إلى الصديق الشاعر عبود الجابري
ترقص بفردة حذاء زرقاء لطاعن في السنّ- قديم
يتوارى في ملمّع أحذية
بين تلميعة وتلميعة، قضى حياته
بحثًا عن برديّة مفقودة.
حتى تلقّى صفعة مدوّية من أحد النشّالين
ثم بدلاً عن ذلك، عبّأ مسدّسًا نشلَه وتوارى هو الآخر
***
بأقل ضراوة عجوز تراقب قبّعتك
وتهتف بتَنَانِينَ لتبتعد عن طريقها
مخافة أن تُطفئَ قدّاحَتها في ما بعد الخطوة الآتية
حافيَة، وبكلتَا يديها تدفع تبدّدها المرتعش
أي فكرة جوفاء تمسك بالقداحةَ؟
َ***
لم تكن الظنون لتساورك عبود
في حانة فارغة، تُفْلِت فيها السيّدة العصبيّة
الطائر الذي حملته معك
وأنت ترقص بضمادة على عينيك
لولا تفرّسها الحادّ الذي أسقطت به طاقم الأسنان
***
تائهان والنزهة بالكاد بدأت..
في المدينة التي احترقت نعالها، بالأمس القريب
ونجا الجلد الذي تشبّث بعقدة رباط
حذاء مهجور، أحكمتَ عَقْدَهُ أنتَ وحدك.
شاعر وكاتب مغربي