ترامب: إلى أين أخذ تهوّر الرئيس الأمريكي العالم؟

حجم الخط
27

قبل يومين فقط من إعلان إصابته أمس الجمعة بفيروس كورونا، سخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خصمه المرشح للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي جو بايدن لارتدائه الكمامة باستمرار في الأماكن العامة قائلا: «أنا لا أرتدي الكمامات مثله. في كل مرة نراه يرتدي كمامة» وكان ترامب سافر مع طاقمه الانتخابي الخميس إلى نيوجيرزي لحضور حفل تبرعات في نادي الغولف الخاص به، حيث كان على مقربة من عشرات الأشخاص من دون ارتداء كمامة لا في الفعالية ولا في الطائرة التي أقلته.
تمثّل الواقعة الأخيرة التي أدت إلى إصابة ترامب أسلوب تفكير شخصي وعامّ، لأنه أصرّ منذ بدء حملته على حضور فعاليات كبيرة، والترويج لأشكال من العلاج المزيف، والكذب على الجمهور بخصوص خطورة الوباء ونهر المسؤولين لدفعهم لإعادة فتح المدارس، وهو ما يعكس، حسب صحيفة «واشنطن بوست» في عمود رأي أمس «عجزه المطلق عن الإحساس بالآخرين، وعدم استطاعته التفكير في حياة أحد غير نفسه».
والحقيقة أن موقف ترامب حول كورونا يمكن تعميمه على كل شيء امتدّت إليه سياساته الطائشة، سواء في أمريكا نفسها، التي حصد الوباء فيها حياة أكثر من 207 آلاف شخص، أو في العالم، وخصوصا في منطقتنا العربية، التي شهدت غطرسة هائلة لحلفائه في المنطقة، حيث أطلق يديّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد الفلسطينيين، ووضعت إدارته، عبر صهره جاريد كوشنر، وسفيره المتطرف في إسرائيل ديفيد فريدمان، ووزير خارجيته مايك بومبيو، كل ثقلها لتمرير «صفقة القرن» وللضغط على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل.
تابعنا أيضا، خلال السنوات الماضية، كيف أفلت ترامب يد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لممارسة سياساته القمعية، التي استذكر العالم أحد علاماتها البارزة قبل أيام في ذكرى اغتيال جمال خاشقجي، وكيف تعامل مع سياسات عبد الفتاح السيسي «ديكتاتوره المفضل» كما سمّاه، وكيف رعى اتفاق التطبيع مع البحرين، ومع الإمارات، التي انفلتت بدورها في تشكيل الميليشيات وتأسيس السجون، في اليمن وليبيا، وفي استئجار المرتزقة والقتلة الدوليين لتأدية مهام الاغتيال والخطف.
تعكس آراء ترامب، في الحقيقة، مواقف تيّار عريض ومتنفذ في أغلب جهات الأرض، وهي مواقف تحتقر العلم، وتسخر من المنادين بالحفاظ على البيئة وكوكب الأرض، وتؤسس اتجاهاتها الشعبوية على كره الأغلبيات للأقليات، والأقوياء للضعفاء، والأغنياء للفقراء، من دون أدنى تفكّر بأن هذه السياسات ستؤثر على الجميع، وأن الوصول الانتهازي لكراسي الحكم لا يحصّن هؤلاء من أثر الطبيعة والأرض التي نعيشها، ولا يجعلهم أقوى من الأوبئة، ولا يجعل بلدانهم قويّة كما يعتقدون، فالاستقطابات الحادّة هي وصفات جاهزة للحروب الأهلية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول احمد سالم:

    “وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم.”
    دونالد ترامب سيعجل باندثار الولايات المتحدةً كقوة إمبريالية غاشمة. الرجل له كل ميزات الرئيس الفاشل.
    امريكا هي عبارة عن تجانس اجناس مختلفة من كل قارات العالم التي ساهمت في التقدم الهائل والتفوق الاقتصادي الامريكي بسبب التعايش النسبي بين مختلف مكونات المجتمع الامريكي. ولكن دونالد ترامب يريد ان ينكر ذلك ويعيد النظام العنصري الى الواجهة بما له عواقب وخيمة على التعايش السلمي وتدمير الحلم الامريكي المغلف بالامبريالية المتوحشة والعنصرية الإنجيلية والصهيونية الموغلة في النظام المالي والسياسي الامريكي الموجه الرئيسي لكل السياسات الخارجية.

