تسلم مسئولية الأمن من قوات الناتو يمثل تحديات للقوات الأفغانية

حجم الخط
0

كابول ـ د ب ا: تستعد قوات الأمن في أفغانستان لمهمة شاقة في الوقت الذي تتولى فيه المسؤولية الرئيسية عن العمليات في المناطق المتبقية الأخيرة من البلاد وذلك قبل انسحاب القوات الدولية العام المقبل.
وتمثل المراحل الأخيرة من عملية التسليم، التي من المتوقع أن تتم هذا الأسبوع، حدثا هاما بالنسبة للقوات الوطنية، التي يمتد عمرها لأكثر قليلا من عقد من الزمن ولكنها تواجه بالفعل العشرات من المعارك مع طالبان وجماعات مسلحة أخرى كل يوم.
ويوجد عناصر الجيش والشرطة البالغ قوامهما 350 ألف فرد في جميع المناطق الـ 400 فى اقاليم البلاد، البالغ عددها 34 اقليما لكن لا تزال هناك مخاوف بشأن كفاءتهم.
وفي الوقت الذي تسير فيه الخطة الموضوعة بشان رفع أعداد القوات بشكل جيد، فإن مستوى كفاءة القوات لا يزال مثارا للنقاش.
ويتألف الجيش إلى حد كبير من قوات خفيفة يتم التركيز فيها على قوات المشاة. ويعاني الجيش من قدرته الضعيفة على الاحتفاظ بالمجندين وتبلغ نسبة الملمين بالقراءة والكتابة فيه نحو 28 في المئة.
كما يفتقر إلى الدعم الجوى ومرافق ومركبات الإجلاء الطبي، حيث يعتمد بشكل كبير على القوات الأجنبية فيما يتعلق بالدعم اللوجستي والاستخبارات. ويقول مسؤولون إن القوات الجوية لن تكون قادرة على القيام بكامل مهامها حتى عام 2017.
وقال مسؤولون في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إنه من غير المرجح أن تحصل أفغانستان على كل المعدات التي طلبتها وزارة دفاعها من المجتمع الدولي.
وقال أحد كبار قادة حلف الناتو الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: ‘ليست هناك حاجة إلى طائرات F-16 المقاتلة ولا إلى دبابات أو مدفعية’، لافتا إلى أن القوات الأفغانية ليست لديها القدرة على صيانتها.
لكن الولايات المتحدة ستستبدل ما لدى أفغانستان من مدافع هاون قديمة وغير دقيقة والبالغ قطرها 87 مليمترا بمدافع جديدة يبلغ قطرها 60 مليمترا من الطراز الـ ‘خفيف والسهل الاستخدام والصيانة والدقيق جدا في (إصابة الهدف)’، حسبما قال الجنرال الأمريكي جوزيف دانفورد، قائد قوة المساعدة الأمنية الدولية التي يقودها حلف الناتو، للصحافيين في مطلع الأسبوع.
وأضاف: ‘هذا النوع من المعدات أساسي من أجل القدرة على الاستمرار لفترة طويلة على نفس المستوى… فعندما يكون لدى القوات الأفغانية مدافع هاون فإنها ستكون دائما متفوقة عندما تقاتل حركة طالبان’.
وأكد مسؤولون عسكريون أمريكيون و من حلف الناتو على أهمية الحفاظ على الروح المعنوية والاستقرار وليس تحقيق انتصار عسكري على المتمردين.
وتابع القائد: ‘ليس الهدف هو هزيمة العدو، بل تدعيم القوات الأفغانية’.
وقال مسؤول أفغاني رفيع إنه في الوقت الذي لا يوجد فيه ‘تقدم ملحوظ على الصعيد الأمني’ هذا العام، إلا إنه كان من المهم أن ندرك أن القوى الأمنية للبلاد كانت قادرة على التكيف مع التحديات الصعبة على نحو متزايد.
وقال مستشار الأمن القومي في البلاد رانجين دادفار سبانتا: ‘جرت عمليات التسليم السابقة في مناطق يعد وجود القوات الحكومية فيها أقوى بكثير’.
وأضاف: ‘يعد الأمر أكثر صعوبة في المناطق التي يجري فيها التسليم في الوقت الحالي،’.
وتابع قائلا إنه على الرغم من أن القوات تعاني من نقص في المعدات، إلا إنها لديها تفوق تكتيكي يتمثل فى الروح المعنوية العالية.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) قال: ‘نعتقد أنه ليست المهارات التقنية والمعدات هي التي ستضع حدا للحرب، بل الروح المعنوية واستعداد الشعب للدفاع عن بلاده’.
وهناك ميزة أخرى تعد مصدر قوة للقوات الأفغانية تتمثل في جمع المعلومات. واستطرد القائد في حلف الناتو قائلا: ‘جهاز استخباراتهم العسكري ليس جيدا جدا لكن المجندين، بين الجماهير، لجمع المعلومات الاستخباراتية جيدون للغاية، وهو الأمر الذي يعد أكثر أهمية في مكافحة التمرد هنا’.
وبالرغم من ميزة الروح المعنوية والاستخبارات، فقد استمرت مستويات العنف المرتفعة هذا العام، حيث شنت طالبان وجماعات مسلحة أخرى موجة من الهجمات، من بينها أربعة هجمات في كابول منذ أيار/مايو.
وخلال الأسبوع الماضي، هاجم مسلحون مطار كابول الدولي الذي يضم أيضا قاعدة جوية للناتو، هذا بالإضافة إلى المحكمة العليا في البلاد.
ووصلت الخسائر في صفوف المدنيين إلى نسبة 24 في المئة في الأشهر الستة الأولى من عام 2013 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقا للأمم المتحدة.
ويقول كثير من المحللين إن هذا العام سيشهد معدلات عنف مرتفعة مماثلة لما شهده عام 2011، الأكثر دموية منذ الغزو الأمريكي عام 2001.
وقلل القائد في الناتو من قدر الهجمات، قائلا إن مكاسب المتمردين كانت عند حدها الأدنى في أحسن الأحوال.
وأضاف: ‘إذا حللت المسالة بعناية، فإنهم لم يكونوا قادرين على إحراز أي مكاسب استراتيجية… ربما يكونوا قد احرزوا بعض النجاحات التكتيكية، لكن ذلك لم يرق إلى أي شيء طويل المدى أو ذي أهمية استراتيجية’.
وقال إن جميع المناطق الحضرية آمنة وظلت تحت السيطرة الكاملة للقوات الأفغانية.
وتابع: ‘في المناطق الريفية، قد يكون هناك انعدام للأمن. ومع ذلك، فإن ذلك لا يهم لأن نحو 80 في المئة من السكان يعيشون في المدن الكبرى وحولها’.
وأردف أن المتمردين ربما يسيطرون على نحو 40 من بين 400 منطقة في البلاد، لكنهم لا يسيطرون على المدن والبلدات الرئيسية حتى في تلك المناطق الـ40.
وقال ضابط عسكري غربي بارز آخر: ‘في بعض المناطق، يتمتع المتمردون بدعم من المجتمع المحلي… ومع ذلك، فإن نحو 10 في المئة فقط أو أقل من إجمالي السكان الأفغان يدعمون التمرد، وفقا لحساباتنا’.
وأمام حلف الناتو 18 شهرا ليعمل على إنجاز قوة أفغانية مستدامة، قبل أن يختتم مهمته القتالية في عام 2014.
وقال القائد في حلف الناتو الذي تحدث أولا: ‘الفوز في حملة هذا العام مهم… هذا الصيف سيمثل اختبارا لقدرة القوات الأفغانية على تحمل العمليات القتالية في المستقبل’.
ويتفق مسؤولون على أن الدعم الدولي سيظل ضروريا. وقال دانفورد إنه بدون هذا الدعم، فإن ‘المكاسب لن تكون مستدامة’.
ووافقه قائد حلف الناتو الذي تحدث أولا قائلا: ‘العالم بحاجة إلى أن يظل ملتزما تجاه ذلك حتى تتمكن القوات الأفغانية من بناء ثقتها في قدرتها’.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية