إسطنبول ـ «القدس العربي»: بعد يوم واحد من قرار الاتحاد الأوروبي، رفع مستوى التعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع تركيا ودول عربية بشأن مكافحة الإرهاب، قالت تركيا، الأربعاء، إنها طلبت من الدول المعنية قائمة بأسماء الأشخاص المشتبه بنيتهم العبور إلى سوريا للالتحاق بالجماعات الملسحة هناك.
وكشف المتحدث باسم الخارجية التركية «طانجو بيلغيج»؛ أن بلاده طلبت من الدول المعنية؛ قائمة بأسماء الأشخاص المحتمل عبورهم إلى سوريا، وذلك في إطار التبادل الاستخباراتي.
وقال في مؤتمر صحافي في العاصمة أنقرة: «تشكّل حتى الآن ـ في إطار تلك الجهود ـ قائمة من 7833 شخصا، منهم ألف و56 شخصا جرى ترحيلهم»، موضحاً أن وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» سيتوجه إلى لندن؛ للمشاركة في اجتماع مكافحة «داعش»، الذي من المقرر أن يشارك فيه حوالي 20 دولة منضوية في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الاجتماع سيبحث الأبعاد العسكرية والإنسانية في إطار تلك الجهود، ومسألة المقاتلين الأجانب، فضلا عن تمويل التنظيم.
وقرر الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، رفع مستوى التعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع تركيا ودول عربية بشأن مكافحة الإرهاب.
وأفادت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني، في مؤتمر صحافي عقدته في العاصمة البلجيكية بروكسل، عقب اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء، أن الاتحاد قرر إجراء مشروعات مع تركيا ومصر واليمن والجزائر وبعض دول الخليج، وبعض دول شمال أفريقيا، من أجل رفع مستوى التعاون بشأن مكافحة الإرهاب، مشيرة أنهم يسعون إلى البدء في تطبيق بعض المشروعات خلال الأسابيع القادمة.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيرسل مستشاريه الأمنيين إلى الدول الأعضاء ودول أخرى، لافتة أنهم يسعون لتطبيق استراتيجية نحو تقوية مجال التواصل مع مختلف الشعوب من بينها الشعوب التي تتحدث باللغة العربية.
وأوضحت الممثة العليا للأمن، أن خبراء من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة وكندا وسويسرا وأستراليا وأيسلندا والنرويج، سيعقدون اجتماعا خلال الفترة المقبلة، من أجل مناقشة طرق منع وصول التمويل إلى المنظمات الإرهابية.
وجدد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الأربعاء، مطالبه بإصلاح مجلس الأمن الدولي، وقال: «السياسي الناجح يجب أن يحدّث حياته بشكل مستمر، وبناءً عليه فإنه يجب إصلاح مجلس الأمن الدولي»، مشيرًا إلى وجود 196 دولة في الأمم المتحدة، غير راضية عن حالة مجلس الأمن في الوضع الراهن، وجميعها يصرّح بذلك، ولكن عند التطبيق تكون دائمًا كلمة الفصل للإمبريالية والقوى المهيمنة.
جاءت تصريحات أردوغان، في كلمة ألقاها في مؤتمر اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي استضافه البرلمان التركي، في إسطنبول.
ولفت أردوغان إلى وجود 56 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي، ورغم ذلك كلمة المنظمة غير مسموعة في مجلس الأمن، مبينًا أن ثلث مجلس الأمن تمثله دول إسلامية، متسائلا: «ألن نقدم على أي خطوة في هذا الاتجاه؟».
وأضاف أن هناك عمليات خطيرة تجري في العالم الإسلامي، و«المسلمون يذبحون بعضهم بعضًا ويتناحرون فيما بينهم، وعند النظر إلى الدم النازف نجد أن القاتل والمقتول من المسلمين، وهذا يعني أننا نبتعد عن قيمنا، والأصل أن نضع جميع خلافاتنا جانبًا»، مشددًا على «ضرورة تفعيل العقل المشترك وأدوات الحلول المشتركة».
والتقى رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، الثلاثاء، نظيره البريطاني «ديفيد كاميرون» في العاصمة البريطانية لندن التي يزورها، لإجراء مباحثات رسمية مع المسؤولين هناك حول عدد من القضايا والملفات.
وأكد رئيس الوزراء التركي على الأهمية الاستيراتيجية لعدد من المجالات بين تركيا والمملكة المتحدة، لافتاً إلى أن زيارته للندن «تعتبر فرصة عظيمة لعقد لقاء مع المسؤولين الماليين والاستثماريين البريطانيين».
وأعرب «داود أوغلو» عن ثقته الكبيرة بمتانة التعاون الاستيراتيجي بين أنقرة ولندن حيال التهديدات المحدقة بالسلم الإقليمي والدولي، مضيفا: «لاشك أن اضطراب الأوضاع في الشرق الأوسط وسوريا والعراق وأوكرانيا، يحتاج إلى مزيد من التعاون بين الأطراف الدولية. وبهذه المناسبة أُريد أن أعبر عن شكري للحكومة البريطانية لدعمها تركيا في مفاوضات انضمامها للاتحاد الأوروبي. وتركيا وبريطانيا سيقفان كتفاً بكتف في مواجهة العديد من الصعوبات مثل الإرهاب والعنصرية».
إسماعيل جمال
NEGOTIATE IS BETTER THAN FIGHTING