اسطنبول ـ «القدس العربي»: تتصاعد التكهنات حول مدى قدرة حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على التوصل الى اتفاق سلام تاريخي مع أكراد تركيا، في ظل ظهور عقبات سياسية وعودة الاحتجاجات الشعبية والاشتباكات المسلحة بين الجيش التركي ومسلحي حزب العمال الكردستاني.
ويسعى اردوغان لوضع حد لصراع دموي خلف قرابة 45 ألف قتيل منذ العام 1984 بين الدولة التركية والأكراد الذين يسعون لحكم ذاتي في البلاد.
ويقود «هاكان فيدان» رئيس الاستخبارات التركية أو «رجل اردوغان القوي» كما يعرف في تركيا، محادثات سلام سرية منذ العام 2012 مع زعيم حزب العمال الكردستاني «عبد الله اوجلان» الذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد في أحدى الجزر القريبة من مدينة اسطنبول.
وفي محاولة من اردوغان لكسب اصوات كردية في الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقررة في العاشر من آب/أغسطس المقبل احيت الحكومة التركية المشاورات السرية مع اوجلان، بعد توقفها لأشهر بسبب اتهام الأكراد للحكومة بعدم الوفاء بتعهداتها بمنحهم مزيداً من الحريات والحقوق، بالتزامن مع ايقاف حزب العمال الكردستاني عملية سحب مقاتليه خارج الحدود التركية.
وشن مسلحون تابعون لحزب العمال الكردستاني، فجر الإثنين، هجوماً بالصواريخ على اليات تابعة للجيش التركي حاولت فتح طريق سريع اغلقه اعضاء في الحزب احتجاجاً على خطط الحكومة بناء مواقع عسكرية للجيش التركي في ولاية «ليج» بمحافظة ديار بكرا ذات الاغلبية الكردية.
يأتي ذلك بعد ساعات من مقتل متظاهرين وإصابة ثلاثة اخرين بينهم شرطيان خلال اشتباكات وقعت بين السكان وقوات الأمن التركية التي حاولت فتح الطريق الذي يغلقه السكان منذ أسبوعين، معتبرين أن بناء المواقع العسكرية في المناطق ذات الاغلبية الكردية يشكل تهديداً لعملية السلام.
في سياق متصل، تتصاعد منذ ايام الاحتجاجات التي تنفذها عائلات كردية تتهم حزب العمال الكردستاني باختطاف ابنائهم لتجنيدهم في الجبال، حيث اعلنت عشرات العائلات المعتصمة أمام مقر بلدية محافظة ديار بكر جنوب شرق تركيا الدخول في اضراب مفتوح عن الطعام حتى عودة ابنائهم. وهدد اردوغان بالتدخل عسكرياً لتحرير «المختطفين» في حال لم يسمح لهم المسلحون بالعودة الى منازلهم.
وعلى الرغم من تصاعد الاوضاع الامنية على الأرض، أكد نائب رئيس الوزراء التركي «بشير أطالاي» تواصل الحوارات في إطار عملية السلام الداخلي، الرامية إلى إيجاد حل جذري للقضية الكردية، نافيا دخول العملية في طريق مسدود.
وشدد على أن خريطة الطريق الجديدة المتعلقة بمسيرة السلام الداخلي، ستفضي إلى نتائج «تاريخية وملموسة»، كاشفا عن استعداد الحكومة لإجراء تعديلات قانونية لدعم عملية السلام.
ووصف أطالاي موقف الأمهات اللواتي يعتصمن أمام بلدية ديار بكر للمطالبة باستعادة أبنائهم بـ «الثورة على المفاهيم المعتادة»، نظرا لأن «أهالي تلك المناطق خرجوا ليؤكدوا وقوفهم إلى جانب أولادهم ضد المنظمة».
وبحسب الحكومة التركية فإن «مسيرة السلام الداخلي» ترمي إلى رفع معايير الحياة الديمقراطية في البلاد، وبالأخص فيما يتعلق بحقوق مكونات المجتمع التركي، مثل الأكراد والعلويين، وإيجاد حل جذري لمشكلة الإرهاب.
بدوره قال وزير الداخلية التركي «إفكان آلا»: «إن الدولة وضعت أمامهما خارطة الطريق المتعلقة بمسيرة السلام الداخلي، وهي عازمة على تحقيق الحل بكل جدية، ولا يقف ذلك عند الرغبة فقط، بل تفعل ما بوسعها في سبيل ذلك».
وأضاف: «الأمر مفتوح على كل الإحتمالات، قد يكون هناك حسابات دولية، أو جهود مختلفة للحل، وقد يدخل لاعبون مختلفون على خط الحل، ولكن كل ذلك لن يكون ذو أهمية طالما التزمت كل الأطراف بما يقع على عاتقها».
وتواجه المفاوضات غير المباشرة التي تجريها الحكومة مع اوجلان معارضة قوية من احزاب المعارضة التركية بدعوى «اجراء محادثات مع منظمة إرهابية»، الا ان البرلمان التركي وافق قبل اسابيع على سلسلة من التعديلات القانونية تتضمن تزويد جهاز الاستخبارات الوطني بصلاحيات جديدة لإعطاء الصبغة القانونية على اجراء محادثات مع المنظمات المصنفة قانونيا بـ «الإرهابية».
وتقول الحكومة التركية ان الحزب اختطف منذ بداية عام 2013 وحتى الآن حوالي 700 فتى، واقتادتهم إلى الجبال عبر الإجبار أو التغرير بهم، لتلقي تدريبات عسكرية على مواجهة قوات الامن التركية.
ونقلت وكالة الاناضول التركية قبل ايام عن مصادر حكومية قولها إن وفد من حزب الشعوب الديمقراطي التركي المعارض، قام بزيارة «عبدالله أوجلان»، في سجنه بجزيرة «إمرالي» وذلك في إطار عملية السلام الداخلي في تركيا.
وقال اطالاي في تصريحات سابقة حول عملية السلام: «عقدنا اجتماعا برئاسة السيد رئيس الوزراء بتاريخ 19 ايار/مايو، كان من أكثر الاجتماعات الحساسة في الآونة الأخيرة، وتقرر العمل على صياغة خارطة طريق جديدة، وملموسة أكثر، والإقدام على خطوات أسرع تصب نحو الوصول إلى نتيجة».
ونقلت مصادر صحافية تركية ان حزب العدالة والتنمية الحاكم قام بتشكيل لَجنة استشارية بتنسيق من مسؤول الابحاث والتطوير في الحزب اكرم اردم لتدارس وبحث قضية مرحلة السلام في تركيا، مشيرة الى أن اللجنة ستعمل على عقد لقاءات مع ما اسمتهم «العقلاء والأكاديميين وكبار الشخصيات في منطقة ديار بكر» للتباحث معهم حول مرحلة السلام والعراقيلِ القائمة بوجهها وسبل حل هذه المشاكل.
اسماعيل جمال
سياسه اجراميه قاتله تنتهك حرية الشعب الكردي الصديق -هذه سياسة حكام تركيا على مدا التاريخ سياسه عنصريه وقحه ومجرمه ومن منا لم يقرئ عن مجزرة الارمن الذي اقترفت على يد الاستعمار العثماني – والاكراد الذين يشكلون ربع السكان في تركيا يعيشون في ظروف غير انسانيه وارهاب وقتل وتدمير بيوت وانعدام الحريات رغم تبجح اردوغان بالدمقراطيه الكاذبه لاكن لن تفيدهم هذه السياسه الاجراميه الشعب الكري حي وواعي ولن يسكت على الظلم