أنقرة: جددت تركيا، الأربعاء، دعوتها لعقد مؤتمر إقليمي لمناقشة المشاكل القائمة شرقي البحر المتوسط، وسبل حلها.
جاء ذلك في حديث وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، لدى استضافته في اجتماع محرري وكالة الأناضول في العاصمة أنقرة.
وأوضح تشاووش أوغلو أن دبلوماسيي وزارته يعملون حاليًا على كيفية عقد المؤتمر والمواضيع التي من الواجب مناقشتها فيه.
وأضاف أن فكرة عقد المؤتمر الإقليمي صدرت من الرئيس رجب طيب أردوغان، وأنه من الممكن لكافة الدول المطلة على البحر المتوسط المشاركة فيه في حال انعقاده.
وأشار تشاووش أوغلو إلى استعداد بلاده لتفعيل العمل الدبلوماسي مع اليونان، مبينا أن الدولة التي تثق بنفسها لا تتهرب من الجلوس على طاولة الحوار.
وأردف قائلا: “اليونان وإدارة قبرص الرومية تسعيان للتأثير سلبا على العلاقات التركية الأوروبية، لكن أنقرة لن تتخلى عن الدبلوماسية والتواصل مع زعماء دول الاتحاد الأوروبي”.
ولفت إلى أن قبول اليونان البدء بمحادثات استكشافية مع تركيا بعد رفضها ذلك منذ عام 2016، يعتبر خطوة إيجابية لحل الأزمات القائمة شرق المتوسط.
وأبدى تشاووش أوغلو استعداد بلاده لمناقشة أي مقترح يدعو لتقاسم عادل لثروات شرق المتوسط بين الدول المطلة على هذا البحر.
واستطرد قائلا: “إن تم عقد هذا المؤتمر، فيجب أن يشارك فيه طرفا جزيرة قبرص، ومن الضروري سماع الطرفين من أجل تحقيق التقاسم العادل للثروات”.
وأشار إلى أن الكثير من الزعماء الأوروبيين يؤمنون بأحقية تركيا في شرق المتوسط، مبينا أن اليونان وقبرص الرومية تقيدان قرارات الاتحاد الأوروبي، وتشترطان فرض عقوبات ضد تركيا مقابل الموافقة على تمرير قرار بحق بيلاروسيا.
ودعا تشاووش أوغلو اليونان إلى الابتعاد عن أي خطوة من شأنها أن تصعد التوتر بالمنطقة، والبدء بمحادثات جادة مع تركيا كدولتين جارتين.
وتعليقا على قمة زعماء الاتحاد الأوروبي التي ستعقد غدا الخميس، قال تشاووش أوغلو: “في الآونة الأخيرة، هناك أجواء إيجابية تطفو على العلاقات التركية الأوروبية، وكذلك هناك مصاعب تواجهنا، بسبب وجود بعض الدول داخل الاتحاد الأوروبي تسعى لتأجيج العداء ضد تركيا”.
ودعا تشاووش أوغلو إلى تحديث اتفاقية الهجرة المبرمة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي في 18 مارس/آذار عام 2015، مبينا أن أزمة الهجرة واللاجئين ما زالت مستمرة، وأن الاتحاد الأوروبي لم يف بتعهداته تجاه هذه الأزمة.
كما ذكر تشاووش أوغلو أن بلاده تنتظر من قمة زعماء الاتحاد الأوروبي، الإقدام على خطوات ملموسة بخصوص مسألة تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين الطرفين.
وفيما يخص مسألة رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك، قال الوزير تشاووش أوغلو: “يجب عدم المماطلة في هذه المسألة بحجة أمور بسيطة، فعلى الاتحاد الأوروبي الإقدام على خطوات إيجابية من شأنها تعزيز علاقاته مع تركيا”.
وردا على سؤال حول زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إلى الشطر الرومي من جزيرة قبرص، قال تشاووش أوغلو: “على واشنطن عدم التفريط بحياديتها، فرفع حظر السلاح عن قبرص الرومية ولو جزئيا، لم يكن قرارا صائبًا”.
وتابع قائلا: “في الماضي كانت الولايات المتحدة تتعامل بحيادية مع أزمة جزيرة قبرص، فكان المسؤولون الأمريكيون يزورون شطري الجزيرة، والآن ندعو واشنطن لمواصلة تلك السياسة”. وعن الانتخابات الأمريكية المقبلة، قال تشاووش أوغلو إن تركيا ترغب في تعزيز علاقاتها مع واشنطن بغض النظر عن الحزب الذي سيفوز في انتخابات 8 نوفمبر.
وأوضح أن الشعب الأمريكي سيحدد مصيره وسينتخب الإدارة الجديدة التي ستحكم البلاد لأربعة أعوام قادمة.
وردا على تصريحات رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي المسيئة لتركيا، قال تشاووش أوغلو إن هذه التصريحات لا يمكن قبولها، مبينا أن تلك التصريحات تدل على جهل بيلوسي.
(الأناضول)