بغداد ـ «القدس العربي»: دعا قيس الخزعلي الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» الشيعية، أمس الجمعة، الحكومة التركية إلى سحب قواتها العسكرية من العراق والاعتماد على الحكومة العراقية في منع أي اعتداء على أراضيها ينطلق من الأراضي العراقية.
وقال في بيان صحافي إننا «ندين وبشدة عملية التوغل التركي الأخيرة، في أراضي بلدنا الحبيب، وفي الوقت الذي نؤكد فيه على موقف العراق الرافض لاستخدام الأراضي العراقية للاعتداء على دول الجوار».
وحذر «من محاولات استغلال ذلك كذريعة لاحتلال أجزاء من بلدنا الحبيب في كردستان العراق، وإيجاد خط حدود جديد باقتطاع مساحات شاسعة من أراضي العراق».
ودعا الحكومة التركية» إلى مراعاة حقوق الجوار، والالتزام بالاتفاقيات بين البلدين وسحب قواتها من كل العراق، وبعد ذلك يكون الاعتماد على العراق في منع أي اعتداء على أراضيها ينطلق من أراضيه».
كما دعا، حكومة إقليم كردستان إلى التنسيق مع الحكومة الاتحادية، لـ«اتخاذ موقف موحد يضع حدا للأطماع التركية في شمالنا» حسب قوله. وكان رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني قد كلف مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي بالتنسيق مع سلطات إقليم كردستان العراق لبحث تداعيات «التوغل التركي» المتكرر داخل الأراضي العراقية في إقليم كردستان. في الموازاة، أعلنت فيه وزارة الدفاع التركية، أمس، تحييد 9 «إرهابيين» من تنظيم «بي كي كي» في مناطق عملياتها شمال العراق.
وذكرت في بيان مقتضب أن «القوات التركية حيدت 9 إرهابيين في مناطق هاكورك وكارة ومنطقة عملية (المخلب ـ القفل)» مؤكدة إن «القوات المسلحة التركية ستواصل ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا».
كما تحدثت الوزارة في بيان ثان، عن ضبط أسلحة وذخائر تابعة لـ«الإرهابيين» شمال العراق
وأضافت أن الجيش التركي تمكن من اكتشاف ملجأين ومستودع يستخدمه «الإرهابيون» بالقرب من قرية ميسكا.
وأوضحت أن «الجيش التركي ضبط خلال عمليات البحث بتلك المواقع أسلحة وذخائر وأدوات معيشية للإرهابيين».
وذكر وزير الدفاع التركي، يشار غولر أن «عمليات المخلب – القفل مستمرة في شمال العراق ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني» مبينا أن «العمليات ستنتهي في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، قبل حلول الشتاء».
في حين، لقي صحافي عراقي يعمل في قناة محليّة مقرّبة من حزب «العمال الكردستاني» مصرعه متأثراً بجروح أصيب بها أثناء استهداف عجلة كانت تقلّه وإثنين من رفاقه بضربة جوية بطائرة مسيّرة تركية في قضاء سنجار، فيما
وفي 8 تموز/ يوليو الجاري، استهدفت طائرة مسيّرة تركية عجلة تقلّ ثلاثة صحافيين يعملون في قناة محلّية تابعة «للكردستاني» مما أدى لتعرضهم لإصابات وصفت بالبليغة.
وصباح أمس الجمعة، شيّع أهالي سنجار الصحافي الإيزيدي مراد ميرزا الذي توفي متأثراً بإصابته.
تحدثت عن ضبط أسلحة وذخائر… وأكدت أن عملياتها تنتهي في تشرين الثاني المقبل
وفي 17 أبريل/ نيسان 2022، أطلق الجيش التركي عملية «المخلب ـ القفل« ضد معاقل «بي كي كي» في مناطق متينا والزاب وأفشين ـ باسيان، شمال العراق. وتنفذ تركيا عمليات لمكافحة مسلحي الحزب- تعدّه منظمة «إرهابية»- الذي يستهدف قواتها ومواطنيها، وينشط بدول في المنطقة بينها سوريا والعراق وإيران.
ويتخذ «بي كي كي» من جبال قنديل شمال العراق معقلا له، وينشط في العديد من المدن والمناطق والأودية، ويشن منها هجمات على الداخل التركي.
