تسجيل مكالمات لمرسي على موبايل السيسي.. والمتحدث العسكري ينفي ويتهم ناشر الخبر بخدمة الإخوان

حجم الخط
2

القاهرة – ‘القدس العربي’أهم ما في صحف مصر أمس كانت حول العمليات الإرهابية في سيناء التي أدت الى استشهاد أربعة من جنود الجيش والشرطة، وإعلان النيابة ان تقرير الطب الشرعي في مقتل الفتيات الثلاث في المنصورة جاء بمقذوفات من الخلف، وطلب النيابة من أي مواطن لديه معلومات عن الحادث ان يأتي إليها، كما قام الإخوان بتجمع امام بعض السفارات للطلب من دولها التدخل لإعادة مرسي، ومصرع سبعة عشر جندياً من الجيش بعد اصطدام سيارتهم بسيارة نقل في وادي النطرون وتهليل الإخوان واعتباره نصرا ضد الجيش، وقرار مجلس الوزراء بإلغاء النص الذي يجيز الحبس في تهمة إهانة رئيس الجمهورية، واستبداله بالغرامة، والاستياء من الألفاظ البذيئة التي كثر استخدامها في المسلسلات والبرامج التليفزيونية.
وإلى بعض مما عندنا:

‘الاهرام’: النائب العام أمر
بحبس مرسي خمسة عشر يوماً

كانت القنبلة الاهم التي فجرها زميلنا عبدالناصر سلامة رئيس تحرير ‘الأهرام’ الذي كتب الموضوع الوحيد في الصفحة الأولى بعناوينه المثيرة، مثل النائب العام يأمر بحبس مرسي خمسة عشرة يوما باللون الأحمر، تبعته عناوين احتلت نصف صفحة، والنصف الباقي ما كتبه سلامة وإعلانات، وألقى فيه بالكثير، من الأسرار مثل ان النائب العام هشام بركات أمر بحبس الرئيس السابق محمد مرسي خمسة عشر يوماً على ذمة التحقيق في عدة اتهامات يـأتي في مقدمتها التخابر والتحريض على العنف وإشاعة الفوضى.

مرسي اتصل بالبيت الابيض وتركيا وحماس

ياتي ذلك بعد أن استمع يوم السبت الى أربعة تسجيلات لمكالمات هاتفية أجراها مرسي، مع الرئاسة الأمريكية والمرشد العام ونجله أحمد الموجود في تركيا وحركة حماس، وأن التسجيل كان بإذن النيابة وجاءت قبل ساعات من إعلان الفريق أول عبدالفتاح السيسي في الساعة التاسعة مساء يوم الأربعاء 3 يوليو، وقال عبدالناصر ان مرسي طلب من السيسي هاتفا لإجراء اتصالات فأعطاه هاتفه وتركه، فاتصل مرسي بالرئاسة في أمريكا، ولم يوضح سلامة من رد عليه، لكن مرسي طلب من أمريكا تدخلاً عسكرياً، وطلب من المرشد إصدار توجيهات بإشاعة الفوضى ومن حماس دعم العنف في سيناء.
واستمرت المكالمات نصف ساعة، ثم دخل عليه السيسي الغرفة وأخبره أن الاتصالات مسجلة بأمر النيابة ومحورها التخابر والدعوة للعنف، ثم قال سلامة انه علم بأن اللقاء الذي تم بين السفيرة الأمريكية آن باترسون وخيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام في مكتبه بحي مدينة نصر اتفقت معه على توجه مرسي بعد رفع التحفظ عليه بضغط أمريكي الى اعتصام رابعة العدوية لإدارة البلاد من هناك، مع استمرار المظاهرات في المحافظات واستخدام العنف ليكون مبرراً للتدخل الخارجي، وتم رصد لقاء في الإسكندرية بين القنصل الأمريكي وجهاد الحداد – وهو ابن عصام الحداد – مساعد مرسي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي، والاتفاق على إشاعة الفوضى في البلاد.
وقال ايضاً ان تهمة التخابر متورط فيها مجموعة مؤسسة الرئاسة، وتورط عناصر سلفية في المخطط، وأن هناك ضغوطاً أمريكية لعدم إذاعة هذه التسجيلات والمعلومات التي تكشف عن تورط الإدارة الأمريكية مع جماعات إرهابية.

