تسخين متسارع لجبهة الخليج العربي

حجم الخط
52

تشارك أربعون دولة، من بينها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا، في مناورات بحرية ابتداء من الاسبوع المقبل، ولمدة ثلاثة اسابيع تهدف الى مكافحة الالغام البحرية، والحيلولة دون اغلاق مضيق هرمز، حيث يمر اكثر من 18 مليون برميل نفط يوميا.
الاعلان عن هذه المناورات يأتي قبل بضعة اسابيع من الموعد المحدد لاشعال فتيل حرب في المنطقة في شهر حزيران (يونيو) المقبل، مثلما تردد بعض الاوساط العربية والغربية لتدمير المنشآت النووية الايرانية.
صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية وصفت هذه المناورات نقلا عن مصادر عسكرية، بانها ستكون الاكبر في المنطقة، وان الحكومة البريطانية سترسل 19 طائرة من دون طيار تحت الماء للمشاركة فيها.
اللواء جون ميلر قائد الاسطول الخامس الامريكي المتمركز في البحرين سيتولى مسؤولية الاشراف على هذه المناورات التي ستتم بالذخيرة الحية، وتحاكي عملية التصدي لهجوم ايراني يرمي الى اغلاق مضيق هرمز، او زرع الغام لعرقلة الملاحة البحرية في الخليج العربي.
عودة الحديث عن منع اغلاق مضيق هرمز مجددا توحي بان الدول الغربية تتوقع حربا وشيكة، ولهذا بدأت الاستعداد لها بشكل مكثف، خاصة ان بعض اعضاء الوفد الاردني، الذين رافقوا الملك عبدالله الثاني اثناء زيارته الى واشنطن، ولقائه بالرئيس اوباما سربوا انباء تفيد بان الحرب المقبلة ستستهدف ايران وليس سورية، باعتبارها الخطر الاكبر بالنسبة الى الامريكيين والاسرائيليين.
وهناك نظرية يتم تداولها حاليا في بعض الاوساط الشرق اوسطية الحليفة لامريكا تقول ان اسباب التلكؤ الامريكي في التدخل عسكريا في سورية، او دعم المعارضة السورية باسلحة حديثة ومتطورة راجع الى اعطاء الاولوية للتركيز على ايران ومنشآتها النووية.
في المقابل تؤكد نسبة كبيرة من المحللين السياسيين على ان ادارة الرئيس اوباما لا تريد التورط في حرب جديدة في الشرق الاوسط بعد الخسائر المادية والبشرية الضخمة التي تكبدتها الولايات المتحدة بسبب حروب الرئيس جورج بوش الابن في كل من العراق وافغانستان.
الاوضاع الاقتصادية المتدهورة في الولايات المتحدة تضيف مصداقية الى آراء هؤلاء المحللين، مضافا الى ذلك ما قاله الرئيس اوباما في اجتماعه الذي استمر خمس ساعات مع بنيامين نتنياهو، اثناء زيارة الاول لتل ابيب قبل شهر، من انه، اي اوباما، لم يعد انتخابه من الشعب الامريكي لخوض حرب جديدة في الشرق الاوسط، وانما لانقاذ الاقتصاد الامريكي من ازماته المتفاقمة.
وربما يجادل البعض الآخر في المقابل، بان الرئيس الامريكي تعهد للاسرائيليين بانه لن يسمح لايران بامتلاك اسلحة نووية، الامر الذي يدفعه للتحرك للايفاء بتعهداته هذه، خاصة ان التقارير الاسرائيلية الاستراتيجية تقول بان ايران ستمتلك القدرة على انتاج هذه الاسلحة قبل نهاية العام الحالي.
صفقات الاسلحة الامريكية المتطورة التي بيعت الى كل من اسرائيل ودول عربية خليجية تقدر قيمتها بحوالى 120 مليار دولار، تشمل طائرات حديثة وصواريخ متطورة، وطائرات تزويد الوقود في الجو (في حالة اسرائيل) مضافا الى ذلك جولة تشاك هيغل في عواصم خليجية علاوة على تل ابيب قبل اسبوعين، وحجيج زعماء ومسؤولين خليجيين وعرب الاعتدال الى واشنطن طوال الاسابيع الثلاثة الماضية، كلها توحي بان شيئا ما يجري اعداده في واشنطن ويمكن ان نرى ترجمته ربما على شكل حرب في الاسابيع او الاشهر المقبلة.
انها حرب ستكون مدمرة في حال اشتعال فتيلها، سواء قبل الانتخابات الرئاسية الايرانية (في حزيران/يونيو) او بعدها. لان ايران ليست العراق ولا افغانستان مثلما يؤكد المسؤولون فيها في كل المناسبات، وما علينا الا الانتظار ولكن بقلق شديد مع الدعاء بأن يأتي الصيف المقبل باردا وليس ملتهبا!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول moh:

    نعم ايران متامرة مع امريكا واسرائيل لكن لا يسمح لها بان تكون قوة وكم وكم من حلفاء انقلبت عليهم اسرائيل وامريكا

  2. يقول أبن فلسطين:

    جهة واحده وحيده تسعى للحرب حرب يشارك بها العالم بأسره الآ هي
    يا سادة الكيان الصهيوني يسعى لإشعال المنطقه معتقدا أنه بعيدا عن نارها
    إما إغلاق هرمز فهذا المستحيل ربما يحدث بعد أن يوفر الساحل السوري بديلا
    يلبي إحتياجات السوق العالمي أما راهنا فلا حرب على الإطلاق ولن يسمح للحمقى بإشعال فتيله الغارق بعمق الأبار السوريه فلن يستطيعوا تحقيق مثلث الإشتعال
    أتمنى عليكم جميعا بقدسنا العربي العروبي كتاب ومحللون أن تسعوا للتهدئه لا لإذكاء نار الفتنة بقصد وعن غير قصد سواء من خلال كتاباتكم او حواراتكم المتلفزة

  3. يقول حاتم حسن:

    هذا تهريج امريكي جديد لاجل مزيدا من الابتزاز “الحلال” لدول الخليج المستعدة دوما ان تدفع المال بغباء و سخاء و خوف. و ما دامت ايران تقوم بتخريب العالم الاسلامي طائفيا و عرقيا فهي ما زالت تمثل جزءً هاما من سياسة امريكا و انكلترا و الغرب في تهميش و تهشيم دول العالم الاسلامي و لذلك فلن يجري قصم ظهر ايران كما حصل مع العراق. اسرائيل مستمرة بالبكاء و العويل ففي اسوء الاحوال ربما تكون هنالك عملية لتقليم اظافر ايران لطمأنة اسرائيل بانها في امان و التمرين العسكري ستدفع ثمنه دول الخليج على اعتبار انه لحمايتها و الشعب الامريكي و الاوربي سيتم ايهامه ان هنالك اخطار في خارج حدودهم المتهالكة

  4. يقول ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ:

    ﻭﻳﻴﻴﻴﻴﻞ ﻟﻠﻌﺮﺏ ﻣﻦ ﺷﺮ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺣﺮﻭﻭﻭﻭﻭﺏ ﻭﻟﺎ ﺗﺴﺘﻂﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻧﻔﺴﻜﻢ.

  5. يقول ابن يوسف ....فلسطين:

    الخطر محدق بالجميع..ومكمن الخطر على العالم هو الامبريالية والصهيونية وسلاحهما الرئيسي بذر الفتنة ..لذا نتمنى ان نتكاتف ونتعاون تحت شعار:السنة والشيعة معا دائما وابدا في مواجهة الصهيونية والامبريالية…واذكر فقط ..من وقف مع المقاومة الفلسطينية غير ايران وسوريا وحزب الله؟؟!

  6. يقول ismail:

    السلام عليكم
    أمريكا ستضرب حليفها الإستراتيجي الذي قدمت له العراق ككعكة و ساعدها على غزو أفغانستان؟؟

  7. يقول ربيع ياسين:

    المصالح الامريكية – الاسرائيلية مع ايران قد تلتقي كما هو الحال في المسالة العراقية والافغانية ودلك في تدمير الانظمة الحاكمة فيها واحتلالها وتلتقي ايضا حول المسالة السورية (وهنا على العكس) في الحفاظ على نظام الجزار بشار الاسد ، ولدلك فايران لن تتعرض لحرب تدميرية لان دلك يعني ان نظام بشار الاسد سينهار سريعا وهدا ما لا يحرص عليه الغرب عموما واسرائيل خصوصا ، ومن ناحية اخرى قد تفترق المصالح حول مسالة امتلاك ايران للاسلحة النووية وهو ما تريده وقد لاتريده اسرائيل – تريده لان الغرب واسرائيل يسعيان بجد لاشعال حرب سنية – شيعية يكون وقودها العرب والايرانيون ولا تريدها لانه ربما يكون هدا السلاح النووي مصدر قلق لها وللغرب فاي الكفتين سترجح ومتى يكون التوقيت الله اعلم

  8. يقول الحوت:

    ايران اكبر عدو للصهيونية العالمية واكبر عدو لكل عملاءها في المنطقة واعتقد اذا نشبت حرب ….. ستكون عالمية بالتاكيد وستكون نهاية العالم ورجوعه الى ماقبل القرن التاسع عشر؟

  9. يقول مواطن:

    استطيع ان اجزم انه لا مشكلة على وجه الأرض او حرب الا ورائها الدولة الصهيونية ، حتى لو تعثر دب في القطب الشمالي او الجنوبي فأن اليهود ورائها.

  10. يقول شاكر محمود الشمري:

    ان السياسة الامريكية في المنطقة العربية هي في غاية الغباء .فهاهي أمريكا تفقد الكثير من مصالحها بسبب اسرائيل منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ولحد الان ولو كانت امريكا حكيمة في تخطيطها لما انفقت كل هذه اىلاف من المليارات من اجل تثبيت اسرائيل في المنطقة فهذا الهدف يبدو غير صحيح و لابسط الاسباب ان هناك الكثير من الحكام العرب مثل حسني مبارك وحافظ اسد ودول الخليج مافا لهم علي عبد صالح قد قاموا بتأمين مصالح امريكا في الوطن العربي اكثر مما قامت به اسرائيل . اما فيما يخص بشار الاسد الوريث اللاشرعي لنظام حافظ اسد الذي كان اول المهرولين لارسال قواته في عام 1990 نحو الكويت وفتح النار على الجيش العراقي في كان الجنود الاسرائيليون يتمتعون ياجازة في هضبة الجولان ! كيف لا وأبنه العبقري بشار لم يتجرأ على اطلاق رصاصة واحدة على الحدود مع العدو؟ لكنه قادر كل القدرة على ضرب الشعب السوري بالطائرات ويقتل منهم عشرات الالاف دون وازع اخلاقي . اما ايران فسياستها في العمق مبنية على مبدأ انتهاز الفرص وهي مستعدة للتعاون مع ايا كان من اجل بناء الامبراطورية الفارسية الجديدة. اما صناع السياسة الامريكان فأنهم ينظرون للموضوع من زاوية خطأ وبالتالي تأتي النتائج خطأ.اذا كان السبب من المناورات هو النفط فلا توجد مشكلة لا الان ولا مستقبلا في وصول امدادات النفط لانه المصدر الرئيسي للدخل لجميع دول المنطقة دون استثناء. واما اذا كان المووع السلاح النووي حتى لو افترضنا ان ايران تمتلك حاليا او انها ستمتلك سلاحا نوويا فانها لن تستطيع القاءه على الدولة العبرية لانها ستكون من المتضررين هي نفسها .

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية