بيروت – “القدس العربي” : تطوران سيطرا على المشهد في لبنان أمس الأربعاء هما الاعتداء على السفارة الأمريكية في عوكر شمال بيروت وطبول التهديد بالحرب التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد لبنان، بينما واصل “حزب الله” تكثيف هجماته الموجعة لإسرائيل.
أشار الجيش الإسرائيلي إلى أنّ “صواريخ عدّة أطلِقَت من لبنان على منطقة حرفيش، من دون انطلاق صفارات الإنذار ونحقق بالأمر”.
وتحدثت وسائل إعلام اسرائيلية تحدثت عن اصابة 10 اشخاص بينهم 5 بحالة حرجة جراء انفجار مسيّرة في “حرفيش” في الجليل الغربي، كما أفادت وسائل إعلام أخرى عن سقوط قتيلين و20 جريحاً جراء إصابة مباشرة في “حرفيش” في الجليل الغربي.
وحمل أمس تهديداً جديداً من قبل نتنياهو الذي قال إن “إسرائيل مستعدة لتحرك قوي للغاية في الجبهة الشمالية” خلال زيارته كريات شمونة على الحدود مع لبنان، فيما أشارت القناة 14 الإسرائيلية إلى “ان التقدير في إسرائيل هو أن حرباً مع حزب الله قد تندلع في الأسابيع المقبلة” وسط تخبط المواقف داخل الحكومة الاسرائيلية.
وطغت حادثة إطلاق النار على مقر السفارة الأمريكية في عوكر نظراً لخطورة هذه الحادثة وتوقيتها في ظل علامات استفهام حول مَن يقف خلفها وهل هي فعلاً خلايا نائمة لداعش؟
فقد استفاق محيط السفارة الأمريكية على إطلاق نار، وكشف مسؤول أمني لوكالة “أسوشييتد برس” أن 4 مهاجمين شاركوا في الهجومـ أحدهم قاد السيارة التي أقلتهم إلى المكان و3 أطلقوا النيران، وقد أصاب الجيش أحدَهم وأوقفه.
وأوضح مصدر قضائي لـ”أ ف ب” “أن مطلق النار على السفارة في بيروت قال إنه فعل ذلك نصرة لغزة”. ولوحظ أن العبارات المدونة على جعبة وملابس منفذ الهجوم هي “الدولة الإسلامية – الذئاب المنفردة، لا غالب إلا الله”.
في المستجدات الميدانية، استهدف “حزب الله” تجمعاً لجنود العدو في محيط موقع بركة ريشة بالأسلحة الصاروخية، ومنصة القبة الحديدية في ثكنة “راموت نفتالي” بصاروخ موجه وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها. وهاجم موقع السماقة في تلال كفرشوبا وحقق إصابة مباشرة.
وأعلن الحزب “أن محلقة انقضاضية استهدفت مكان استقرار وتموضع جنود العدو الإسرائيلي في موقع البغدادي حققت إصابات مؤكدة في صفوفهم”.
وأطلقت صواريخ باتجاه مزارع شبعا المحتلة. كما هاجم موقع المالكية، وكمن فجراً لمجموعة من جنود العدو أثناء دخولها إلى الموقع واستهدفها بقذائف المدفعية و”أصابها إصابة مباشرة”. وتحدث الاعلام الإسرائيلي عن اندلاع حريق في محيط منزل في “كريات شمونة” وأنه جرى التحقق من سقوط صاروخ.
وذكر إعلام عبري أن شخصاً قتل وأصيب 9 بعد سقوط صاروخ لـ “حزب الله” في مستوطنة حرفيش في الجليل الغربي. وأكد اشتعال مبنى في كريات شمونة نتيجة إصابته بصاروخ بشكل مباشر وسط أنباء عن إصابات مؤكدة.
ونقل عن رئيس المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد أن “ما يحترق ليس الشمال فقط بل الردع الإسرائيلي والشرف الإسرائيلي أيضاً”.
وقال اللواء احتياط في جيش العدو الإسرائيلي وقائد القوات البرية السابق، يفتاح رون طال: “الواقع الحالي في الشمال هو عار علينا، إنه واقع لا يطاق. لا يوجد هنا أقل من الإهانة التي تدوس تقريباً على بقايا الردع، الذي بقي لدينا”.
وفي السياق، ذكر موقع “والاه” العبري: أن “تكتل الساحات” بين الشمال المحترق والجنوب، حيث تتراكم جثث أولئك الذين كانوا حتى وقت قريب في حالة مختطفين، إلى جانب حقيقة أننا سنحتفل غداً بمرور ثمانية أشهر على الحرب التي كان من المفترض ألا تستمر أكثر من 8 ساعات، خلق يأساً وجودياً لدى عدد غير قليل من الإسرائيليين.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن لا تريد أن تندلع حرب شاملة وإنها تحاول السعي إلى حل دبلوماسي بين الطرفين، مضيفة أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها في مواجهة حزب الله المتحالف مع إيران.
وفي تناقض مع ذلك قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أمس، إن الجيش الإسرائيلي لا يريد خوض حرب ضد “حزب الله” في لبنان. جاء ذلك في حديث أدلى به سموتريتش، وهو زعيم حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف، لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
ولدى سؤاله عمّا إذا كان الجيش هو الذي يمنع الحرب في لبنان، أجاب: “يجب أن نطرح أسئلة صعبة على الجيش ونتحداه، ليس علينا أن نمنح شيكًا على بياض للقادة الذين يقولون لنا إنهم مستعدون لمواجهة جبهات متعددة، وفي لحظة الحقيقة ينطوون” .
تزامناً أعلنت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أمس، أن الجيش الإسرائيلي استخدم ذخائر الفوسفور الأبيض ضد ما لا يقل عن 17 بلدة في جنوبي لبنان منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ ما يعرض حياة المدنيين للخطر ويساهم في تهجيرهم. (رأي القدس ص 23)