تراجع «قوات النظام السوري» أمام الجبهة الوطنية في عمليات ريف حماة

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق – «القدس العربي»: في محاولة لاستثمار الخلاف الروسي- التركي على أمل إنهاء اتفاق سوتشي أو تعديله، ومع التأزم الميداني وارتفاع حجم خسائر قوات النظام، يبرز اتخاذ إيران قرارها بزج الميليشيات المؤتمرة بإمرتها، وعلى رأسهم حزب الله اللبناني، كرأس حربة في العمليات العسكرية، على أمل كسر مقاومة فصائل المعارضة التي تمكنت، أمس، في هجوم واسع وعلى أكثر من محور من السيطرة على قرية الحماميات وتلتها الإستراتيجية، مكبدة القوات المدافعة أكثر من 40 قتيلاً.
ولأول مرة منذ سنوات، تمكنت فصائل المعارضة من تحرير تلة وبلدة الحماميات – قلعة النظام – من حيث جودة تحصينها، حسب وصف المتحدث العسكري باسم الجبهة الوطنية للتحرير، النقيب ناجي مصطفى، الذي أكد أن الفصائل الثورية سيطرت على البلدة ومحيطها وبعض النقاط العسكرية التي تتمتع بأهمية عظمى من الناحية العسكرية، إذ إنها تشرف على خطوط إمداد قوات النظام من جهة كرناز وكفرنبوذة والشيخ حديد، وتشرف على بعض المواقع العسكرية والإستراتيجية المهمة الأخرى، كما أنها تعتبر حصناً لقواته التي رسخت نفوذها وتواجده فيها، أمام أي اقتحام عسكري.
ولفت إلى أن نجاح الفصائل الثورية، أمام الثالوث «روسيا وإيران والنظام السوري» بالرغم من «التحشيد العسكري الضخم وتدخل ميليشيات حزب الله التي تشارك لأول مرة في معارك ريف حماة» تحصل باتباع بعض التكتيكات العسكرية والأساليب والوسائل الجديدة التي ساعدت على عمليات الاقتحام، مضيفاً لـ«القدس العربي» أنه «قمنا بالتمهيد على قرية الحماميات والتل والمواقع العسكرية المحيطة التي تتواجد فيها نقاط كثيفة لقوات النظامين السوري والروسي، والتي تتواجد فيها قوات مدفعية تؤثر نارياً على مقاتلينا. وقمنا، مساء الأمس، باقتحام المنطقة والسيطرة عليها واقتحام التلة الاستراتيجية من عدة محاور، كما استطعنا السيطرة بداية على الطرف الشرقي منها، ودارت اشتباكات عنيفة لأكثر من ساعة، سيطرنا بعدها على هذه الأهداف المهمة»، مؤكداً مقتل «أكثر من 40 قتيلاً لقوات النظام السوري واغتنام دبابة وأسلحة وذخائر».
النظام وشركاؤه فشلوا، بحسب المتحدث العسكري، في الحفاظ على المنطقة الهامة أو «التقدم إلى مناطقنا عبر الخطة العسكرية التي وضعت لذلك الهدف في ريف حماة، وهي هزيمة بحق روسيا التي تستخدم كافة قواها الجوية والمدفعية على الأرض».
ولفت إلى أن فصائل المعارضة تمكنت من إفشال حملة الحلفاء بالرغم من الكثافة النارية واستخدام الروس لأسلحة متنوعة من طيران استطلاع وطيران مروحي ومدفعية وبراميل وسط هجمة اعتمدت سياسية الأرض المحروقة، حيث استطاعت الفصائل بداية من امتصاص الهجمة ثم تثبيت هذه الخطوط الدفاعية بشكل قوي واستخدام سياسيات وتكتيكات معينة، منها الإغارة على بعض المواقع العسكرية واستنزاف قوات النظام، ما أدى إلى فشل هذه القوات.
وكانت مساهمة الميليشيات الموالية لإيران بالعمليات العسكرية في ريف حماة الشمالي، منذ بداية انطلاق المعارك، في تل ملح وجبين، إلا أن مشاركة حزب الله اللبناني اليوم هي الأولى من نوعها، لاسيما أنها لأول مرة تشارك هذه المجموعات على الخريطة السورية دون أن ترفع أعلامها الصفراء ودون مرافقة فرقها الإعلامية.
وفي الوقت الذي نفى فيه العديد من المحللين إلى جانب مسؤولي طهران مشاركة إيران في هذه العمليات، أكدت معلومات حصلت عليها «القدس العربي» اتخاذ حزب الله قرار المشاركة ونقل جزء من قواته إلى ريف حماة الشمالي، كذلك تعبئة عدة مجموعات من المقاومة الإسلامية «الميليشيات الشيعية السورية العاملة مع حزب الله في سورية» ونقلها إلى منطقة العمليات.
وأضاف الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، أيمن الدسوقي، على ما سبق لـ «القدس العربي»، مشاركة الميليشيات الشيعية كلواء أبو الفضل، ولواء الإمام الحسين العاملين، ضمن تشكيلات عسكرية رسمية كالفرقة الرابعة والحرس الجمهوري. كما أكد تحليق طائرات من دون طيار إيرانية الصنع «يعتقد أنها من نوع مهاجر» في منطقة العمليات العسكرية، «لكن إيران أخفت وموهت مشاركتها عبر دمج ميليشيات بقوات الجيش وارتدائها اللباس العسكري النظامي، فضلاً عن تواجدها في الصفوف الخلفية».
أما عن الأسباب التي دفعت إيران لاتخاذ قرار المشاركة في هذه العمليات، فيمكن ردها حسب الدسوقي إلى محاولة استثمار الخلاف الروسي- التركي، أو ممارسة الضغوط على تركيا للتشويش على الترتيبات الأمريكية- التركية الناشئة وغير المتبلورة بعد، والتي ترى إيران أنها ستطال المصالح الإيرانية في سوريا بشكل أو بآخر، فضلاً عن محاولة تعزيز الموقف الميداني لحليفها النظام السوري، كذلك إثبات قدرة ميليشياتها الميدانية للجانب الروسي وعجز الأخير عن تحقيق أي إنجاز ميداني بمعزل عن الدور الإيراني. ويضاف لما سبق محاولة إثبات قدرتها على تأجيج الوضع العسكري من خلال أذرعها المحلية، في حال تزايد الضغوط الدولية والإقليمية عليها.
وردّاً على تقدم فصائل المعارضة، ينتقم النظامان السوري والروسي من المدنيين، حيث استهدفا المنطقة بأكثر من 100 ضربة جوية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المدنيين خلال اليوم الـ73 من التصعيد الأعنف.
ووثق المرصد السوري مقتل 5 مواطنين بينهم طفل في مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية بقصفها مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، كما تسبب القصف بإصابة 8 مواطنين آخرين بجراح متفاوتة، في حين أصيب أكثر من 19 شخصاً بجراح متفاوتة بينهم 7 أطفال؛ وذلك جراء غارات جوية نفذتها طائرات النظام الحربية على قرية الكفير غرب إدلب، وذلك وسط استمرار المعارك العنيفة على محور الحماميات شمال غرب حماة، مؤكداً استماتة قوات النظام لاستعادة القرية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية