يترقب الشارع التركي صدور مرسوم من الرئيس رجب طيب أردوغان، مساء السبت المقبل 11 مارس 2023، بشأن تحديد يوم 14 مايو 2023 موعدا رسميا لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي يتوقع أن تشهد منافسة محتدمة للغاية، بعد أن اتفقت الأحزاب السياسية المعارضة المجتمعة في إطار «تحالف الأمة» على ترشيح زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، لرئاسة الجمهورية ومع اقتراب موعد الانتخابات، بدأت استطلاعات الرأي من كل حدب وصوب تتجمع الأحزاب التي ستخوض الانتخابات مع حزب العدالة والتنمية تحت مظلة «تحالف الشعب».
كسبت الحكومة ثقة عالية من سكان الولايات المتضررة، بعد أن شاهدوا عدم تسبب الزلزال بأية أضرار في المباني التي شيدتها إدارة الإسكان الجماعي خلال السنوات العشر الأخيرة
وكانت قد أعلنت منذ مدة طويلة عن ترشيح أردوغان للرئاسة مرة أخرى لا شك في أن كلا التحالفين لديهما مزايا إيجابية ونقاط سلبية في الانتخابات المقبلة، فحزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس أردوغان، يحكم تركيا منذ 22 عاما، وواجه الحزب منذ تأسيسه عام 2001 تحديات كثيرة، أبرزها محاولة الانقلاب العسكري صيف عام 2016 ويستعد حزب العدالة والتنمية لمواجهة كتلة معارضة اجتمعت ضده، من تيارات ووجهات نظر مختلفة جدا وعلى الرغم من الانقسامات التي شهدها خلال السنوات الماضية، إلا أن نجاح الحزب في الحفاظ على شعبيته وعدم خسارة أصواته في الساحة السياسية، يعتبره الخبراء السياسيون نجاحا كبيرا تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن ثقة الشعب بحزب العدالة والتنمية زادت بفضل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة عقب «الزلزال التاريخي» الذي ضرب جنوبي تركيا في 6 فبراير 2023، على الرغم من بعض السلبيات، الأمر الذي يعتبره التحالف المعارض بمثابة تحدٍ له في السباق الانتخابي، وقد طلب الرئيس أردوغان من سكان المنطقة المنكوبة فترة عام واحد فقط ووعد بتسليم الجميع منازل جديدة مقاومة للزلازل في غضون هذه الفترة وكسبت الحكومة ثقة عالية من سكان الولايات المتضررة، بعد أن شاهدوا عدم تسبب الزلزال بأية أضرار في المباني السكنية والمشافي التي شيدتها إدارة الإسكان الجماعي هناك خلال السنوات العشر الأخيرة على وجه الخصوص ويعتقد الناس أنهم لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم بعد الانتخابات، في حال فوز التحالف المعارض، وأنهم سيواجهون مشاكل كبيرة بسبب الصراع الذي سيحصل من أجل الحصول على المناصب، نظرا لكثرة الأحزاب المنخرطة فيه، في حين أن الرئيس أردوغان أثبت نجاحه طيلة 22 عاما وأوفى بوعوده للشعب في العديد من القضايا، وهذا يسجل نقطة لصالحه في انتخابات 2023 يضم «تحالف الأمة» 8 أحزاب سياسية تتمتع بوجهات نظر مختلفة، ولذلك وصفه البعض بـ»الائتلاف الكبير»، لكن إعلان ميرال أقشنر، زعيمة حزب «الجيد» الأسبوع الفائت اعتزامها الانفصال عنه، وعودتها إليه من جديد بعد أيام قليلة، أظهر بكل وضوح أن التحالف يواجه مشاكل كبيرة جدا من المعروف أن هذه الأحزاب تجمعها فقط «معاداة أردوغان»، وأنها تختلف في ما بينها بشأن مطالب كثيرة ففي حال فوز قليجدار أوغلو، في الانتخابات الرئاسية، فإنه سيتقاسم الصلاحيات التي يتمتع بها مع 7 أشخاص وبالطبع سوف تضاف مطالب الأحزاب اليسارية وحزب الشعوب الديمقراطي إلى ذلك بطريقة غير مباشرة ويعلم الأتراك أن جميع الائتلافات التي تشكلت في البلاد خلال القرن الماضي لم تدم طويلا، بل على العكس من ذلك أدت إلى حدوث أزمات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي لذلك، فإن صورة الحكومات الائتلافية في أذهان الشعب التركي ليست جيدة على الإطلاق
ختاما؛ يظهر العديد من استطلاعات الرأي التي أجريت الأسبوع الماضي أن تحالف الشعب يتقدم بفارق 6 نقاط عن تحالف الأمة ويتحدث مراقبون عن حفاظ الحكومة المستمرة منذ 22 عاما على تأثيرها الكبير في البلاد، على الرغم من هذا التحالف الكبير الذي يواجهها اليوم على أنه معجزة كبيرة في قراءات التاريخ السياسي وفي خضم ذلك، يتوقع بعض الخبراء السياسيين أن الانتخابات ستجري بعد عام بالتزامن مع الانتخابات المحلية بسبب عدم تعافي منطقة الزلزال التي تشمل 11 ولاية، وزيادة حدة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا في الربيع، واحتمال اندلاع مواجهات بين أذربيجان وأرمينيا، ولكن مهما حدث، لا يزال الرئيس أردوغان الشخصية القوية في السياسة التركية الراهنة
كاتب تركي
هناك مقولة مشهورة بتركيا تقول :
من يخسر إنتخابات مدينة إسطمبول , يخسر بالإنتخابات العامة !
والمعروف أن حزب أردوغان خسر إنتخابات بلدية إسطمبول لصالح مرشح حزب الشعب المعارض !!
ولا حول ولا قوة الا بالله
*كل التوفيق والنجاح ل ( أردوغان) وحزبه.
فهم الأجدر لقيادة تركيا..