لندن -»القدس العربي»:
صدرت في طوكيو ترجمة يابانية لكتاب “بالخلاص يا شباب”، للكاتب السوري ياسين الحاج صالح. الكتاب يلخص تجربة المعتقل السياسي السابق في سجون الحكم الأسدي في ثمانينات القرن العشرين وتسعيناته، ويبحث في عوالم المعتقلين السياسيين السابقين في سورية، كما ينظر في السجن كموضع تذكر وحنين. ويتضمن الكتاب الذي صدرت طبعته الأولى عام 2012 عن دار الساقي في بيروت مقابلة مطولة عن تجربة الاعتقال السياسي، قامت بها الغائبة رزان زيتونة.
قام بالترجمة من العربية هيروكي أوكوزاكي، وهو متخصص ياباني في الفكر السياسي العربي المعاصر، كان مقيما في دمشق بين 2003 و2009. نال هيروكي الدكتوراه من جامعة باريس عام 2016، وهو يدرس حالياً الفلسفة والدراسات العربية واللغة العربية في جامعات كيوتو وأوساكا وغيرها.
يقول هيروكي إنه بترجمة الكتاب يتصدى لمفارقة واضحة. فالياباني الذي يريد أن يعرف عن سورية لا يجد شيئاً عن تجربة السوريين الحقيقية، لكنه يغمر بمعلومات غزيرة تتهم معارضي النظام من المناضلين من أجل الحرية والديمقراطية بالإرهاب. ويرى أن “بالخلاص يا شباب” يساعد على تحدي هذا الوضع المؤسف. هيروكي يفكر في ترجمته كذلك بوصفها من أوجه اهتمامه البحثي بالمقاومة الثقافية ضد السلطوية في سورية المعاصرة، بما في ذلك الفكر السياسي والأعمال الأدبية والأفلام الوثائقية. وهو يأمل أن تحفز ترجمة الكتاب اهتمام القراء اليابانيين بسورية وصراع السوريين من أجل العدالة والحرية في بلدهم. وللباحث الياباني مجال اهتمام آخر يتمثل في التاريخ الفكري والمفهومي للعالم العربي، حقبة عصر النهضة بخاصة.
صدر الكتاب عن دار ميسوزو شوبو في طوكيو. ومنشورات الدار اليابانية مهتمة بقضايا السياسة والذاكرة والفاشية والعلمانية والامبراطورية. وهي كانت أصدرت من قبل أعمالاً لإدوارد سعيد وحنه آرنت وإريك هوبسباوم وبيير بورديو وتوماس بيكتي وغيرهم.
الترجمة اليابانية مبنية على الطبعة الثانية للكتاب، وقد صدرت عن دارالساقي كذلك في عام 2017. وفيها مقدمة خاصة للكاتب السوري تخاطب القراء اليابانيين، وفصل إضافي عن تدمر الظاهرة التي يراها العالم وتدمر الباطنة التي يعذب فيها السوريون، وعن فجيعة الكاتب بتدمير داعش لسجنها الشنيع.