اليونان تكثف مساعيها للحصول على مقاتلات إف 35 وإعاقة صفقة بيع تركيا طائرات إف 16

إسماعيل جمال
حجم الخط
1

إسطنبول – “القدس العربي”: مع قرب التصويت عليها من قبل الكونغرس الأمريكي، تكثف اليونان مساعيها على كافة الأصعدة من أجل إعاقة صفقة بيع تركيا مقاتلات إف 16 أمريكية الصنع، في الوقت الذي تركز فيها مساعيها أيضاً للحصول على مقاتلات إف 35 الأحدث والتي حرمت منها تركيا بموجب العقوبات الأمريكية على أنقرة بسبب شرائها منظومة إس 400 الدفاعية الروسية رغم أنها كانت شريك أساسي في برنامج تطوير وصناعة الطائرة التي تلعب دوراً محورياً في سباق التفوق الجوي بين تركيا واليونان.
وطوال الأسابيع الماضية، كثف رئيس الوزراء اليوناني ووزراء من حكومته تحركاتهم السياسية في واشنطن، حيث حثوا كبار المسؤولين الأمريكيين على عدم تمرير صفقة بيع تركيا طائرات إف 16، وبرز ذلك بشكل علني خلال الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أمام الكونغرس وخلال اللقاءات الرسمية التي أجراها هناك مع كبار المسؤولين الأمريكيين.
إلى جانب ذلك، يواصل “اللوبي اليوناني” على كافة مستوياته الضغط بكافة الطرق على أعضاء الكونغرس الأمريكي من أجل حثهم على التصويت بالرفض على الصفقة التي سيجري التصويت عليها قريباً، حيث تأمل أثينا في حشد أغلبية كافية تمكنها من إفشال تمرير الصفقة وذلك على الرغم من حث الإدارة الأمريكية الكونغرس على تمريرها بداعي أنها “تخدم الأمن القومي الأمريكي وحلف الناتو”.
وفي اتجاه آخر، عملت اليونان أيضاً من أجل التأثير على محتوى مشروع القانون الذي سيصوت عليه الكونغرس في وقت لاحق، وذلك من خلال إضافة ملف يحتوي شروط للصفقة، وهو ما يجعلها أكثر تعقيداً وصعوبة على تركيا حتى لو جرى تمريرها من خلال الكونغرس.
والخميس الماضي، صادق مجلس النواب الأمريكي، على ملحق لمشروع قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) يجعل بيع مقاتلات إف 16 لتركيا مرتبطًا بشروط، وصادق المجلس على الملحق الذي طرحه النائب الديمقراطي عن ولاية نيوهامشير كريس باباس وذلك بواقع 244 صوتاً مؤيداً مقابل 179 صوتاً رافضاً.
ويطالب الملحق لجنتي الخارجية والقوات المسلحة في الكونغرس بالتعهد باتخاذ خطوات ملموسة لضمان أن يكون بيع المقاتلات لتركيا متوافقًا مع مصالح الأمن القومي الأمريكي، وألا يتم استخدام المقاتلات المباعة “في الانتهاكات المستمرة للمجال الجوي اليوناني”. ومن المقرر أن يتم التصويت على كامل المشروع لاحقًا في الجمعية العامة للمجلس، ويتعين أن يكون الملحق المذكور بشأن بيع المقاتلات لتركيا موجودًا ضمن المشروع ذاته في مجلس الشيوخ أيضًا.
والاثنين، انتقد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ملحق مشروع القانون، لافتاً إلى أن اليونان تحاول التأثير بكل ما أوتيت من قوة على الاتفاق المبرم بين الوفدين العسكريين التركي والأمريكي لتوريد مقاتلات إف 16 وتحديثها. وأكد تعليقا على ملحق مشروع القانون، ضرورة ألا يكون هناك شروط من قبيل “أنا أعطيك هذا ولكن عليك ألا تفعل هذا”. وأضاف: “نواصل مباحثاتنا خلال اللقاءات بين الوفود العسكرية وفق معايير منطقية، العملية مستمرة، سنواصل العمل عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا، ويحدونا الأمل أن تسود الحكمة وتتمخض حلول معقولة ومنطقية”.
وفي الشهر الماضي، أوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محادثات ثنائية في خلاف بشأن انتهاكات المجال الجوي، وبعدما اتهم رئيس الوزراء اليوناني بالضغط على الولايات المتحدة لمنع بيع طائرات مقاتلة من طراز إف 16 إلى تركيا، متعهداً بعدم لقاء ميتسوتاكيس مرة أخرى حتى “يستعيد الزعيم اليوناني رباطة جأشه”.
وفي أكثر من مناسبة، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن ومتحدثين باسم البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية تدعم موافقة الكونغرس على بيع تركيا طائرات إف 16 وذلك لاعتبارات مختلفة تتعلق بأن الصفقة تخدم مصلحة الأمن القومي الأمريكي ومصلحة حلف شمال الأطلسي الناتو، حيث جرى التأكيد على ذلك بشكل خاص خلال قمة الحلف الأخيرة في مدريد والتي شهدت لقاءً بين أردوغان وبايدن.
في سياق متصل، واصل مسؤولون يونانيون ووسائل إعلام مختلفة الحديث عن جهود أثينا للحصول على طائرات إف 35 لتحقيق تفوق جوي نوعي ضد تركيا، حيث تسعى أثينا منذ سنوات للحصول على الطائرة الأمريكية الأحدث والتي حرمت منها تركيا بموجب العقوبات التي فرضت عليها بسبب شرائها منظومة إس 400 الدفاعية الروسية.
وفي تطور تأخذه الأوساط السياسية والعسكرية في تركيا على محمل الجد والحذر، أعلن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن بلاده تعتزم شراء مقاتلات اف 35 في إطار مساعيها لتعزيز قواتها الجوية، وأوضح في ختام قمة حلف شمال الأطلسي التي استضافتها مدريد نهاية الشهر الماضي: “نعتزم الاستحصال على سرب اف 35 مع خيار (الاستحصال) على (سرب) ثان”، لافتاً إلى أن أثينا كانت قد قدّمت طلبية شراء لتسلّم الطائرات “في العام 2027 أو 2028”.
وما زاد من خشية الأوساط التركية من موافقة واشنطن على الطلب اليوناني، إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وشركة لوكهيد مارتن أنهما توصلتا، الاثنين، إلى اتفاق لتصنيع نحو 375 طائرة مقاتلة إف-35 على مدار ثلاث سنوات، وهو ما قد يعني توفر مخزون كافي لبيع عدد من هذه الطائرات إلى اليونان.
وعلى الرغم من أن تركيا تمتلك أسطول من الطائرات الحربية المتنوعة ونجحت في السنوات الأخيرة في تطوير عدد من الطائرات المسيرة التي تعتبر حالياً من الأهم في العالم، إلا أن ذلك لا يضمن استمرار تفوق سلاح الجو التركي الذي ما زال بحاجة إلى طائرات حربية متقدمة من الجيل الخامس وهو ما كانت ستلبيه 100 طائرة من طراز إف 35 كانت ستحصل عليها تركيا لولا إخراجها من البرامج وسط خلافات حادة مع الإدارة الأمريكية.
وبينما يتمثل الهدف التركي الاستراتيجي في تطوير مقاتلات حربية وطنية من الجيل الخامس، إلا أن الخشية من المعادلات والتهديدات على المدى القصير والمتوسط يدفع الحكومة نحو البحث عن بدائل أسرع لا سيما وأن الصناعات الدفاعية التركية تعمل على برنامج لطائرة حربية متقدمة من الجيل الخامس “MMU” وطائرة أخرى حربية مسيرة “قيزيل إلما” إلا أنهما يتوقع أن تدخلا الخدمة بحلول عام 2030.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صوت العوائل السورية المغربية البريئة المحظورة في المغرب مرآة لعصر وصورة لزمن!?:

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاداره الامريكيه مثل اي اداره في العالم هي ليست مطبخا واحدا وان كان في الواجهة الإعلامية يظهر لنا دونا في كل البلاد :العكس بأنه قرار موحد!.فلذلك من الطبيعي ان تجد الحكومه التركيه بعض التناقضات لدى تحقيق طلباتها عند الامريكيين أو عند غيرهم. فلنأخذ منهم الإيجابي ونصغي لهم حول السلبي ونحاورهم فيه بالبراهين فإن رفضوا البراهين تطلب منهم إلزام اليونان بنفس الدرجة
    بتجنب الانتهاكات المستمرة للمجال الجوي
    والبحري التركي وفي حال لم تتحقق الإجابة المزدوجة من امريكا مع اليونان.نشتري منهم هذا السلاح للتعرف على مكوناته على الاقل ونخضع لشروط شرائه بالضبط في استعماله المنصوص عليه .

إشترك في قائمتنا البريدية