‘الأخبار’: المؤسسة العسكرية
تؤكد عدم صحة هذه المعلومات

ولكن جاء النفي سريعاً، من النائب العام، ومن المتحدث العسكري، العقيد أحمد محمد علي، الذي قال – نقلا عن زملائنا بـ’الأخبار’ خديجة عفيفي وخالد ميري وعمرو جلال ان الفريق أول عبدالفتاح السيسي لم يجر مكالمات هاتفية مع الرئيس المعزول خلال الثماني وأربعين ساعة الأخيرة قبل عزله، وتؤكد المؤسسة العسكرية عدم صحة هذه المعلومات شكلا وموضوعا وعدم استنادها لحقائق مؤكدة، وأن نشرها بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت يهدف لإثارة البلبلة وتهييج الرأي العام ولتحقيق أغراض مشبوهة لخدمة تيارات سياسية معينة، والمؤسسة العسكرية لن تتوانى عن إعلان مثل هذه المعلومات لجموع المصريين حال وقوعها.
هذا رد المتحدث العسكري وفيه اتهام لعبدالناصر سلامة بنشر هذا الخبر لحساب الإخوان المسلمين، رغم انني لا أرى فيه أي خدمة لهم، إنما هو ضدهم، وتم التأكيد على أن قاضي التحقيق المعين من وزير العدل – لا النائب العام يحقق مع مرسي في الاتهامات الموجهة إليه بالتخابر والتعاون مع جهة أجنبية في قضية الهروب من سجن وادي النطرون.

مرسي طلب من أمريكا التدخل ضد الجيش

لكن حدث مساء الأحد أن زميلنا وصديقنا في ‘الأهرام’ أحمد موسى ومقدم برنامج – الشعب يريد – بقناة التحرير، اكد ان مرسي طلب الرئيس أوباما، لكن مكتبه هو الذي رد عليه، وطلب من أمريكا التدخل ضد الجيش، كما اتصل بحماس وبتركيا، وأن التحقيقات سوف تجري معه بعد ثلاثة أيام في قضية التخابر، وأنه يستند في معلوماته إلى مصادر مطلعة جدا جداً ويعرفها.
وأنا لا أريد أن أدلي برأيي وإنما بملاحظات قد تساعد على فك هذه الألغاز، أولها، ان اتهام مرسي بالتخابر مع أمريكا تم توجيهه إليه علنا منذ ثلاثة أشهر، أي وهو في السلطة ومن وكلاء سابقين بجهاز المخابرات العامة، وبالتحديد من الفريق حسام خير الله الوكيل الأول، واللواء ثروت جودة وكيل الجهاز وحدد كل منهما وقائع محددة، كرروها في أحاديث صحافية، وتحديدا في مجلتي ‘المصور’ و’روزاليوسف’ واشرنا اليها في حينه، وفي مقابلات تليفزيونية ومع ذلك التزم مرسي الصمت، والملاحظة الثانية، أن تخابر عدد من قيادات الإخوان مع أجهزة مخابرات أجنبية تم تداوله، ولكن المشكلة هي في آثار اعلانها على علاقات مصر بعدد من الدول خاصة أمريكا وبريطانيا، ومن المعروف انه تتم تسوية بعض هذه العمليات سراً، للحفاظ على المصالح، أو التهديد بإعلانها للحصول على مكاسب.
والملاحظة الثالثة ان عبدالناصر سلامة لا يمكن أن يتجرأ على ذلك دون إشارة ما، خاصة انه من قبل شن هجوما عنيفاً ضد مرسي وقطر والإخوان لحساب الجيش والمخابرات، ومرات كان يدافع عن مرسي، ولا يعقل ان يتورط الآن وفي هذه الظروف في عمل عدائي.
أما بالنسبة لأحمد موسى فأنا اعرف عمق مصادره، وعلى كل فالايام القادمة ستحمل الكثير.

‘صوت الأمة’: كيف ورط
مدير المخابرات العامة مرسي

كما حدثت يوم الأحد مفاجأة أخرى مختلفة من زميلنا ومستشار التحرير لجريدة ‘صوت الأمة’ محمد سعد خطاب الذي القى بقنبلة حول رئيس جهاز المخابرات العامة السابق اللواء محمد رأت شحاتة، نصها: ‘بعد ساعات من الانذار الأخير من القوات المسلحة للرئيس المعزول وقبل يومين من خلعه ذهب ثلاث شخصيات مهمة الى قصر الرئاسة لإقناع الرجل العنيد بالاستجابة لمطالب الثورة الشعبية والنزول عن غرور الجماعة وتجنيب مصر إراقة الدماء والرضوخ لمطالب الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة وتغيير الحكومة الفاشلة ثم غادر الثلاثة بوعد من محمد مرسي في التفكير في الأمر وما ان غادر الثلاثة محيط قصر الاتحادية حتى بادر أحدهم بالاتصال بمرسي لثوان معدودة قال له فيها ‘إياك أن تتنازل’، كان هذا الرجل هو رأفت شحاتة مدير المخابرات العامة الذي ورط مرسي في مزيد من العناد وأودى به الى الغرق في مستنقع إنكار ما يحدث على الأرض والوصول به الى نهايته غير المشرفة قيد الاحتجاز، وكان الشخصيتان الأخريان هما الفريق أول عبدالفتاح السيسي واللواء محمد إبراهيم، لذا كان الرد سريعاً على هذا التصرف بإقالة شحاتة في مشهد درامي جرت وقائعه بعد ساعات من عزل مرسي، حيث استقرت مدرعة أمام مبنى المخابرات العامة وترجل منها اللواء فريد التهامي رئيس الرقابة الإدارية السابق الذي دخل مكتب شحاتة عنوة وأجرى اتصالا مع القيادة العامة للقوات المسلحة التي أمرت شحاتة بأن يغادر مكتبه ويتجه الى مقر القيادة في نفس المدرعة حيث فهم الرجل انها اللحظات الأخيرة له في الجهاز، وفهم ايضا ان التهامي هو خليفته الذي حضر لتسليم منصبه الجديد وتعكس تفاصيل هذا المشهد الى أي حد وجدت الثورة نفسها منذ اللحظة الأولى امام اختراقات نوعية من تنظيم الإخوان في أكثر أجهزة الدولة حساسية’.

‘أخبار اليوم’: لماذا يصور الاعلام
ثوار رابعة العدوية مجرمين؟

وإلى امارة رابعة العدوية التي أعلن الإخوان قيامها، وقال عنها وهو في غاية التأثر زميلنا الطيب بـ’أخبار اليوم’ عصام حشيش يوم السبت: ‘ألا تشعر معي بالدهشة من الصورة الذهنية التي يسوقها الإعلام للشباب والأسر المصرية المعتصمة بمنطقة رابعة العدوية.
فالإعلام لا يصورهم كثوار مناضلين يدافعون عن موقف يؤمنون بسلامته ويحتجون رفضاً للاعتداء عليه، وإنما يقدمهم للمجتمع وكأنهم مجرمون ومجانين ويتجاهل في تجن واضح عرض مطالبهم، ويتناول بتهكم الروائح الكريهة المنبعثة من الميدان ولا يتناول الصمود والإصرار والتضحيات من أجل مبدأ يؤمنون به، ويعيشون من أجله لأكثر من عشرين يوماً حتى الآن تحت وهج الشمس المحرقة في نهار رمضان انتظاراً للفرج، فما هذه القسوة، ولماذا؟ أشعر بحزن بالغ لأن المجتمع للأسف ابتلع طعم الإعلام بسهولة دون أن يرفع أحدهم صوته ليقول لا تظلموا هؤلاء الماكثين في رابعة مرتين، الأولى عندما أصم المجتمع أذنيه عن الاستماع لآهاتهم وأوجاعهم تماماً، مثل بريء يتم جلده وغير مسموح له بأن يتأوه’.

