التصعيد الأمريكي تجاه إيران وصل حدا غير مسبوق لم يصله منذ أربعين عاما، حاملات الطائرات وقطعات الأسطول الأمريكي وصلت وعلى رأسها مدمرات استراتيجية إلى الخليج العربي، قاصفات أمريكية عملاقة وصلت وتهيأت في القواعد الأمريكية في منطقة الخليج، تحسبا لتهديد إيراني باحتمالية إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، الذي يتحكم بمرور ثلث صادرات البترول العالمي.
من جانبها القوات المسلحة الإيرانية من جيش وحرس ثوري وبكل الصنوف أعلنت رفع الاستعداد إلى حالته القصوى، وبحسب تصريحات الجنرلات الإيرانيين، أن استعداد القوات العسكرية الإيرانية وصل إلى الحد الذي يعتبر اندلاع المواجهة مع الامريكان ستتم غدا وعلى كل الجبهات.
لكن مع كل هذا التصعيد، من الذي يهدد الآخر؟ هل تهدد إيران المصالح الأمريكية في المنطقة؟ أم أن الولايات المتحدة هي من يهدد بإشعال المنطقة عبر تطبيقها خطوات عقابية اقتصادية بحق إيران لردعها عن التدخل في الساحات الإقليمية الساخنة، ولتحجيم برنامجها النووي؟ هل سيتصاعد الصراع ليصل ذروته بإعلان العمليات العسكرية بشكل واسع، أو حتى محدود بين الولايات المتحدة وإيران؟ أم أن التهديد بالقوة هو الأجدى في التعامل سعيا لتحقيق ما يريده السياسيون، بدون الدخول في معمعة خسائر الحروب المنفتحة على نتائج لا يمكن التكهن بها؟ الكثير من الأسئلة والتوقعات باتت تطرح على الساحة، وربما كانت إحدى أبرز بؤر التوتر اليوم، هي الساحة العراقية، فحلفاء إيران في بغداد يحاولون الدفع باتجاه ضرورة الوقوف إلى جانب إيران، في حال اشتعال الحرب ضد حلفائهم. بينما يرى حلفاء الولايات المتحدة، أن الفرصة الكبرى التي طالما انتظروها قد حانت للتخلص من سطوة ونفوذ إيران في العراق، وأن لحظة الانعتاق والعمل على بناء عراق متعاف بمساعدة الامريكان قد حانت. بينما يقف المعسكر الثالث، وهو الأضعف بين الأطراف، محاولا إمساك العصى من المنتصف، إذ يسعى بعض ساسة العراق إلى النأي بالبلد عن التوتر المقترب من لحظة الانفجار، ومحاولة لعب دور الوسيط، وإن على استحياء بين طرفي النزاع، لكن يبدو أن هذا الدور ليس له تأثير حقيقي نتيجة التصعيد المفرط في الأزمة.
أصحاب السيناريو المتفائل مازالوا مصرين على أن كل هذا التصعيد سينتهي بتفاوض في النهاية، ويرى أصحاب هذا الرأي أن كل التوترات عبارة عن خطوات مدروسة من الجانبين، لن يدعاها تصل إلى مرحلة الانفجار، لأن الايرانيين يعرفون قدرات الولايات المتحدة كدولة عظمى، تصعب مواجهتها والانتصار عليها، وأن ما حلّ بالعراق وأفغانستان بعد الاجتياح الأمريكي للدولتين الجارتين لإيران مازال ماثل أمام انظارهم. وفي الوقت نفسه يعلم الأمريكان وحلفاؤهم في المنطقة، أن إيذاء إيران لن يمر بدون دفع فواتير باهظة، وان مصالح الولايات المتحدة الامريكية الاستراتيجية في الخليج العربي وقواعده العسكرية في المنطقة ستكون في متناول الترسانة الصاروخية الإيرانية، التي ستنزل بها ضربات موجعة.
حسب تصريحات الجنرلات الإيرانيين، القوات العسكرية على أهبة الاستعداد للمواجهة مع الأمريكان
أما أصحاب السيناريو المتشائم فيرون أن حربا محدودة التأثير سيحاول أحد الطرفين إشعالها، لكنها سرعان ما ستتحول إلى حرب إقليمية كبيرة، وهذا السيناريو يقوم في جزء أساس منه على احتمالية تحرك حلفاء إيران في لبنان وسوريا والعراق، إذا تم توجيه ضربات أمريكية لإيران، اذ سيهدد حلفاء إيران من الميليشيات العراقية المدعومة إيرانيا الوجود العسكري الأمريكي في العراق، كما أن احتمالية تحرك حزب الله اللبناني بجدية، وتوجيه ضربات صاروخية للداخل الإسرائيلي عبر الحدود السورية واللبنانية، سيكون أمرا مفروغا منه، يجب أن تضعه الولايات المتحدة وإسرائيل في حساباتها، وحينها لن تقف إسرائيل مكتوفة اليدين، وسترد على جبهات متعددة في سوريا ولبنان وإيران، ما سيقود في المحصلة النهائية إلى حرب إقليمية شاملة. لكن ما زال الوضع حتى الآن يسير ضمن لعبة التصعيد، عبر استعمال القوة الناعمة ومحاولة فرض الإرادات، وضمن هذا السياق كان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، قد ألغى زيارة مقررة لألمانيا قبل ساعات من الموعد المحدد لوصوله إلى برلين، بسبب «مسائل ملحة» حسبما أوضحت المتحدثة باسمه، بدون أن تعطي مزيداً من التفاصيل. ليتوجه في زيارة خاطفة إلى بغداد، التقى فيها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وعددا من الوزراء في الحكومة العراقية، وتحدث الطرفان في ما يجب أن يكون عليه الموقف العراقي في ظل هذا التصعيد.
وقال بومبيو للصحافيين بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي: «تحدثنا عن أهمية أن يضمن العراق قدرته على حماية الأمريكيين في بلادهم بالشكل المناسب». كما قال بومبيو في مؤتمره الصحافي: «إن الهدف من الاجتماع هو إطلاع المسؤولين العراقيين على الخطر المتزايد الذي رصدناه، حتى يتسنى لهم أن يوفروا الحماية بشكل فعال للقوات الأمريكية». وعبّر عن دعم بلاده للسيادة العراقية قائلا «لا نريد تدخل أي طرف في بلادهم وحتما ليس عن طريق مهاجمة دولة أخرى داخل العراق». كما اوضح مايك بومبيو أن الولايات المتحدة حثت الحكومة العراقية على التحرك بسرعة لإخضاع الفصائل المستقلة التي تقع تحت النفوذ الإيراني لسيطرة الحكومة المركزية، مشيرا إلى أن هذه الفصائل تجعل من العراق «بلدا أقل استقرارا». وتناغما مع هذه اللهجة وإمعانا في تصعيد التوتر من صقور إدارة ترامب، غرّد السيناتور الجمهوري ماركو أنطونيو روبيو عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي على صفحته في تويتر قائلا: »كتائب حزب الله العراقي، وعصائب أهل الحق هما ميليشيات شيعية مجهزة ومدرّبة وتدار من الحرس الثوري الإيراني، فإذا هاجما موظفينا الأمريكيين البالغ عددهم 50 ألفا، أو منشآتنا في العراق، فينبغي عدم اعتبار ذلك مختلفًا عن هجوم مباشر من جانب إيران». واعتبرت هذه الإشارة أول إشارة أمريكية رسمية إلى المليشيات العراقية المدعومة إيرانيا، التي أطلقت مرارا تهديدات للوجود العسكري الأمريكي.
من طرف آخر يقرأ بعض المراقبين التوتر الحاصل على أنه دفع من أعداء إيران الاقليميين لإدارة ترامب باتجاه اتخاذ مواقف أكثر تشددا في الصراع الحاصل، وصولا إلى الدفع باتجاه المواجهة العسكرية، أملا بكسر الإرادة الايرانية إقليميا، مقابل تعهد أعداء إيران الخليجيين بتحمل التبعات المالية، التي طالب ويطالب بها ترامب طوال الأسابيع الماضية، إذ طالما ذكر أن «السعودية دولة ثرية ويجب أن تدفع فواتير جهودنا العسكرية في المنطقة». وردا على هذا التوجه، أجاب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة له على تويتر من موسكو، التي قام بزيارة خاطفة لها قبل أيام إذ قال:» فريق (B) بدأ مرة أخرى، بدءا من بيانات التحركات البحرية حتى التحذيرات الجادة حول ما يسمى بـ (التهديدات الإيرانية)»، مؤكدا أن عدم الشعور بالأمان بالنسبة لأمريكا وحلفائها يعود إلى أن: «شعوب المنطقة تحتقرهم وإلقاء اللوم على إيران لن يلغي هذه الحقيقة». وقد أطلق ظريف في تصريحات له خلال الفترة الأخيرة اسم فريق «B» على الرباعي: جون بولتون وبنيامين نتنياهو وبن سلمان وبن زايد، مؤكدا أن هؤلاء يضغطون على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لحثه على الدخول في نزاع عسكري مع إيران.
وربما نستطيع أن نصل إلى خلاصات مهمة من مقال الصحافي البريطاني روبرت فيسك في صحيفة «الإندبندت» الذي روى فيه تفاصيل لقائه بهادي العامري زعيم كتلة الفتح والقيادي الشيعي القريب من إيران، إذ يذكر العامري: «إننا نريد أن نبني عراقًا يعتمد على نفسه، قويًا وذا سيادة في المنطقة، وسنقيم علاقات جيدة مع جميع دول المنطقة لصالح الشعب العراقي، ليس لأمريكا أو للسعودية أو لإيران، ولن نسمح لأمريكا باستخدام العراق لمراقبة دول المنطقة، ولن نسمح بأن يكون العراق ساحة معركة للدول الأخرى لتصفية حساباتها». لكن الخلاصة المرعبة يمكن أن نقرأها في سؤال فيسك للعامري: «هل أنت خائف من قوة أمريكا إذا قاتلوا في العراق؟»، فيُجيب العامري: «سيواجهون الهزيمة التي واجهوها في فيتنام». ويتابع زعيم الفتح، «نحن جزء من العراق ومن حكومته، فالشعب العراقي سوف يقاتل بدون الحاجة لمساعدة إيران، فلدينا الموارد والقدرة على القيام بذلك». فهل معنى ذلك أن العراق سيكون طرفا في الحرب المقبلة شاء أم أبى؟
كاتب عراقي
العراق تابع لإيران! والميليشيات الشيعية المسيطرة عسكرياً على العراق تأخذ أوامرها من إيران!! ولا حول ولا قوة الا بالله
السفينة المستشفى العائم الأمريكي في طريقها إلى الخليج . هذا مؤشر خطير جداً
المنطقة جميعها ، كما بعد غزو الكويت و بعد ذلك العراق ، ستتأثر بأي صدام عسكري في المنطقة ، و المستفيد الوحيد إسرائيل ، التي آلت على نفسها ، و حلفائها ، أنها ستدمر أي مرتكزات و عناصر قوة عند العرب بغضّ النظر من الحاكم.
ذاك حصل عام١٩٥٦،١٩٦٧،بعدغزو الكويت(صدام بكل غباء أعطاهم ذريعة)، و غزو و إحتلال العراق
هذه الأيام جاء دور تحطيم القوة في إيران (لا يهم من يحكم!)….
أرجو من إيران عدم إعطاء ذريعة، و أن تقوم بتصفير مشاكلها في المنطقة و بناء الثقة و الإبتعاد عن التهويش
العجيب ان الامريكان لا يقرأون التاريخ و لا يستوعبون حتى دروسهم. انه غرور القوة الهائلة مثل الادمان على القمار لا يستطيع المقامر الانسحاب الى ان ينكسر تماما.
لقد استوعبت بريطانيا و فرنسا و الدول الاستعمارية القديمة دروسها و انسحبت بما غنمت بعد ان ارهقتها الحروب و خاصة الحرب العالمية الثانية. و القت الحمل على امريكا التي اسلمت مقاديرها لعبيد الارباح و لو كان في ذلك تدمير امريكا نفسها.
اي حرب ستنتهي بخسارة امريكية حتى لو تم تندلع الحرب الفعلية فان امريكا تخسر النفقات العسكرية و المكانة الدولية بينما يستمر الآخرون في التقدم و كما تحولت الريادة لها بسبب ارهاق الآخرين بالحروب فستنتقل الريادة منها لنفس السبب
أحب إضافة إلى ما كتبه د صادق الطائي تحت عنوان (ترامب وإيران والعراق: السيناريوهات المحتملة) أن ما يحدث الآن، ذكرني أن لدلوعة أمه (دونالد ترامب) تصريح بعد توقف الحرب العراقية الإيرانية يوم 8/8/1988 في أنه يرجوا نقل كل شركاته إلى صحراء دول مجلس التعاون العربية حتى لا يدفع ضرائب،
ولكن فقط رسوم على ما تقدمه الدولة من خدمات كما هو حال الشركات والأسرة والإنسان في دول مجلس التعاون الخليجي في حينها.
وبعدها بدأ العراق يحس بوجود حصار عليه، ونتيجة لذلك طارت الكويت في 2/8/1990.
الآن هناك حصار على إيران، ولكن السؤال بالنسبة هل سيضيع العراق كما ضاعت الكويت في حينها، لعدم استيعاب النخب السياسية والثقافية خطورة الوضع الحالي، أم ماذا؟!
وبالنسبة لمعالجة الأوضاع الإقتصادية المأساوية التي تسبب بها دلوعة أمه، حتى لا يدفع ضرائب في أمريكا فأعلن الحرب التجارية على الجميع وليس فقط الصين من خلال الجمارك لتعويض عدم دفع الضرائب.
نحن نقترح أم الشركات (وقف بسطة (صالح)) من خلال احتضان رؤية الموظف في كيفية أتمتة الوظيفة، وفق تقنياتنا في الإنتقال من الإقتصاد التقليدي إلى الإقتصاد الإلكتروني،
كمنافس مع فلسفة أمريكا في سوق أمازون الإليكتروني، أو منافس حكمة الصين في سوق علي بابا الإليكتروني،
ولكن من خلال تمويل التجارة الحلال بدل التمويل الربوي والتأمين عليه للمشاريع، الذي أفلس بسبب ليس هناك معنى للزمن أو الإلتزام بالكلمة، لدى موظف النظام البيروقراطي، فأدى لإفلاس ألمانيا الشرقية في 1989 والإتحاد السوفييتي في عام 1991.??
??????