باريس- “القدس العربي”:
بالتزامن مع حبس الأمريكيون أنفاسهم لمعرفة من سيكون رئيسهم الجديد، يترقب قادة الدول في العالم بقوة معرفة الشخصية التي ستقود السياسية الأمريكية الخارجية في السنوات الأربع المقبلة، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تعد بلاده من بين أبرز حلفاء واشنطن الغربيين تقليديا؟ والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أيهما يصب في مصلحة باريس.. بقاء دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية أم قدوم جو بايدن؟
بعد انتخابه في مايو/ أيار عام 2017، حاول الرئيس الفرنسي الجديد الشاب إيمانويل ماكرون (39 عاماً وقتها)، سريعاً التقرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان، بدوره، قد مضى عليه 13 شهراً فقط في البيت الأبيض.
وكانت احتفالات فرنسا بعيد الوطني (14 يوليو/ تموز) فرصة لساكن الإليزيه الجديد لتوجيه دعوة خاصة إلى نظيره الأمريكي لحضور الاحتفالات السنوية لهذا العيد في ذلك العام (2017)، خاصة العرض العسكري التقليدي الذي يقام على جادة الشانزليزيه، شارك فيه عامها 145 جنديا أمريكيا، وذلك تكريما لذكرى انضمام الولايات المتحدة للحلفاء في الحرب العالمية الأولى العام 1917.
ويعد ذلك تقليداً دأبت فرنسا على اتباعه، باستقباله لدول “صديقة” للاحتفال بعيدها الوطني كنوع من التأكيد على عمق الصداقة والروابط التي تجمعها بهذه الدولة أو تلك. وفي خطوة رأى المراقبون أنها شكلت محاولة لـ”اغراء” الرئيس الأمريكي و”التقرب منه”، أقام ماكرون مأدبة عشاء خاصة في أحد طوابق برج إيفيل الشهير على شرف ترامب وزجته ميلانيا، كانت محل اهتمام وتغطية كافة وسائل الاعلام العالمية.
غير أن المحاولات الكثيرة لإيمانويل ماكرون، لم تنجح في التأثير على دونالد ترامب، حيث انسحب الرئيس الأمريكي من اتفاقية باريس حول المناخ التي صادق عليه سلفه باراك أوباما، كما انسحب بشكل أحادي من الاتفاق الذي توصلت إليه القوى الكبرى مع إيران حول برنامجه النووي وأعاد فرض عقوبات على طهران مهدداً بفرض عقوبات على كل من يتعامل معها. وأيضا، اعتُبر أن قراره بسحب جزء من القوات الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط خذلاناً لحلفاء واشنطن في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش)، خاصة باريس.
الصحافية المخضرمة في “لوفيغارو” الفرنسية إيزابيل لاسيير تقول في مقالها بالصحيفة تحت عنوان: “ترامب أو بايدن.. لا فائز أفضل بالنسبة للإليزيه’، تقول إن ما تصفه بـ”الاستقطاب الواقعي” لإيمانويل ماكرون، لم يكن له أي أثر على دونالد ترامب، معتبرة أن أياً من المرشحين إلى البيت الأبيض لا يناسب مصالح باريس، وإن كانت إعادة انتخاب دونالد ترامب قد تصب في مصلحة قصر الإليزيه من عدة جوانب.
وبحسب لاسيير، فإنه من المؤكد أن وصول بايدن إلى البيت الأبيض من شأنه أن يمكن من إصلاح العلاقات عبر الأطلسي وإحياء التعددية التي أصيبت بأربع سنوات من الهجمات الممنهجة من قبل دونالد ترامب. كما ستكون هناك عودة إلى العديد من الاتفاقيات الدولية والعودة إلى العديد من الهيئات الرئيسية التي أغلق ترامب الباب أمامها. وهو ما يعد بشرى سارة لفرنسا التي تدافع عن التعددية.
ومع أن الرئيس إيمانويل ماكرون لم يلتق أبدا بشكل شخصي مباشر بنائب الرئيس السابق جو بايدن، إلا أنه الدبلوماسيين الفرنسيين يتمتعون بصلات ممتازة مع فريق المرشح الديمقراطي، على سبيل المثال مع مستشاره للسياسة الخارجية، أنتوني بلينكين، الذي تلقى تعليمه في باريس، تشير الإعلامية الفرنسية.
لكن أن أولئك الذين يأملون في أن فوز المرشح الديمقراطي سيسمح بعودة “business as usual” سيصابون بخيبة أمل كبيرة، تقول إيزابيل لاسيير، موضحة أن انسحاب القوة الأمريكية من الشرق الأوسط وأوروبا لم يبدأ مع الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ولكن مع سلفه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما الذي كان جو بايدن نائباً له خلال أعوام حكمه الثمانية. ومن المستبعد تماما أن يغير جو بايدن هذا الاتجاه، في حال أصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، كما يقول جيستين فاييس، مدير منتدى باريس بشأن الأمن (ستتعقد نسخته الثالثة الأسبوع المقبل).
فبالنسبة لباريس، التي تعول على دعم واشطن في عملياتها لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقية، فإن بقاء ترامب في البيت الأبيض أو حلول بايدن مكانه، يشكلان خطوة “محفوفة بالمخاطر”، تقول صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية التي تنقل عن مصدر في قصر الإليزيه قوله إن “جو بايدن سيجدد التحالفات مع الفرنسيين، وسيكون لطيفًا ومهذبًا على غرار باراك أوباما. لكنه أيضا من المتوقع أن يحذو أيضا حذو أوباما في تجاهل أراء الفرنسيين”.
لوفيغارو، نقلت أيضا عن دبلوماسي فرنسي لم تذكر اسمه، قوله إن “فرنسا ورغم كونها عانت، مثل الدول الأوروبية الأخرى، من الإزدراء والمنافسة المدمرة لدونالد ترامب، إلا أنها تمكنت أيضا من الاستفادة من ذلك، لأن المساحة التي تركها دونالد ترامب شاغرة سمحت إلى حد كبير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن يصبح القائد الطبيعي للغرب”، يشرح الدبلوماسي الفرنسي، مشيراً إلى أن ماكرون “هو الذي أعاد التأكيد على ضرورة احترام قواعد الحياة الدولية، وهو الذي ضاعف المبادرات الدولية، كما حدث في مدينة بياريتز الفرنسية لمجموعة السبع، حيث نظم زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الإيراني لمحاولة حل أزمة الملف النووي. كان أن ماكرون هو من وقف في وجه تركيا أردوغان داخل حلف الناتو، في وقت لم يقل فيه دونالد ترامب شيئًا لمنع الرئيس التركي”.
وعليه ترى الصحافية الفرنسية ايزابيل لاسيير، أن جو بايدن، في حال أصبح رئيساً، سيسعى بلا شك إلى إعادة احتلال مقعد النفوذ هذا الذي تخلى عنه ترامب وبالتالي سحب المبادرة من إيمانويل ماكرون في عدد من الملفات الدولية الكبرى.
وقد يشكل وصول نائب الرئيس السابق إلى البيت الأبيض، خبراً سيئًا بالنسبة لمسألة السيادة الاستراتيجية الأوروبية التي تعد من أولويات الإليزيه حالياً. فتجاوزات دونالد ترامب ولامبالاته، تسببت في إيقاظ طفيف بين الأوروبيين، الذين أدركوا لأول مرة منذ الحرب الباردة أنه لم يعد بإمكانهم الاعتماد كثيراً على الحليف الأمريكي.
وبقاء دونالد ترامب لأربع سنوات إضافية، مع التهديدات التي قد يشكلها على مستقبل الناتو، قد يجبر الاتحاد الأوروبي على العودة إلى مسألتي السيادة والسلطة. في المقابل، فإن فوز دو بايدن، سيقود، مما لا شك فيه، بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اللجوء مرة أخرى إلى المظلة الأمنية الأمريكية.
وتوقعت إيزابيل لاسيير أن يتعامل بايدن الرغبة في “السيادة الأوروبية” التي يدفع إليها إيمانويل ماكرون بنفس التحفظ على غرار أسلافه.
وإذا كان كل من المرشحين الأمريكيين لم يعد بعودة “الرومانسية الجيوسياسية الفرنسية الأمريكية”، فإن كلا منهما يوفر فرصة لباريس لاغتنامها: دونالد ترامب، لأنه سيسمح لإيمانويل ماكرون بمواصلة دوره كمدرب ومنظم في الأزمات الدولية. وجو بايدن، لأنه إذا “عالج” الرئيس الفرنسي علاقته بألمانيا، فيمكنه تقديم نفسه على أنه المحاور الرئيسي للبيت الأبيض في أوروبا، وفق إيزابيل لاسيير في صحيفة لوفيغارو الفرنسية.
طبعآ ترامب لأن الطيور علي أشكالها تقع .
ترامب او بايدن كلاهما يشكلان خطر على الجميع
ترامب صحيح انه صليط اللسان ولكن الانكفاء الدي فظله جعل عدة قوى في العالم تتشاكس في ما بينها لعلها تطل براسها لتصبح قوى عالمية ولعل ما يقع في الشرق الاوسط وشمال افريقيا شكل نوع من الامثلة الحقيقي على تشكيل الادوار
بايدن سياسته ستركز على الفوضى الخلاقة وجعل الولايات المتحده الامريكيه تتحكم في كل صغيرة وكبيرة مع الحفاظ على المصالح الامريكيه في انحاء العالم
هده المصالح التي ركز ترامب كثيرا مع الصين وروسيا ستكون اكثر شراسة مع بايدن
وهدا ما يجعل تشكيل عالم هش مع تفشي الوباء ستصبح الثورات والثورات المضادة هي الساءدة
ماكروون انتخب من قبل نفس المؤسسة التي انتخبت ترمب ومهرج البرازيل والهندية عابد البقر مودي وهي مؤسسة الايباك وتفوق البيض والتي تشيطن المسلمين وجميع المنتخبين بدون خطط واقعية او أهداف او حتا انتخابات نزيهة فهدفهم لوجودهم فقط تأييد اسرائيل ودعم حروب أمريكا النفطية