‘التحرير’: ما يحدث
في رابعة العدوية لا يمكن ان يطاق

ثم أجهش عصام في البكاء حزناً على المظالم التي يتعرض لها سكان الإمارة، دون أن ينزل دمعتين واحدة من كل عين، على سكان الحي المساكين الذين فوجئوا بما يفعله المعتصمون، وقال عنه في نفس اليوم في ‘التحرير’، الفنان التشكيلي محسن شعلان: ‘صمت مصر على غربان في هيئة بشر يبولون متجاورين يتوضأون واقفين على بولهم، يخزنون البهائم لذبائح التي تخلف دماؤها المزيد من رائحة العفن والعطن، ينصبون خياماً يمارسون فيها التعذيب والقتل والتآمر والدجل والشعوذة والتخريف والنكاح، والنوم متلاصقين متلامسين بالجرب والطفح الجلدي والعقلي الذي ينضح لهم وهماً بأنهم إخوان مجاهدون لاستعادة شرعية الملوخية التي سلبت منهم، كأنه كان لزاما علينا أن نخوض الكرب الى منتهاه ومنتهانا، أو كأنه يحز في نفوسهم ان إرادة الله قد شاءت لنا النجاة من بين الدروشة السياسية فننادي بمصالحة مع اناس كشفوا لنا عن أنيابهم تجاه مصر التي تآمروا عليها ودعوا جيوش العالم لغزوها’.

‘الشروق’: ميدان بلا مخدرات
وفتيات كريمات يقمن بنظافة الشوارع

لكن القيادي الإخواني ونائب محافظ الإسكندرية السابق الدكتور حسن البرنس وهو صاحب كثير من المواقف والتصرفات الطريفة التي تتسم بالسذاجة عندما كان في منصبه كان يركب دراجة هوائية، ويسير بها على الكورنيش للنزهة وهو يبتسم بعد أن يجهز المصورين ليلتقوا له صوراً، وعندما تعرضت المدينة لأمطار غزيرة اندفعت نحو الأنفاق التي تربط بين دفتي الكورنيش نزل الى احداها في كليوباترة، ومعه أربعة قوالب طوب أحمر، ليضعها ويمنع اندفاع المياه للنفق وكان متجهاً للكاميرا وهو يبتسم، البرنس زار رابعة وكتب على حسابه في ‘الفيس بوك’ مشاهداته، ونقلها إلينا يوم الأحد زميلنا في ‘الشروق’ عصام عامر ومما قاله: ‘قمت فجر الجمعة بجولة لمدة ساعتين في شوارع ميدان رابعة العدوية، فرأيت الناس تنام داخل الخيام وعلى أسفلت الطريق وفي مداخل الشوارع تقف لجان الحراسة الشعبية فلا تسمع عن حادث سرقة ولا تحرشات، ميدان بلا مخدرات ولا كلام بذيء وبكل أمان فتيات كريمات يقمن بنظافة الشوارع.
شاهدت رجلاً يذبح عجلاً تبرع به لمائتي رجل لأهل قريته الذين جاءوا منها ويهدي باقي اللحم للخيم المجاورة حتى يفطروا به عند الغروب، وآلاف يفتحون المصاحف وغيرهم يسبح للرحمن، ومجموعات تلتف حول شيخ يعطيهم دروساً في القرآن وأطفال صغار يلعبون بجوار خيام أسرهم وغالبية الناس تظهر عليهم قلة متاع الدنيا وعدد صغير يمتلك سيارات وضعها أمام الخيمة وجدت ايضا شبابا عاكفا على الانترنت وفيس بوك يتابع أخبار العالم ويرسل فيديوهات للأصدقاء يوثق فيها المسيرات، وتصوروا ان الصائمين في نهار شهر يوليو يسيرون مسافة أربعة عشر كيلو مترا ثم يعودون دون إصابة بضربة شمس لأي منهم، ولله آيات الرحمة والنصر نراها في عيون العجائز في الميدان، تعالى بسرعة وخد لفة في الميدان قبل زوال الانقلاب’.

‘اليوم السابع’: رجل منقب ركب القطار للتسول

طبعاً رغم انه كان عليه أن ينادي ايضاً، تعالى واركب الحنطور واتحنطر، ولكن بدلا من ركوب الحنطور، ركب أحدهم القطار متجهاً إلى بلدته الإسكندرية أي انه كان قادماً منها إلى رابعة مع البرنس ليأخذ لفة، ولكن الشرطة قبضت عليه، ففي نفس اليوم – الأحد – نشرت ‘اليوم السابع’ في صفحتها الثالثة خبراً لزملائنا رضا حبيش ومحمود نصر ومحمد شرقاوي جاء فيه: ‘ألقت شرطة السكة الحديد أمس – السبت – القبض على شاب ينتمي لجماعة الإخوان مرتدياً النقاب بمحطة مصر برمسيس قبل استقلاله أحد القطارات للتوجه إلى الإسكندرية حيث كان قادماً من ميدان رابعة العدوية، وقال اللواء نبيل عبدالفتاح رئيس شرطة السكة الحديد لـ’اليوم السابع’ ان رجال المباحث ارتابوا في احدى المنتقبات، وبإيقافها تبين انها ليست سيدة وإنما رجل ويدعى، محمد – أ. 24 عاماً، وكان ضمن المتواجدين في ميدان رابعة وزعم انه كان يريد ركوب القطار للتسول’.

‘الجمهورية’: ‘الأمريكان مالهمش آمان’

وإلى الإخوان ومعاركهم ونبدأها من يوم السبت مع زميلنا السيد البابلي رئيس تحرير ‘الجمهورية’ – قومية وقوله عنهم: ‘كان الزعيم الخالد جمال عبدالناصر واضحاً في علاقاته مع الأمريكان، فقد أدرك مبكراً أن ‘الأمريكان مالهمش آمان’.
إخوان مرسي راهنوا على أن خدماتهم للأمريكان وعلاقاتهم الطيبة مع إسرائيل سوف تدفع واشنطن إلى الضغط على مصر لإدانة عزل مرسي واعتبار هذه الخطوة انقلاباً، وفي اعتقادهم الخاطىء فإنهم ظنوا أيضاً أن إدانة واشنطن لعزل مرسي سوف تعني إدانة دولية وسيتم الضغط بذلك على مصر لإعادته من جديد وقام الإخوان في سبيل ذلك بالتصعيد الداخلي لإرسال رسالة مؤداها أن الشارع المصري منقسم وأن هناك حربا أهلية ستدور رحاها إذا لم يعد مرسي وسار الإخوان في ذلك على نفس سلسلة الأخطاء السياسية المتكررة منذ قدر لهم حكم مصر، فلا العالم انتفض من أجلهم ولا أمريكا تحركت لإنقاذهم، ولا تركيا تملك من النفوذ ما تحرك به أوروبا’.

الجيش انقلب على انتخابات
هو أول من شهد بنزاهتها

أما باسم عودة وزير التموين الإخواني السابق، فقد نشرت له ‘الشروق’ في نفس اليوم حديثاً أجراه معه زميلنا محمد خيال قال فيه عما حدث: ‘واضح بدرجة كبيرة أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي متأثر بما حدث في عام 54 وبشخصية جمال عبدالناصر، ولكني أقول له أن البلد تغير ومصر 2013 ليست مصر 1954 وبالتالي الشعب لن يستسلم والملايين ستظل في الميادين ولا يمكن أن نسمح أن نرجع مرة أخرى، لا يوجد أمامنا سوى الضغط السلمي بكافة الوسائل مهما استشهد منا ومهما تم الاعتداء علينا ومهما تم تشويهنا في الإعلام، عودة الدستور لأنه هو الذي يحكم بين جميع الأطراف فضلا عن ذلك فالإعلان الدستوري الذي صدر مؤخرا اعترض عليه الجميع ممن شاركوا القوات المسلحة وعندما يرجع العمل بالدستور نتحدث وقتها فالقوات المسلحة انقلبت على انتخابات هي أول من شهدت بنزاهتها وعدالتها وجميع الانتخابات تمت وقت ان كانوا يقودون المرحلة الانتقالية، ويؤمنون اللجان، وللأسف ما حدث من انقلاب كان عملاً مخططاً ومنظماً وأنا أعرف القوات المسلحة جيداً وتعاملت مع الفريق أول عبدالفتاح السيسي لمدة 6 أشهر فالقوات المسلحة ‘مش بتاعة أحداث فجائية ولكن تقوم بالدراسة والتخطيط ولترتيب والتدريب والتنفيذ’.

الانقلابات ستصبح الرياضة
الوطنية الأولى للشعب المصري

ومن ‘الشروق’ الى ‘أخبار اليوم’ في ذات اليوم – السبت – ورئيس تحرير الإخواني زميلنا سليمان قناوي: وقوله عما حدث لهم: ‘في مصر نحن نعيش عجب العجاب بشكل يمكن أن تصبح معه الرياضة الوطنية الأولى للشعب المصري هي تغيير الرؤساء بالضبط كما لو كنا في مــــباراة لكرة الـقــدم الكابتن ‘أو الرئيس’ في الشوط الأول يتم تغييره ويخـــــرج من الملعب في الشوط الثاني او كلعبة الكراسي الموسيقية فكلما غضب جزء من الشعب على رئيـــس ينزل الى ميدان التحرير ليغيره، اليوم عندنا مخلوع ومعزول ومؤقت وقد يصبح لدينا في الغد معزول ثان وثالث حتى ثالث عشر طالما سيطر هذا العبث على المشهد السياسي المصري، سوف يتوقف التاريخ محتاراً امام ما حدث في محاولة علمية لتوصيفه هل هو ثورة انقلابية أم شعبية خشنة تم فيها حـــرق مقار وقـــتل مواطنين؟! لأنصاف يدعونا الى التفكير في ان ما حدث في 30 يونيو فقد بدأ كثورة وانتهى الى انقلاب’.

‘المصريون’: يا سيسي أمرك، أمرك
يا سيسي تقدر تحط الحديد في إيدي

وبمناسبة الإخوان، فكنت قد نسيت، وما أنساني إلا الشيطان، بالإضافة الى الشيخوخة، الإشارة الى خفيف ظل آخر هو زميلنا وصديقنا محمد حلمي الذي امسك عوده يوم الخميس وأخذ يغني في بروازه – صباحك عسل- بجريدة ‘المصريون’ قائلا بصوته الأجش وهو يداعب السيسي: ‘من قلب عاشق للوطن، إلى سيادة الفريق السيسي لقد رسخ الإعلام الخاص لرذيلة سب الحاكم بأقذر وأحط أنواع السباب، لذا أناشدك ألا تسمح لأي إعلامي يمس طرف الحاكم من الان فصاعدا، وسوف أطير من السعادة لو أجبرتهم على ترديد أغنية، يا سيسي أمرك أمرك يا سيسي، ماقدرش أخالفك لأني عارفك تقدر تحط الحديد في إيدي، أمرك، أمرك يا سيسي، وصباحك عسل يا فندم’.
لا، لا، هذا اقتراح نرفضه نيابة عن السيسي، ونقترح عليه ان يجبر من يريد الغناء ان يغني، أغنية، يا محير أمني معاك.

علو الأصوات المنادية بالتصعيد واختفاء التهدئة

ثم نظل في ‘المصريون’ حتى يوم السبت لنقرأ لزميلنا محمود سلطان رئيس التحرير التنفيذي سخريته من الإخوان ومحاولاتهم اليائسة للعودة للسلطة بقوله:
‘الجماعة فشلت في ‘سنة أولى’ حكم، هذه حقيقة لن تغيرها التفاصيل الأخرى قد يتحدث أنصارها عن المؤامرات وعن ‘الانقلاب’، وعن الفلول والأقباط وأطفال الشوارع وهي في مجملها قد تكون ‘مشجباً’، لتعليق الفشل عليه، ومع افتراض وجودها وأنا لا أنكر أن جانباً منها قد يكون صحيحاً – فإن ذلك لا يعني منح ‘الفاشل’ جائزة على فشله.
صخب الميادين في رابعة وفي النهشة يخفي ‘سؤال الفشل’ لأنه ربما يفسر سبب علو كعب الأصوات المنادية بالتصعيد واختفاء الأصوات التي تميل إلى التهدئة لأن الاعتراف بالفشل يقتضي محاسبة ‘الفاشلين’ وهم معروفون بالاسم يتحصنون في الحشود المقيمة في رابعة منذ اسبوعين تقريباً، قادة الجماعة تحشد اليوم في الميادين ‘فداء للشرعية’ فيما لم يسأل أحد: ومن أضاع هذه الشرعية بعد ان كانت بين يديه؟!
في تقديري أن الوقت قد حان لشباب الحركة ليتولى القبض على زمام الأمور وأن يحيل كل قادة ‘الفشل’ الى التقاعد، إذ لا يمكن بحال أن يكافأ ‘أمراء النكسة’ بتركهم يعتلون منصة ‘رابعة العدوية’ ورقاب الناس، ليمارسوا عليهم دور ‘القادة المنتصرين’.

فهمي هويدي ينتقد الرئيس
المؤقت عدلي منصور

وإلى المعارك والردود التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء، فمثلا خاض زميلنا والكاتب الإسلامي الكبير فهمي هويدي معركة يوم السبت ضد الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، قائلاً عنه في مقاله اليومي المتميز: ‘أفهم أن يتداول بعض اللاعبين في الساحة السياسية المصرية هذه الأيام مصطلح الشرعية الشعبية وأن ينطلق منه شباب الميادين لكي يسوغوا لأنفسهم ما يعن لهم من أهداف، لكن الذي لم أفهمه ان يتردد المصطلح على لسان من كان في موقع رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور الذي صار رئيساً مؤقتاً للجمهورية إذ اتكأ عليه في خطابه الأول الذي وجهه يوم الخميس الماضي 18-7 معتبراً ان الشعب حين مارس الشرعية المذكورة فإنه أعطى العالم درساً في الأمل، كان لدى استعداد لتفويت العبارة الأخيرة التي ذكرتني بما قاله الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان ذات مرة عن ‘استاذية العالم’، أما الذي تعذر على تمريره وابتلاعه فهو استخدام الرئيس المؤقت لمصطلح الشرعية الشعبية وهو تعبير إذا نطق به رجل قانون في مثل خبرته ومقامه فذلك يعني انه تنكر لثقافته واستقال من وظيفته وترك منصة القضاء مؤثرا تمضية وقته على كرسي في أقرب مقهى!، مصطلح الشرعية الشعبية باب يضفي الشرعية على الحشود التي يستخدمها البعض لتسويغ التغيير وهو أمر خطر لا ريب وسلاح ذو حدين، وهذه الخطورة تتضاعف حين تتعدد الحشود معبرة عن معسكرات متعارضة الأمر الذي يمهد الطريق الى الفتنة الكبرى المتمثلة في الحرب الأهلية’.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عيسى:

    بكفي كذب يا عالم اتقوا الله !!!!!!

  2. يقول قارئ في عدد اليوم:

    لاحول ولا قوة إلا بالله! حسبنا الله ونعم الوكيل، اتقو الله يا بني آدم، قال تعالى : أفبهذا الحديث أنتم مدهنون، وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون ..الواقعة 81-82. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم،”… أخر الزمان سينتشر الكذب..”- أو كما قال عليه الصلاة والسلام، اللهم لا تضيع أجر هذا الشهر الفضيل علينا بذنوب هؤلاء واهدهم الى دينك يارب العالمين.

إشترك في قائمتنا البريدية