    1. يقول تاوناتي:

      أمريكا هي افضل نمودج في العالم للتعايش السلمي والحرية و النجاح لمن أراد..ترمب مجرد عابر سيرحل وتبقى أمريكا قبلة المضطهدين. فلا الصين الديكتاتورية التي تريد اقتلاع الإسلام من ارضها، ولا روسيا الطاغية التي تمارس سياسة الأرض المحروقة أينما حلت ولا تقدم أي نموذج للعيش والتعايش، ولا أوروبا المشتتة التي تصارع شياطين العنصرية والنازية ، يستطيعون تعويض غياب أمريكا.

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    كلمة واحدة تكفي لوصف ترامب!
    إنه شخص أناني!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول إبسا الشيخ:

    تحياتي لقدسنا العزيزة علينا
    عندما نتحدث عن ترامب، لأننا نتحدث عن رجل مجنون، عنصري يحتقر بعض المواطنين الأمريكيين من السود والباقين غير البيض

  4. يقول زياد:

    انها عظمة القوة وكل البشر تحت امر الإله
    وما ادراك ما هي قوة القاهر العظيم فوق قوة مخلوقاته فهذا هو الإله العظيم والسلام

  5. يقول إبسا الشيخ:

    ما يتعلق بإصابة ترمب ،أشك فيها، لأن ترمب كاذب محترف، ربما يكون للانتخابات المقبلة……

  6. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم رأي القدس اليوم عنوانه (ترامب: إلى أين أخذ تهوّر الرئيس الأمريكي العالم؟
    ترامب مستهتر بالنسبة لمجابهة كورونا فهو لا يستعمل الكمامة ويسخر من منافسه لمنصب الرئاسة (بايدن) لحرصه على لبسها .وبعد أن داهمته ،اعتقد أنه سيغير رأيه ،ان خرج منها سالما لانه (ضمن فئة عالية المخاطر) ومرشح، ليكون من ضحايا .(والحقيقة أن موقف ترامب حول كورونا يمكن تعميمه على كل شيء امتدّت إليه سياساته الطائشة، سواء في أمريكا نفسها، التي حصد الوباء فيها حياة أكثر من 207 آلاف شخص، أو في العالم، وخصوصا في منطقتنا العربية، التي شهدت غطرسة هائلة لحلفائه في المنطقة، حيث أطلق يديّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد الفلسطينيين، ووضعت إدارته، عبر صهره جاريد كوشنر، وسفيره المتطرف في إسرائيل ديفيد فريدمان، ووزير خارجيته مايك بومبيو، كل ثقلها لتمرير «صفقة القرن» وللضغط على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل.)
    وهو حامي ابن سلمان من الملاحقة بالنسبة لمقتل خاشوقجي وسند السيسي والاسد في بطشهما بشعبيهما.
    وهوعضد ابن زايد(في تشكيل الميليشيات وتأسيس السجون، في اليمن وليبيا، وفي استئجار المرتزقة والقتلة الدوليين لتأدية مهام الاغتيال والخطف.)

  7. يقول عبدالله السوري:

    كنت أتمنى ان ينجح في الأنتخابات الأمريكية القادمة لان فترة حكمه الثانية ستكون كارثية على امريكا وحلفاءها ولكني اعتقد اليوم انه لن ينجوا من هذه الأصابة فلن يكون كما سبق لان أثار المرض ستؤثر على ماتبقى من حبة الفلفل التي تعشش في رأسه

  8. يقول سوري:

    والله هذه الكورونا عرفت من تضرب في الوقت المناسب. ترامب دادا باي باي Game over

  9. يقول talebahmed7 elymohamed:

    هذا الوحش كوفيد لا يسخر منه رجل او يهون من شأنه الا صرعه انظروا الى جونسون وكذالك ترامب انه لا يحب المتكبرين

  10. يقول بلحرمة محمد:

    سيدهب ان عاجلا او اجلا وسيبقى ايتامه خاصة من الاعراب دون ماوى لان من كان يحتضنهم سوف يغيب وتلك مسالة اخرى فترامب قائد وزعيم العنصريين والمتطرفين لا ينبغي ان يصل مرة اخرى الى سدة الحكم فاربع سنوات من خكمه ابانت بما لا يدعو مجالا للشك انه غير مؤهل وغير خبير بالشؤون السياسية ويظهر دلك جليا من خلال تصريحاته واسلوبه الركيك ولعل مواقفه من وباء كورونا توضح جهله التام بهدا الوباء الخطير كما ام سياساته من المسائل الدولية ودعمه للديكتاتوريات وخاصة في جغرافيتنا العربية المنكوبة والمستباحة ادت الى هدا التدهور الخطير في العلاقات الدولية ويبقى الحل عند الشعب الامريكي الدي سيصوت في شهو نونبر القادم واتمنى ان يزاح هدا الشخص عن منصبة ويهزم شر هزيمة.

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية