سيُعقد هذا الاسبوع في اسرائيل المؤتمر الرابع للمنتدى العالمي لمكافحة معاداة السامية. وللمؤتمر أهمية عظيمة مثل احداث اخرى بهذه الروح، لأن كثيرين في الفترة التي تلت المحرقة توقعوا بصورة خاطئة ان تكون الكراهية القديمة في العالم في تراجع، بل توقعوا ان يصبح معادو السامية سريعا نوعا ثانيا. لكن إساءة سمعة اليهود أصبحت تسونامي حقيقيا. إن السم الأشد تركيزا موجه على الدوام على دولة اليهود (معاداة اسرائيل). وقد جاء التصعيد خلال السنين الاخيرة على أثر الازمة الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة في أنحاء اوروبا. وعمل عصر الانترنت ايضا في مصلحة الظاهرة، ومكّن مطاردي اليهود من نشر كراهيتهم بصورة فورية وفعالة. تبينت أنواع جديدة من رهاب اليهود، وهي تجسد مزيجا من كراهية اليهود اليمينية المتطرفة من النوع القديم، وأنواعا يسارية تسيطر على معاداة السامية عند أبناء الغرب. ومن مزيد المفارقة ان اليسار يقيم شيطنة دولة اليهود على دعاوى كاذبة، هي نقض اسرائيل لحقوق الانسان. تقود هذا الاتجاه الدول المسلمة، وهي تدفع الى الأمام بتعاون مع جالياتها في الدول الغربية بمزيج من معاداة السامية الاسلامية المميزة، مع الأنواع الغربية التقليدية. ويستحث جهادها العنف والارهاب واعمال القتل الموجهة الى يهود في أنحاء العالم. ونشهد مع ذلك زيادة بروز معادي السامية من اليهود ممن يلوح أعداؤنا بهم. بلغت الكراهية درجات عالية في اوروبا، وهي القارة التي شربت ارضها الدم اليهودي قبل 70 سنة فقط. ومن التناقض المنطقي انه في الفترة التي سبقت المحرقة على الأقل، كان الليبراليون وجزء كبير من اليسار مستعدين للتنديد بمعاداة السامية وإسماع اصواتهم من اجل اليهود. أما اليوم فان اليسار في لباس الدفع بحقوق الانسان الى الأمام، يقف على نحو عام في مقدمة الجوق المعادي لليهود. تُصادق استطلاعات الرأي العام على أن نحوا من 50 في المئة من الاوروبيين يعتبرون اسرائيل أكبر تهديد على السلام والاستقرار، أكثر من كوريا الشمالية أو ايران أو سورية ـ على نحو يُذكرنا بالعصور الوسطى، حينما تم اتهام اليهود بجميع ازمات البشر. يوجد عنف شارع موجه الى اليهود أخذ يزداد، بل سُجلت في فرنسا اعمال قتل ينظرون اليها باستخفاف على أنها زعرنة. وفي مدن اوروبية كثيرة يتم تحذير اليهود من اعتمار قبعات دينية أو من التجول مع رموز خارجية اخرى تدل على يهوديتهم. وقد تغلغلت هذه التوجهات في بريطانيا حتى الى الجهاز القضائي، حيث تمت تبرئة مجموعة نفذت اعمال تخريب لمنتوجات كانت مُعدة لاسرائيل، لأنه كان الحديث عن معارضة عادلة لـ’الاحتلال’. واتهم قاض آخر اعترف بحق اتحاد المعلمين البريطاني في القطيعة مع اسرائيل، اتهم المدعي العام بسلوك غير مناسب، لأنه زعم ان اسرائيل ذات صلة بالدين اليهودي. وتظهر حتى في المانيا رغم علاقاتها المميزة باليهود، في الآونة الاخيرة علامات على طغيان معاداة السامية، وتسجل في دول اخرى مثل هنغاريا واليونان يقظة للنازية الجديدة. إن أشد ضرر هذا الذي يلحق بالجيل اليهودي الشاب الذي ينشأ في جو تزعزع فيه كرامته وفخره. يريد شباب كثيرون من اليهود، أن يكونوا مجهولين بل يتبنى عدد منهم خطابا معاديا لاسرائيل كي يحظوا باعتراف اجتماعي. إن نهج حياة منبوذا كهذا مُضعف وفي حين يوجد يهود كثيرون في وضع إنكار أصبح عدد منهم يقرأون الكتابات على الجدار ويفكرون في الهجرة أو يشجعون أبناءهم على المغادرة. وقد عاملت حكومة اسرائيل هذا الوضع بصورة غير صحيحة، فالدبلوماسيون في الخارج ينددون بمعاداة السامية بصورة مراسمية، بل يدفعون احيانا في واقع الامر ضريبة كلامية لهذه المشكلة لا غير. إن المؤتمر العالمي الذي تُسمع فيه خطب لا تحصى تتعلق بمعاداة السامية هو مكان لقاء ناجع لاولئك المشاركين في مكافحة معاداة السامية، لكن من المؤكد أنه ليس الحل. يُحتاج الى انشاء غرفة عمل عالمية تستغل كما ينبغي يهود الجاليات ذوي المواهب واصدقاءنا غير اليهود الذين يريدون المساعدة على هذا المشروع. من المؤسف جدا ان قادة اسرائيليين كثيرين لا يُقدرون كما ينبغي حقيقة ان المعركة على الوعي هي الاستمرار المباشر للمواجهة العسكرية. والامتناع عن مواجهة هذا الوباء سيهددنا في الأمد البعيد بقدر لا يقل عن تهديده ليهود الجاليات.
سنزحف الى مسرى نبينا نساءا و رجالا و سنفديها باولادنا و دمائنا و ارواحنا وانفس نفيس عندنا فلتفرحوا بالسراب الي انتوا عايشين فيه قليلا. مثل جزائري يقول الخبر ايجيبوه التوالى )الاخيرون)
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَاعَلَوْا تَتْبِيرًا
صدق اللة العظيم
سنزحف الى مسرى نبينا نساءا و رجالا و سنفديها باولادنا و دمائنا و ارواحنا وانفس نفيس عندنا فلتفرحوا بالسراب الي انتوا عايشين فيه قليلا. مثل جزائري يقول الخبر ايجيبوه التوالى )الاخيرون)