ووسط ذلك، لم تتوصل السلطات العراقية إلى أي اتفاق أمني مع نظرائها الأتراك بشأن العمليات العسكرية الدائرة في إقليم كردستان، وتحديداً في محافظة دهوك.
وفي تصريح لموقع «الحرّة» الأمريكي، نفى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وجود أي «ضوء أخضر من الجانب العراقي للأتراك» مبينا أن «الجيش التركي موجود داخل الأراضي العراقية منذ عام 1991 في بعض مناطق محافظة دهوك».
وشدد الوزير العراقي الذي يتواجد في واشنطن للمشاركة في اجتماعات «الناتو» أن «مسألة وجود الجيش التركي ستكون نقطة يتم مناقشتها خلال اجتماعات تعقد مع المسؤولين الأتراك قريبا» من دون تحديد موعد اللقاء.
وأوضح أنه «خلال نقاشتنا مع الجانب التركي لم نصل حتى الآن لاتفاق حول الملف الأمني» لافتاً إلى أن «الأتراك يربطون تواجد قواتهم داخل الأراضي العراقي بتواجد حزب العمال الكردستاني».
واعتبر أن «مشكلة حزب العمال هي مشكلة تركية وحاليا أصبحت عراقية أيضا، وبالتالي يجب التعامل معها بالطريقة العراقية».
وأضاف: «نحن لا نؤمن بحل المشاكل عبر العنف. مع الجانب الإيراني توصلنا لمجموعة من الاتفاقات فيما يتعلق بالأحزاب المسلحة المعارضة الموجودة في الإقليم، وممكن استخدام نفس النموذج مع تركيا وحزب العمال».
وأشار إلى إنه جرى «تحويل بعض أعضاء هذه الأحزاب الإيرانية المعارضة إلى مخيمات اللجوء وآخرين سافروا لخارج العراق».
كما كشف رئيس الدبلوماسية العراقية عن «مبادرة من العراق للتوسط بين أنقرة ودمشق» مؤكداً أن «التواصل مستمر في هذا المجال».
وأكد أنه «التقى، الأربعاء الماضي، مع نظيره التركي حقان فيدان في واشنطن من أجل ترتيب لقاء في بغداد مع الجانب السوري» مبيناً أن «هناك أيضا تواصلا مستمرا من قبل العراق مع الجانب السوري، وسنحدد موعدا لعقد هذا اللقاء في بغداد».
وزير الخارجية العراقي أشار أيضا إلى أن «قرار الوساطة عراقي، وأن العراق لا يأخذ الضوء سواء في سياساتنا الداخلية او الخارجية من الآخرين، ولكن نتباحث مع الأصدقاء والحلفاء بشأن الخطوات التي نتخذها وخاصة ما يتعلق منها بأمن واستقرار المنطقة».
ولفت إلى أن «نجاح الوساطة سينعكس إيجابيا على العراق في حال توصل الجانبان لنتائج مهمة وحل المشاكل بالطرق السلمية والمفاوضات وليس عبر الحلول العسكرية».
وحسب منظمة السلام العالمي الأمريكية فإن 285 عملية قصف تركي نفذت على مناطق عراقية خلال 27 يوماً، فيما أشارت إلى أن نحو 182 عائلة نزحت من القرى الحدودية التابعة لدهوك.
وقال مسؤول مكتب حقوق الإنسان في المنظمة كامران عثمان في بيان، إن «الجيش التركي قصف إقليم كردستان لـ285 مرة خلال 27 يوماً للفترة من 15 حزيران/ يونيو إلى 11 تموز/ يوليو الجاري معظمها في حدود محافظة دهوك».
وأضاف أن «ذلك تسبب بإخلاء ثماني قرى في قضاء العمادية بشكل كامل» مشيرا إلى أن «هناك 602 قرية معرضة لخطر الإخلاء».
وذكر أن «نحو 182 عائلة نزحت من القرى الحدودية خلال هذه الفترة، معظم أفرادها كانوا على حدود قرية نيسكا، حيث جرى إجلاء جميع السكان، أي 26 عائلة» مؤكداً أن «القصف تسبب بإحراق 65 ألف دونم من الأراضي الزراعية في المحافظة».