الناصرة- “القدس العربي”: من المفترض أن يلتقي مساعدون كبار للرئيس التركي طيب رجب أردوغان مع مسؤولين إسرائيليين الخميس للمرة الأولى بعد عقد، وذلك للتباحث في الخروج من الأزمة الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل، وفي إمكانية استعادة السفيرين وزيارة أردوغان لإسرائيل، وكذلك التعاون الأمني وتصدير مشترك للطاقة.
ووصل لإسرائيل الناطق بلسان الرئيس التركي ومستشاره إبراهيم كالين ونائب وزير الخارجية سادات أونال كجزء من التحضيرات لزيارة رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ لأنقرة في الشهر القادم، وسيلتقيان مدير عام وزيارة الخارجية الإسرائيلية ألون أوشبيز ومدير عام ديوان الرئيس الإسرائيلي أيال شويكي وموظفين كبار آخرين ،وكانا قبل ذلك قد التقيا مندوبين عن السلطة الفلسطينية في رام الله.
وحسب مصادر إسرائيلية من المتوقع أن يبحث المسؤولون الأتراك والإسرائيليين بأي خطوات ستقوم بها تركيا ضمن مسيرة تسخين العلاقات مع إسرائيل.
ونوهت صحيفة “معاريف” أنه من ضمن الخطوات قيد البحث، استعادة السفيرين بين تل أبيب وأنقرة، وزيارة الرئيس أردوغان بعد قيام هرتسوغ بزيارة تركيا، والتعاون في المجال الاستخباراتي وتصدير مشترك للغاز من الشرق الأوسط إلى أوروبا. كما نوهت أن هرتسوغ سيبادر لزيارة اليونان غداة زيارته لتركيا وذلك في محاولة لتبليغ أثينا رسالة تهدئة مفادها أن التقارب مع أنقرة لن يأتي على حسابها وعلى حساب نيقوسيا.
وحسب مصادر تركية يحمل الوفد التركي إلى إسرائيل ردودا على أسئلة كثيرة طرحها وفد من الخارجية الإسرائيلية الذي زار تركيا في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، في محاولة لبحث ملفات الخلاف التي تعكر صفو العلاقات بين البلدين.
ويرى مراقبون أتراك أن الوقت قد حان لإعادة العلاقات التي تدهورت في عام 2018، بعد أن طردت تركيا السفير الإسرائيلي لديها احتجاجا على مقتل عشرات الشبان الفلسطينيين عند حدود غزة، وهو ما ردت عليه دولة الاحتلال بالمثل. مرجحة أن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة متعددة الأطياف، خلفا لحكومة بنيامين نتنياهو الذي حكم منذ 2009 وفشل في إيجاد نقاط التقاء تجمعه بالرئيس التركي، عززت من فرص التقارب.
“تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة متعددة الأطياف، خلفا لحكومة نتنياهو الذي حكم منذ 2009 وفشل في إيجاد نقاط التقاء تجمعه بالرئيس التركي، عززت من فرص التقارب”
على خلفية ذلك تواصل جهات إسرائيلية التحذير من التقارب مع تركيا دون مردود كاف ومن أبرزها السفير الإسرائيلي السابق في أنقرة لفانون.
في المقابل نقلت الإذاعة العبرية العامة عن مصدر سياسي مجهول الهوية قوله، إن تركيا عززّت نشاطها ضد جهات “إرهابية معادية لإسرائيل”، وتابع”نلاحظ ارتفاعا في النشاط التركي ضد الإرهاب في سياقات تخصنا”. لكن هذا المصدر رفض المصادقة على تسريبات وتقارير إعلامية بأن السلطات التركية قررّت طرد عشرات من ناشطي حركة المقاومة الإسلامية(حماس) من أراضيها.
وأضاف “لا يوجد اشتراط من هذا القبيل لكن التقدم في المحادثات مع تركيا تتقدم بحذر شديد وبعقلانية”.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصدر سياسي قوله إن التقارب مع تركيا سيتم لكنه ليس على حساب اليونان وقبرص زاعما أن الجانب التركي متحّمسا جدا أكثر من الجانب الإسرائيلي. وأضاف المصدر وكأن تركيا تلهث من أجل التقرب من إسرائيل واستعادة المياه الدبلوماسية لمجاريها “لن يكون سهلا الحصول على إسرائيل. ينبغي ترتيب العلاقات بقدر وبالتأكيد ليس على حساب اليونان وقبرص”.
