تركيا: اعتقال 23 شخصاً بينهم مسؤولو أمن وصحافيون بارزون موالون لغولن

حجم الخط
3

إسطنبول ـ «القدس العربي»: دخلت حرب حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ضد ما تسميه «الكيان الموازي» منحاً جديداً، الأحد، بعدما طالت حملة الاعتقالات الجديدة عددا كبيرا من المسؤولين في الأمن وصحافيين ومدراء مؤسسات إعلامية بارزة، موالية للداعية «فتح الله غولن».
وتتهم الحكومة التركية جماعة «خدمة» التي يتزعمها «غولن» بالسعي إلى الانقلاب عليها، من خلال نفوذها الكبير وتغلغل عناصرها في أجهزة الدولة، لا سيما الشرطة والقضاء والإعلام، وتشن حملة اعتقالات متواصلة ضدهم منذ أشهر أدت إلى اعتقال وفصل ونقل الآلاف من أتباع الداعية المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وبدأت منذ صباح الأحد، حملة اعتقالات جديدة طالت أكثر من 23 شخصاً بينهم شرطيون وإعلاميون، وذلك في إطار حملة مداهمات جرت في 13 ولاية تركية.
وكانت النيابة العامة في إسطنبول أصدرت أمراً بتوقيف 32 شخصًا على ذمة القضية، حيث أوقفت قوات الأمن «هداية كراجا»، مدير البث في قناة سمان يولو، التابعة لجمعة «فتح الله غولن»، ومدير عام صحيفة الزمان (التابعة للجماعة) «أكرم دومانلي»، وكاتب سيناريو المسلسل التركي «تركيا واحدة» السيناريست «علي كراجا».
كما شملت الاعتقالات «طوفان أرغودر»، الذي شغل سابقًا منصبي مدير شعبة مكافحة الإرهاب في ولاية إسطنبول، ومدير الأمن في ولاية هكاري.
وفي ولاية أسكي شهير اعتقلت فرق الأمن شخصين على ذمة القضية، بينهم منتج مسلسل الصقور، «صالح أصان»، ومخرج المسلسل، «أنغين كوتش». وفي ولاية أرضروم ألقت قوات الأمن القبض على ضابط شرطة عامل في مديرية أمن الولاية، دون أن تفصح عن اسمه.
أما في العاصمة أنقرة فلم تعثر فرق الأمن على أحد عناصر الشرطة المطلوبين على ذمة القضية لدى مداهمة منزله، وفي ولاية «وان» اعتقلت السيناريست «مقبولة تشام علمداغ».
وتتهم الحكومة التركية عناصر موالية لغولن باستغلال مناصبها وقيامها بعمليات تنصت «غير مشروع» على المواطنين والمسؤولين في الدولة، بالإضافة إلى الوقوف وراء حملة الاعتقالات التي شهدتها البلاد في (17) كانون الأول/ ديسمبر 2013، بدعوى مكافحة الفساد، والتي طالت أبناء عدد من الوزراء، ورجال الأعمال، ومدير أحد البنوك الحكومية، وجميعهم من المقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
من جهته، انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض «كمال قليجدار أوغلو»، عمليات التوقيف التي جرت، الأحد. وقال «قليجدار أوغلو» في حديثه للصحافيين بمطار أتاتورك بإسطنبول: «كما انتقدنا في السابق عمليات الاعتقال بحق الصحافيين، فإننا ننتقد عمليات اليوم أيضًا». مشدداً على ضرورة أن يتمتع الإعلام بالحرية، وأن يتمكن الإعلاميون من الكتابة بحرية، ودونما خوف، بحسب قوله،
واعتبر أن المداهمات التي نفذتها الحكومة «لا تتوافق مع الديمقراطية»، متهماً الحكومة التركية بـ»التسلط»، واعتبر أن «ضغوطاتها تتصاعد يوميًا».
في سياق متصل، استنكر رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، هجوم زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض «كمال قليجدار أوغلو» على جهاز الاستخبارات، معتبراً أنه يتحدث بإسم «الكيان الموازي».
وقال في كلمته في المؤتمر الدوري الخامس لفرع حزب العدالة والتنمية الحاكم بولاية ألازيغ: «إن ما نشهده اليوم يشكل امتحانًا مشتركًا لنا جميعًا، وكل شخص سيحاسب بما قام به، وبحسب مواقفه تجاه الديمقراطية في هذا البلد، وسيكافأ عندما يقف إلى جانبها».
وأضاف أوغلو: «لن يفهموا هذا الشعب، ولم يستلهم حزب الشعب الجمهوري، من التاريخ شيئًا، وسيبقي غريبًا عنه».
وتعقيباً على رفع «قليجدار أوغلو» صورة فتاة سورية خلال حديثه في البرلمان قبل أيام، قال داود أوغلو: «قليجدار أوغلو، لو كنت تقف بجانب هذه الفتاة بحق، قم وقل، إن بشار الأسد قاتل، وظالم، لكنه لا يستطيع فهو جبان، لأن حزب الشعب الجمهوري يحمل عقلية بشار الأسد ذاتها».
وكان «قليجدار أوغلو» قد اتَّهم الاستخبارات التركية بالعمل على زرع الفرقة والانقسام داخل كوادر حزب الشعب الجمهوري بتعليمات من الحكومة، وهو ما نفاه مسؤولو الحكومة، معتبرين هذه الاتهامات «استكمالًا لهجمة بدأت على جهاز الاستخبارات الوطنية التركية في 7 شباط/فبراير 2012».

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد محمود *فلسطين 48*:

    واضح جدا ان اردوغان بدئ يخاف من كل شيئ حوله -بدئ باقالة الالاف من جهاز الشرطه من ضباط وغيرهم للتستير على ما اتهم به هوا وابنه من اختلاس 70 مليون يورو وبث المحادثه بينه وبين ابنه لكي يتفقو ان يخبئون الاموال -واقال العشرات من القضاه الذين اتهمهم انهم يتئامرون عليه والان جاء دور رجال الاعلام في الصحف والتلفزيون -وبدئ يتصرف كدكتاتور يحكم البلاد – ورغم ذلك ما زال يحلم ان يكون عضو في الاتحاد الاوروبي -مستحيل – وانا اعتقد امام هذه التصرف الا معقول ستكون الايام القادمه اصعب بكثير لاردوغان حتى لو مهما شدد من قبضته الدكتاتوريه- وعليه ان لا ينسى ان نصف الشعب التركي لا يؤيدونه وهذا ما ظهر في الانتخابات الاخيره -وهذا ما يدل على تصرفه العصبي -وفي السياسه الخراجيه يهاجم يمين وشمال بشكل مثير للاشمئزاز يهاجم سوريا ومصر والسعوديه ويوهم نفسه انه الوحيد الذي على حق وسنرى قريبا ما يحدث لهذا المغرور

  2. يقول tarek:

    اردوغان رجل زكي و قوي . لقد رأي كيف فعل العالم مع مصر الإنقلاب. من يعارض الرئيس يعدم أو يسجن في مصر. جميع منظمات حقوق الإنسان قالو هذا بل أنسحبو وخرجوا من مصر لم يفعل العالم شيء لأنهم لا يريدون رئيس مسلم عادل يخدم شعبه ويخرج بشعبه من الظلمات إلي النور و العظمه. ايها الرئيس أفعل كما فعل الرئيس المصري السيسي.

  3. يقول احمد بسيونى بشارة مصر دمنهور:

    الرئيس اردوغان يتغدى بمعارضيه فبل ان يتعشوا بيه ….. هذه هى سياسة العالم اليوم الناجحة ..\

إشترك في قائمتنا البريدية