تونس- “القدس العربي”: أثارت تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيّد حول محاولة استغلال المؤسسة الأمنية لخدمة أطراف سياسية، جدلا واسعا في البلاد.
وكان الرئيس سعيد حذر في زيارته الأخيرة لوزارة الداخلية من ضرب استقلال المؤسسة الأمنية، حيث أكد أن “الدولة موجودة والحريات مضمونة وليس هناك علاقة عداء بين الأمنيين والمواطنين، كما لن نقبل أن يتم ضرب المؤسسة الأمنية أو ضرب الحريات، فلا نظام بلا حريات ولا دولة بلا أمن”.
وأضاف “الأمن في خدمة الدولة لا في خدمة أي جهة أخرى”، مستنكرا “محاولات البعض توظيف المؤسسة الأمنية واستغلال الأوضاع الحالية لفائدته”.
ودعا سامي الطاهري الناطق الرسمي باسم اتحاد الشغل إلى عدم توظيف الجهاز الأمني في الصراعات السياسية، مؤكّداً أن “الجميع متخوف من الاستقطاب الحزبي لجهاز الأمن الذي لا يجب أن يأخذ تعليمات من حزب لدعم أطراف على حساب أطراف أخرى”.
وقال أيمن العلوي القيادي في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد (الوطد) “عندما تغيب السياسة تتضخم المؤسسات الأمنية وتفتح أبواب الانقلابات، حيث يكون مصدر الاستبداد هو عجز السياسات عن الاستماع إلى صوت الشعب التونسي”.
وأضاف في تصريحات إذعية “ما قيل خلال الاحتجاجات الأمنية في ولاية صفاقس خطير، فعندما تتبنى مؤسسة أمنية ايديولوجيا معينة هذا يعتبر خطيرا جدّا”.
وتابع بقوله “تونس مُقدمة على تناحر طبقي، وعلى الأمن أن يختار مع من سيكون في الأشهر القادمة، فالمسألة ليست مسألة شخصية”.
وكانت نقابات أمنية في عدة مدن تونسية بدأت إضراباً شاملاً عن العمل، للتعبير عن غضبها من الاعتداء على عناصر الأمن خلال احتجاجات في العاصمة، فيما ردد عناصر أمن خلال مظاهرة في مدينة صفاقس (جنوب شرق) شعارات تنتقد رئيس الحكومة وعدد من الأحزاب السياسية، وهو ما أثار جدلا واسعا في البلاد.