موقع إخباري تركي: “أنقرة ترسل إشارات حول نيتها القيام بـ “خطوات جوهرية مقابل إسرائيل”، وتجري مداولات سرية معها منذ سنة ونصف السنة لكسر الحصار الدبلوماسي والتقرب من دول المنطقة وعلى رأسها الإمارات وإسرائيل”.
وكان موقع إخباري تركي قد قال إن أنقرة ترسل إشارات حول نيتها القيام بـ “خطوات جوهرية مقابل إسرائيل”، وإنها تجري مداولات سرية معها منذ سنة ونصف السنة لـ “كسر الحصار الدبلوماسي والتقرب من دول المنطقة وعلى رأسها الإمارات وإسرائيل”.
كما زعم الموقع التركي بعد استعراضه منجزات أردوغان في السنوات الأخيرة، طبقا لـ”يسرائيل هيوم” أن السلطات التركية ترسل إشارات حول نيتها عدم تمكين رجالات حماس من البقاء على أراضيها.
وتشير “يسرائيل هيوم” إلى طلبات متكررة قدمتها إسرائيل لتركيا طالبة منها طرد قيادات من حماس، منوهة الى أن الموقع الإخباري التركي المذكور قال إنه على خلفية هذه الطلبات أبلغت أنقرة قادة حماس أنها لن تسمح بوجود قادة عسكريين حمساويين على أراضيها.
يذكر أنه في إطار صفقة تبادل الأسرى “وعد الأحرار”(صفقة شاليط) تم تهجير عشرة ناشطين من قيادات حماس إلى تركيا بعد الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية.
شدد وزير الخارجية التركي مبلوط تشبشولو أن بلاده لن تدير ظهرها لالتزاماتها حيال الدولة الفلسطينية من أجل نسج علاقات وثيقة أكثر مع إسرائيل
في مقابل هذه المزاعم شدد وزير الخارجية التركي مبلوط تشبشولو أن بلاده لن تدير ظهرها لالتزاماتها حيال الدولة الفلسطينية من أجل نسج علاقات وثيقة أكثر مع إسرائيل. وتابع وزير الخارجية التركي في تصريحات إعلامية وفي إشارة لدول الخليج التي وقعت اتفاق أفرهام مع دولة الاحتلال في خريف 2020 “كل خطوة نتخذها مع إسرائيل حول علاقاتنا الثنائية بما في ذلك التطبيع لن تأت على حساب الهدف الفلسطيني كما هو الحال مع دول أخرى”، وتابع”موقفنا هناك كان دائما واضحا وعلاقاتنا هذه التي تشهد القليل من التطبيع من شأنها أن تعزز دور تركيا أيضا في مساعي حل الصراع بحل الدولتين وسنتربط بعلاقات مع كلا الدولتين لكننا لن نتراجع أبدا عن مبادئنا الجوهرية”.
من ناحية أخرى أكدت تقارير إعلامية تركية أن رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ سيزور أنقرة يوم 9 آذار/مارس المقبل. وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت تطرق قبل أسبوع إلى موضوع العلاقات الثنائية مع تركيا واحتمال قيام رئيس الدولة بزيارة رسمية إلى أنقرة، فقال إن كل شيء يجري بالتنسيق، لكنه في الوقت عينه أكد أن الأمور تسير حالياً بشكل بطيء جداً. وأضاف بينيت أن الرئيس التركي يقوم بعمل دبلوماسي استثنائي، وأكد أن الرئيس هرتسوغ يعتبر بمثابة ثروة سياسية لحل المشاكل، وتابع “نحن في علاقة ثقة مطلقة بيننا، وأنا لا أذكر متى كانت هناك مثل هذه العلاقة قائمة بين الجانبين”.
وفي هذا السياق انضم يتسحاق لفنون، سفير إسرائيلي سابق في أنقرة، للتحذيرات من التقارب مع تركيا وقال في مقال نشرته صحيفة “معاريف”، إنه ينبغي القيام بخطوات مدروسة مع أنقرة.
وفي مقاله أضاف لفنون”وفقاً لكل المؤشرات تبدو زيارة رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا آخذة في التبلور، ويظهر أنها ستجري في وقت قريب. أنا من ناحيتي اعتقد أنه يجب تأجيل مثل هذه الزيارة بهذا المستوى الرفيع في المرحلة الحالية، وتفضيل القيام بخطوات مدروسة أكثر بغية الوقوف على جوهر أهداف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مسألة التقارب معنا. لا اعتقد أن ثمة مشكلة لإسرائيل مع تركيا، فوزنها الاستراتيجي ودورها الإقليمي واضحان لكن لديها مشكلة مع من يقف على رأس هذه الدولة، الرئيس أردوغان”. واعتبر أنه من الأفضل أن تكون لإسرائيل علاقات ودية وشفافة مع أنقرة غير أن السؤال المطروح هو: هل يعتزم الرئيس التركي بمغازلاته العلنية لإسرائيل تغيير سياسته وتصريحاته أيضاً؟
وقال إن الأصوات الواصلة من تركيا على لسان مسؤولين كبار على غرار وزير الخارجية التركي تفيد بأن أردوغان لا يعتزم تغيير سياسته في منطقة الشرق الأوسط.
وبرأي السفير السابق تكمن الصعوبة في أن أردوغان غير متوقع، كما أنه عندما يوجه انتقاداً لإسرائيل فإنه يفعل هذا بتطرف كبير ترافقه أكاذيب وإهانات. زاعما أن هذا ما كان في الماضي ولا توجد أي مؤشرات إلى أنه لن يكرر هذا حتى بعد تطبيع العلاقات بين الدولتين. وأضاف” رأينا كيف تصرف أردوغان في مؤتمر دافوس الاقتصادي سنة 2009 بحضور رئيس الدولة الإسرائيلية في حينه شيمعون بيريز، ورأيناه في “قضية السفينة مرمرة” سنة 2010، وكذا في جولات القتال ضد حركة “حماس” في قطاع غزة.”
كما قال لفنون إنه قبل أكثر من عشرة أعوام وفي إطار المنتدى الاقتصادي العالمي المعروف باسم مؤتمر دافوس في سويسرا، التقى أردوغان حين رافق وزير خارجية إسرائيل وقتها في حينه سيلفان شالوم. ويضيف متسائلا مجددا” في ذلك الوقت كان الرجل فظاً وصعباً ولم يوفر سوطه عنا. وخرجنا من اللقاء وسألنا أنفسنا: ماذا سيحدث عندما يصبح هذا الرجل رئيساً لتركيا؟ وفعلاً أصبح الرئيس ولم يتغير عنده شيء. فأي ضمانة اليوم بأن يغير أردوغان موقفه من إسرائيل والصهيونية واليهود؟”
ويقول لفنون أيضا ضمن تحفظاته إن أردوغان يغازل أيضاً الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غير أن هذا الأخير طرح شروطاً لم يقبلها الرئيس التركي، وبناء على ذلك لم يقع السيسي في سحر مغازلات أردوغان معتبرا أن الحذر الشديد يلزم إسرائيل أيضا.
وفي معرض التحذير من الرئيس التركي يقول لفنون إنه بالإضافة إلى تأييده للمسألة الفلسطينية أعلن أردوغان أنه معني باتفاق مع إسرائيل لتسيير غازها إلى أوروبا عبر أنبوب يمر في تركيا. لافتا إلى أن إسرائيل جزء من منظمة الغاز الشرق أوسطية التي تضم اليونان وقبرص ومصر وبين كل هذه الدول تعاون استراتيجي مهم للغاية متسائلا “فأي منطق يكمن في التضحية بعلاقات ممتازة مع اليونان وقبرص أثبتت نفسها لمصلحة أفكار أردوغان؟”
وخلص السفير الإسرائيلي السابق في تركيا لفنون للقول “بدلاً من القيام بزيارة رسمية على أعلى مستوى من المجدي البدء بخطوات صغيرة ومدروسة، كإعادة السفيرين أو وقف تآمر أردوغان في الشرق الأوسط، أو الدفع قدماً بفكرة إيجاد كتلة من الدول الإسلامية في آسيا تضم تركيا. هذه تعتبر خطوات لبناء الثقة. وبدلاً من البدء بتسخين العلاقات بزيارة لرئيسنا لنبدأ من القاعدة ونبني الأساسات اللازمة لزيارة مستقبلية يقوم بها الرئيس وتتوج بالنجاح المطلوب”.
من جهة أخرى نقل موقع “والا” الإسرائيلي، عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع مطلع على الاتصالات مع تركيا حول الزيارة المقبلة للرئيس هرتسوغ إلى أنقرة، أن إسرائيل منفتحة على التقارب “ونحن نرى على سبيل المثال أن هناك تضاعفاً للنشاط التركي ضد الإرهاب الذي يستهدفنا في أراضيهم”.
ومن جهته قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الأربعاء، إن زيارة نظيره الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ المرتقبة إلى تركيا، ستكون “إيجابية”، وستنعكس “بشكل جيد على العلاقات الثنائية” بين تل أبيب وأنقرة.
وجاءت تصريحات إردوغان خلال حوار مع الصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء العودة من زيارته الرسمية إلى الإمارات، مساء الثلاثاء الماضي. وأفاد بأنه أجرى عدة اتصالات هاتفية إيجابية مع هرتسوغ وأنه من المخطط أن يزور الأخير تركيا في آذار/ مارس المقبل، معتبرًا أن الزيارة ستكون إيجابية وتنعكس بشكل جيد على العلاقات.
انتهى اتفاق غاز المتوسط وتحطمت احلام اسرائيل وقبرص و اليونان ومصر بنقل الغاز بدون تركيا بعد اتفاق تركيا و ليبيا و تسليح تركيا لشرق المتوسط و تخلي امريكا شركات و دوله عن دعم المشروع بضغط تركي و عدم امكانيه توفير الامن القانوني لشركات التنقيب شرق المتوسط ..علاقات الدول مصالح و اسرائيل بحاجه لرضى تركيا لتبيع الغاز الذي اهداها اياه السيسي..علاقات الدول تقوم على المصالح و القوة التي تحميها …لذلك ذهب الاخوين بن زايد الى تركيا ودعوا اردوغان وسيذهب الاسرائيليين كذلك …
مصر يحكمها السيسي ومزاجه ومصلحته الشخصيه وليست مصالح مصر الاستراتيجيه والا لما تراجع بالحدود البحريه لصالح اسرائيل من اجل كرسيه
تحطمت احلام إسرائيل بنقل الغاز بدون الأراضي التركية ، ما هذا التبرير السخيف .اللذي نعلمه و نعرفه ان تركيا قامت بتبريد علاقتها مع إسرائيل ليس لهذا السبب و انما تعاطفا و تضامنا مع غزة و أهلها و مع الشعب الفلسطيني و حقوقه، لا أرغب ان اكتشف ان سوء العلاقات مع اسراىيل كان بسبب نفط و غاز لان هذا سيكون عار و وصمة نفاق لتركيا و أردوغان و حزب العدالة (الغير عادل فعليا مع معارضيه) على تركيا ان تشرح لمحبيها عن سبب عودة العلاقات الدافئة مع إسرائيل مع العلم ان هذه العلاقات لم تنقطع كون الدولتين في حضن الناتو أحدهما عضو و الأخرى حليف ، ماذا تغير و هل اعترفت إسرائيل بحقوق الفلسطينين ام ان إسرائيل اعترفت بالقدس كرامة لفلسطين، اتوقع ان تركيا كبيرها من المطبلين العرب لا تهمها لا فلسطين و لا القدس و انما مصالح الانظمة فوق كل اعتبار
نفس الأشخاص الذين يعبرون الان عن مواقفهم بأن تركيا تبحث عن مصالحها. وهدا حقها طبعا لا جدال في دالك … لكن المطلوب هوا نفس المبررات التي تقدم لتركيا حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل . يجب أن تقدم لدول الأخرى التي تطبع العلاقات مع إسرائيل … في المبادئ لا يوجد المنتصف … لا يمكن أن تتشكل حسب القوالب وضروف .. إما أن تكون ضد تطبيع أ و مع مصالح الدول
ما جمعته المصالح قد تعود وتفرقه من جديد