تركيا تطلق عملية عسكرية واسعة جواً وبراً شمالي العراق.. وخبير: تمهد الطريق للوصول إلى سنجار

إسماعيل جمال
حجم الخط
0

أنقرة – “القدس العربي”: أطلق الجيش التركي في ساعة مبكرة من فجر الاثنين، عملية عسكرية واسعة جواً وبراً ضد ما قال إنها أهداف لتنظيم بي كا كا الذي تصنفه تركيا وأمريكا والاتحاد الأوروبي إرهابياً، لتكون بذلك أحدث حلقة في سلسلة العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش التركي شمالي العراق ويقول خبراء إنها تهدف تدريجياً إلى تطويق جبال قنديل المعقل الأول للتنظيم والوصول أيضاً إلى منطقة سنجار التي تقول تركيا أيضاً إنها تحولت إلى “قنديل ثانية”.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أنها أطلقت عملية عسكرية واسعة تحت اسم “المخلب – القفل” ضد تنظيم بي كا كا في مناطق متينا وزاب وأفشين- باس شمالي العراق بمشاركة قوات جوية وبرية، حيث أشرف على إطلاق العملية وزير الدفاع خلوصي أقار ورئيس الأركان يشار غولر وكبار قادة الجيش التركي من مقر قيادة القوات الجوية في العاصمة أنقرة.
وأوضحت بيانات متتابعة للجيش التركي وكذلك صور ومقاطع فيديو بثتها وزارة الدفاع تنفيذ ضربات جوية متلاحقة بواسطة طائرات حربية وأخرى مسيرة، أعقبها ضربات مدفعية وصاروخية مكثفة، قبل أن تبدأ مروحيات نقل عسكرية بنقل وحدات من الكوماندوز إلى عمق الأراضي العراقية للمشاركة في عمليات التمشيط التي تستهدف مخابئ ومغارات وأنفاق ومقرات ومخازن الأسلحة التابعة للتنظيم.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع: “تم إطلاق عملية قفل المخلب ضد الأهداف الإرهابية شمالي العراق بهدف ضمان أمن حدودنا ومنع الهجمات الإرهابية ضد شعبنا وقوات أمننا من شمالي العراق عبر القضاء على “بي كا كا/ كا جي كا”، وباقي العناصر الإرهابية، وذلك تماشيًا مع حقوقنا في الدفاع المشروع عن النفس وفق المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة”، موضحةً أن “العملية نفذت بالتنسيق مع أصدقاء وحلفاء تركيا”، دون الكشف عن “الحلفاء” المقصودين وما إن كانت العملية تجري بالتنسيق مع الجهات الرسمية العراقية في بغداد وأربيل.
لكن إطلاق هذه العملية جاء عقب يومين فقط من اللقاء الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس حكومة إقليم شمالي العراق مسرور بارزاني في إسطنبول، والذي قال بيان للرئاسة التركية إنه بحث “الخطوات التي من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية”، في حين رحب برزاني عقب اللقاء بـ”توسيع التعاون ودعم الاستقرار والأمن شمال العراق”، حيث يعتقد أن أردوغان أبلغ برزاني بخطط الجيش التركي لمهاجمة تنظيم بي كا كا.
وزير الدفاع التركي الذي قال إن “تركيا تنفذ هذه العمليات بشكل يحترم سيادة العراق الصديق والشقيق ووحدة أراضيه”، أضاف: “نجح طيارونا الأبطال في إصابة أهداف كمخابئ وكهوف وأنفاق ومستودعات ذخيرة وما يسمى بمقار تابعة للتنظيم الإرهابي”، مؤكداً “انتقال قوات النخبة والخاصة إلى المنطقة بدعم جوي من مروحيات أتاك والمسيرات العادية والمسلحة”، وأن “العملية تسير بنجاح وفق المخطط”.
وأعلنت وزارة الدفاع أنه جرى خلال العملية “تحييد 19 إرهابياً في حصيلة أولية”، موضحةً أن “الجيش التركي سيطر على الأهداف المخطط لها في المرحلة الأولى”، كما أعلنت إصابة 4 جنود أتراك في العملية التي لم يعلن المسؤولون الأتراك عدد الجنود المشاركين فيها أو سقفها الزمني.
رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، قال إن بلاده تطبّق بفاعلية استراتيجية “القضاء على الإرهاب في معاقله”، من جهته، أكد فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي، أن “تركيا مصممة على دحر المنظمات الإرهابية وداعميها داخل حدود البلاد وخارجها”.
الخبير العسكري التركي جوشكون باشبواغ رأى أن العملية الجديدة هي مجرد بداية لعمليات “استراتيجية أوسع خلال المرحلة المقبلة تهدف إلى توسيع مناطق انتشار الجيش التركي واستخدامها كقاعدة متقدمة للعمليات المستقبلية المتوقعة ضد قنديل وسنجار ومخمور”، وهي المناطق التي أطلق عليها وصف “مثلث الشيطان”.
وفي السنوات الأخيرة، كثفت تركيا عملياتها البرية في شمالي العراق، كما وسعت عملياتها الجوية لتشمل مناطق أوسع بعمق الأراضي العراقية أبرزها مخمور وسنجار التي تقول تركيا إنها تحولت إلى “قنديل ثانية” وتوعدت في أكثر من مناسبة بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد تواجد تنظيم بي كا كا في تلك المناطق.
ويشير خبراء عسكريون إلى أن الجيش التركي الذي هاجم قبل أشهر منطقة “غارا” الاستراتيجية شمالي العراق، يهدف إلى توسيع سيطرته البرية في مناطق “ميتا وزاب أفشين” وهو ما يجعله أقرب من مقر قيادة التنظيم في جبال قنديل، واستخدام القواعد الجديدة في أي عملية متوقعة ضد قنديل أو سنجار وحتى مخمور في وقت لاحق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية