تونس- “القدس العربي”: أثارت زيارة الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى السعودية للمشاركة في القمة العربية الصينية، موجة من الجدل حول “الحصيلة” التي سيعود بها، فبينما اعتبر البعض أنه سيعود بجملة من المشاريع والقروض الصينية، تساءل آخرون عن السبب الذي يدفع الصين للاهتمام ببلد صغير الحجم وقليل بعدد السكان.
وكتب الباحث رياض الصيداوي “الرئيس قيس سعيد يقوم بخطوة في الاتجاه الصحيح. اجتماع خاص مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. الاقتصاد الصيني يساوي تقريبا 8 أضعاف الاقتصاد الفرنسي وسيتجاوز الأمريكي سنة 2030. الخروج من الدائرة المفرغة لفرنسا والفرنكفونية أصبح ضرورة قصوى”.
https://www.facebook.com/riadh.sidaoui/posts/pfbid02xANYsTTyjmhVZtvqgbNpVU8nLoigNHrFgbAoqVKh31Sdy5EDN2p88ANWXRWeRVSkl
واعتبر الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، أن القمة العربية الصينية التي تحتضنها مدينة الرياض ستشكل “فرصةً حقيقية لتونس لما تكتسيه من أهمية كبرى، سواء على مستوى العلاقات التونسية العربية أو العلاقات التونسية الصينية”.
وأضاف، في تصريح إذاعي، “الصين على استعداد لدعم تونس، والأمر يتطلب إرادةً سياسية، خاصة أن البلاد في حاجة إلى تنويع علاقاتها وعدم الاقتصار على فرنسا والولايات المتحدة الامريكية”.
https://www.facebook.com/ShemsFM/videos/673720397591099/
وكتب السفير السابق إلياس القصري تدوينة بالفرنسية قال فيها “أولئك الذين يعتقدون أن الحكومة الصينية هي سانتا كلوز (بابا نويل) من الأفضل أن يكونوا واقعيين ويخففوا من حماسهم أو بالأحرى أوهامهم. فبينما تقدم الصين تبرعات أو قروضا وامتيازات لبعض مشاريع البنية التحتية الصغيرة أو المتوسطة الحجم، فإن معظم المشاريع الممولة من القروض تتضمن بندا ينص على استحواذ الصينيين على المشروع، في حالة فشل الدول المقترضة في إعادة الأموال، وخير مثال ما حدث في مطار كمبالا (أوغندا)”.
وأضاف “تعاني تونس من تآكل كبير في نفوذها الدولي ومصداقيتها المالية، وتبدو غير قادرة على الاستفادة من القمة العربية الصينية، كما كانت تستطيع ذلك قبل سنوات قليلة (قبل الثورة). وبدلاً من الدعوة إلى الاستفادة من كرم الصينيين ودول الخليج، علينا تحرير صناعة الفوسفات من العقبات الغريبة التي تعترض تشغيلها وتحفيز الاستثمار الأجنبي، فهو خير من التسول المثير للشفقة الذي اعتدنا عليه من خلال الطبقة السياسية الثورية الزائفة”.
https://www.facebook.com/elyes.kasri.5/posts/868807244574700
وتحت عنوان “بين الصين العظمى وتونس المريضة”، كتب المعز الحاج منصور، عضو مرصد الشفافية والحوكمة، “لم تفهم النخبة السياسية التونسية أن الدور التاريخي لأوروبا انتهى. أوروبا تحتضر وأدوارها في الساحة الدولية تنكمش كما لم تنكمش من قبل. ومستقبل العالم، هناك، في الشرق الأقصى حيث العالم الصيني الممتد والفسيح والغني والممتلئ”.
وتساءل “كم نحتاج من زمن كي تدرك الدولة التونسية أن مصلحة الشعب التونسي تحتاج الى الصين، ولم تعد في حاجة الى فرنسا؟ كيف يمكن لتونس فك الارتباط الاقتصادي والسياسي والثقافي مع دولة فرنسا الضعيفة والمتهالكة؟ كيف يمكن الاستفادة من عالم صيني قوي ومدهش؟ هل بإمكان قيس سعيد أن يتجاوز مجرد التقاط صورة بروتوكولية مع زعيم الصين الى معاودة النظر في علاقات تونس الدولية؟.
https://www.facebook.com/101021412688534/photos/a.101089156015093/152766060847402/
وكان الرئيس شي جين بينغ أكد استعداد الشركات الصينية للمساهمة في تنفيذ مشاريع تنموية واستثمارية في تونس في قطاعات متنوّعة، فيما دعا الرئيس قيس سعيد، الصين، للاستثمار في المشاريع الصحية والطاقة النظيفة وتحلية مياه البحر.
https://www.facebook.com/Presidence.tn/posts/522853276539944
ليست القضية في انتقال آمال تونس من فرنسا إلى الصين، لكن المشكلة الحقيقيّة هي اعتمادها المزمن على دول عظمى