تسعة مقاعد للإخوان وستة للنشامى.. معادلة “النصف المعطل” المفاجأة الأبرز في انتخابات “أم الجامعات” الأردنية

حجم الخط
0

عمان- “القدس العربي”:

تقدم التيار الإسلامي الأردني برسالة صلبة ومثيرة عندما حصد ممثلوه من التيارات الشابة نصف عدد مقاعد اتحاد طلبة الجامعة الأردنية -أكبر الجامعات في البلاد- بعد انتخابات طلابية مثيرة جدا ومهمة، وتعكس دلالات سياسية تجري في الجامعة الأم بالعاصمة عمّان بعد غياب 5 سنوات لاتحاد الطلبة.

نُظر لانتخابات الجامعة الأردنية بعين الاهتمام الشديد؛ لأنها قد تؤسس لمؤشرات محددة حول مزاج الشارع العام قبل انتخابات 10 أيلول النيابية.

عمليا، كان المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة أول من أعلن في وقت مبكر من مساء الأربعاء، عن فوز قائمة “أهل الهمة” بـ9 مقاعد من أصل 18 مقعدا تمثل الهيئة المركزية لاتحاد الطلبة.

العضايلة أعلن ذلك قبل نحو 5 ساعات على الأقل من الإعلان رسميا عن نتائج الانتخابات، الأمر الذي يظهر أيضا إمكانات مؤسسات الإخوان المسلمين ليس فقط على الفوز بنصف المقاعد، ولكن على إجراء عملية مراقبة للفرز والتصويت وسط نحو 23 ألفاً من الطلاب الذين شاركوا في الاقتراع وحساب النتائج.

قائمة “أهل الهمة” الطلابية حصلت على 9 مقاعد أو نصف عدد أعضاء المجلس في أهم الجامعات الأردنية وأضخمها، فيما قائمة “النشامى” المنافسة التقليدية للإسلاميين والتي تدعمها أحزاب وتيارات وسطية، تراجعت إلى 6 مقاعد، وفازت كتلة شبابية نشطة اسمها “الكرامة” بثلاثة مقاعد.

بوضوح، لم يكتسح الإسلاميون هذه الانتخابات. لكن حصولهم على نصف عدد المقاعد مؤشر على عدم الاستهانة بقدراتهم، فهم الأغلبية في مجلس اتحاد أهم جامعة حكومية في البلاد. وبموجب النتائج، فالقرار سيتخذه اتحاد الطلاب وفقا لما يصوت له 3 ممثلين لقائمة الكرامة في وضع رقمي معقد احتلت فيه قائمة النشامى المرتبة الثانية وستخرج من دائرة التأثير والقرار إذا صوتت قائمة الكرامة مع الإسلاميين في أي ملف.

بكل حال، قالت الحركة الإسلامية الأردنية إنها موجودة وقوية وصلبة عندما يتعلق الأمر بانتخابات شبابية تهتم بها جميع أوساط الدولة.

وجود “أهل الهمة” من التيار الإسلامي هنا لا يقتصر على عدد المقاعد فقط، فالرقم يعني أن 50% من جمهور الطلاب الذين شاركوا في الانتخابات صوّتوا للإسلاميين، وعدد أصوات قائمة “أهل الهمة” بلغ أكثر بقليل من عشرة آلاف صوت، من نحو 22 ألفا من طلاب الجامعة الأردنية ذهبوا لصناديق الاقتراع، في انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها 52%.

قال الإسلاميون كلمتهم بقوة وسط الشارع الطلابي في أهم جامعات المملكة، وسجلت المفاجأة التي يمكن اعتبارها أساسا لفهم المزاج الانتخابي العام بعد الآن في انتخابات البرلمان التي كان حزب جبهة العمل الإسلامي للتوّ قد أعلن قرار المشاركة فيها.

“النصف المعطل” هوالمعادلة الجديدة في اتحاد طلاب الجامعة الأردنية. تلك معادلة انتخابية جديدة في مجالس انتخابات الطلبة. فلو اجتمعت القائمتان المتخاصمتان معا بعد الآن ضد ممثلي التيار الإسلامي في أي تصويت على أي قرار، لواجهتا النصف المعطل.

 وفي حال الرغبة بالعبور في أي اتجاه، لا بد للجسم الأكبر وهو النصف المعطل من تسويةٍ ما في مجلس الاتحاد مع الإسلاميين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية