تسريبات إيطالية لبيان مؤتمر برلين الختامي: دعم قوي للسلطة الانتقالية وسحب المرتزقة الأجانب

نسرين سليمان
حجم الخط
0

ليبيا – “القدس العربي” : تتوجه الأنظار فيما يتعلق بالأزمة الليبية حاليا نحو مؤتمر برلين 2 والذي ينطلق اليوم الأربعاء، لما كان له من دور فعال ومفصلي في حلّ الأزمة الليبية في وقت سابق، وإيقاف الحرب والنزاع المسلح، وتقسيم وتبسيط الأزمة الليبية إلى مسارات مضى القائمون عليها في حلها تدريجيا.
هدف مختلف تتمحور حوله النسخة الثانية من هذا المؤتمر، ويتمثل في ضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة في ليبيا نهاية السنة الحالية وفي موعدها المقرر، فضلا عن التمسك بانسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من هذا البلد.
ولأول مرة تشارك حكومة الوحدة الوطنية ومجلسها الرئاسي في محادثات مؤتمر برلين 2 ، حيث أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية توجهه إلى برلين رفقة وفد وزاري للمشاركة في المؤتمر الذي وصف بالتاريخي.
ومع اقتراب موعد المؤتمر بدأت المبادرات على الساحة المحلية تظهر على السطح، حيث أعلنت وزيرة الخارجية الليبية بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء محمد المنقوش، عن مبادرة باسم استقرار ليبيا سيتم طرحها خلال مؤتمر برلين الثاني الذي ينطلق اليوم.
وقالت الوزيرة الليبية خلال كلمة لها بمناسبة مرور مئة يوم على توليها منصبها، إن الحكومة الليبية ستسعى إلى إنجاز جميع متطلبات مؤتمر المصالحة الليبي قبل الانتخابات المقررة في شهر كانون الأول / ديسمبر المقبل.
المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، قال إن برلين2 سيبحث كيفية تنفيذ بنود خريطة الطريق في ليبيا وصولاً للانتخابات.
وأضاف دوجاريك وفق ما نقلت وكالة الأمم المتحدة، أن الاجتماع يهدف إلى تقييم التقدم الحاصل في كافة المجالات، وأنه سيناقش التحديات المتبقية لتنفيذ كامل بنود خريطة الطريق.
وتابع أن وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية روزماري ديكارلو هي من سترأس وفد الأمم المتحدة إلى مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة.
وفي تغريدة لوكالة الأمم المتحدة عن ديكارلو على تويتر قالت إنه سيجري العمل خلال مؤتمر برلين2 على تعزيز وقف إطلاق النار مع احترام حظر الأسلحة إضافة لسحب المرتزقة.
وكالة نوفا الإيطالية نشرت تسريبا أرجعته لمصادر دبلوماسية في برلين لنص البيان الختامي لمؤتمر برلين حول ليبيا، والذي تضمن أبرز 51 نقطة سينتهي إليها المؤتمر، ومثل مسوَّدة أولية، وكان أهم بنودها التأكيد على الانسحاب الفوري للمرتزقة الأجانب من ليبيا، وتقديم الدعم القوي للسلطة الانتقالية من أجل إجراء الانتخابات في موعدها، 24 كانون الأول/ ديسمبر، وعرض البيان على مجلس الأمن.
كما تضمنت بنود المؤتمر حسب المسودة المنقولة من نوفا، دعم ليبيا في جهودها لحماية حدودها الجنوبية وفرض السيطرة على عبور الجماعات المسلحة والأسلحة عبر الحدود، وكذلك على أهمية إنشاء قوات أمن ودفاع ليبية موحدة تحت سلطة مدنية موحدة بدورها، والتسريع في تفكيك الجماعات المسلحة والميليشيات ونزع سلاحها، وإدماج بعض الأفراد المؤهلين في مؤسسات الدولة.
وتطالب المسوَّدة أيضا جميع الجهات الفاعلة بوقف تمويل القوات العسكرية في مختلف الأطراف أو تجنيد المرتزقة، كما طالبت السلطات الليبية في مقدمتها مجلس النواب بإجراء الاستعدادات اللازمة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وطنية، فضلا عن دعوة ومطالبة ملتقى الحوار السياسي الليبي باتخاذ تدابير إذا لزم الأمر، من شأنها أن تسهل الانتخابات في إطار متطلبات خريطة الطريق السياسية.
دول عدة أعلنت وبطريقة متتابعة عزمها المشاركة في المؤتمر حول ليبيا أبرزها الجزائر والصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية (التي تترأس لجنة الاتحاد الأفريقي المخصصة لليبيا) ومصر وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمغرب وهولندا وروسيا وسويسرا وتونس وتركيا والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، بالإضافة إلى ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحادين الأفريقي والأوروبي وجامعة الدول العربية.
وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس قال في مقابلة صحافية إن مؤتمر برلين 2 يهدف إلى إعطاء دفعات جديدة فيما يخص الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر وانسحاب القوات الأجنبية من ليبيا.
وقال ماس في مقابلة نشرتها صحيفتا “دي فيلت” الألمانية و”لا ريبوبليكا” الإيطالية، إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أكد أنهم يعملون بشكل مكثف للتحضير للانتخابات، قائلا إنه ليس من السهل تنظيم الانتخابات بعد كل ما حدث في ليبيا في السنوات الأخيرة، حسب ما فهمه من المحادثات مع الدبيبة، موضحا أن شركاء الحوار الليبيين رغم صعوبة الأمر لا يريدون تأجيل الانتخابات أو حتى إلغاءها.
وأضاف ماس أن نهج عملية برلين سعى منذ البداية إلى وضع حد لسياسة بعض الدول التي أججت الحرب من خلال توفير الأسلحة والموارد المالية، وتحقيق وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة مقبولة دوليا.
وتابع وزير الخارجية الألمانية بالقول إن الذين وافقوا على سحب المقاتلين الأجانب والمرتزقة آخر مرة في برلين لم يلتزموا بذلك، موضحا أن هذه العملية تتعلق بالتوقيت والكيفية ويجب أن تغادر القوات الأجنبية تدريجيا وبشكل متساو حتى لا يظهر اختلال بالتوازن العسكري فجأة، الأمر الذي قد يستخدمه أحد الأطراف لشن هجوم مفاجئ، وفق تعبيره.
السفارة الأمريكية لدى ليبيا قالت إن المؤتمر يأتي لدفع تقدم ملموس نحو الانتخابات الوطنية واستعادة السيادة الليبية، داعية مندوبي مؤتمر برلين الثاني والممثلين الليبيين إلى التعهد بالتزامات ثابتة تمهد الطريق أمام السيادة الليبية وإجراء انتخابات تاريخية في كانون الأول/ ديسمبر، خاتمة بأن التقدم الملحوظ يتطلب الوحدة الوطنية وإزالة القوات الأجنبية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية