الفلسطينية، وقال ‘نحن نخشى ان تكون هذه القرارات مجرد حبر على ورق، ونحن لا نريد ان تكون كذلك، ولا نسعى لان تكون كذلك، ونحن نبحث عن تنفيذ هذه القرارات، ونتمنى ان يترجم العرب قراراتهم – التي اصلا لا ترقى الى مستوى ما هو مطلوب-، فهذا الحد الادنى الذي يمكن تقديمه للقدس، ولكن حتى هذا الحد الادنى لم يترجم الى عمل، ونحن نخشى ان تبقى تلك القرارات تراوح مكانها بين الوعود وعدم التنفيذ في حين تضيع القدس وتسرق من بين ايدينا ، القدس في خطر، والمسجد الاقصى في خطر’. واضاف الهباش ‘لغاية الآن لا يوجد اي شيء ولا حتى مؤشر على ان هناك جدية ‘ بانشاء صندوق القدس، متابعا ‘ايها العرب ايها المسلمون القدس تضيع والمسجد الاقصى في خطر ولا يمكن ان تحمى بمجرد وعود ورقية ووعود لفظية لا يتم ترجمتها الى عمل. نحن نريد من العرب حراكا وجهدا وعملا حقيقيا، والا فان التاريخ سيسجل بكل حروف العار ما فعله العرب تجاه القدس والمسجد الاقصى’. وواصل الهباش حديثه ‘لا يوجد اي مؤشر على ان هناك نية للتنفيذ، ونحن ما زلنا ننتظر ولكن القدس لن يطول انتظارها، القدس تضيع واذا لم يتم عمل شيء فان التاريخ سيسجل اللعنة على كل من قصر في حق القدس’. ويدور في الاروقة السياسية برام الله بان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بأنه لن يصرف المبلغ المالي الذي خصصته دولة قطر لدعم صندوق القدس الذي تم الإعلان عنه خلال القمة العربية الرابعة والعشرين التي إنعقدت في العاصمة القطرية الدوحة نهاية آذار (مارس) الماضي. ويقال خلف الكواليس بان القيادة الفلسطينية أبلغت بالموقف القطري، وأن نبيل العربي اتصل بأمير قطر من أجل الإستفسار حول المبالغ المالية التي خصصتها قطر لإنشاء ودعم صندوق القدس ولكنه تفاجأ برد الأمير القطري عندما أبلغه بأنه لن يتم صرف أي مبلغ من الصندوق، واذا ما قررت قطر صرف اية مبالغ فانها ستوجه دعمها لقطاع غزة لدعم مشاريع تنموية هناك وليس إلى القدس.