دمشق – «القدس العربي» : جددت قوات النظامين السوري والروسي، الأحد، قصفها المدفعي على إدلب والأرياف القريبة منها، في حلب وحماة، شمال وشمال غربي سوريا، وذلك في سياق تصعيد عسكري تشهده المنطقة، أسفر عن مقتل أكثر من 30 مدنياً نحو نصفهم من الأطفال، فضلاً عن الخسائر المادية في حصيلة نصف سنوية منذ بداية العام.
«الخوذ البيضاء»: أكثر من 230 هجوماً ومقتل 35 مدنياً بينهم 14 طفلاً منذ بداية العام
وترافق القصف مع مواجهات متبادلة بين قوات النظام من جهة وفصائل المعارضة من جهة ثانية، التي ردت على مصادر إطلاق النار، وفي هذا الإطار قال المتحدث العسكري باسم الجبهة الوطنية للتحرير المقربة من أنقرة، النقيب ناجي مصطفى، إن قوات النظام والميليشيات المقربة منها «قصفت ضمن سياسة إرهابية ممنهجة لهذه القوات، التجمعات السكنية، واستهدفت المدنيين والقرى والبلدات المأهولة القريبة من الجبهات».
وقال مصطفى في تصريح لـ «القدس العربي» إن يوم الأحد، «شهد قصفاً مكثفاً على ريف حلب الغربي ودارة عزة وجبل الزاوية كما استهدفت قوات النظام والميليشيات قرى سهل الغاب».
وردت «الفصــائل الثورية بشكل مبـاشر على المواقع العســكرية التي تطلق النيران واســتهدفت المــصادر المعادية بالــقذائف الصاروخية، وذلك رداً على القصف المتكرر الذي يـــستهدف المدنيين» وفق المتــحدث.
وقال الدفاع المدني السوري، الأحد، إن قوات النظام وروسيا، استهدفت قرية كفرتعال في ريف حلب الغربي بعد منتصف ليلة الأحد، ما أدى إلى نفوق 25 رأساً من الأغنام، كما استهدفت في قصف مماثل صباح الأحد، قرى الفطيرة ودير سنبل وأطراف البارة في ريف إدلب الجنوبي، وقرية خربة الناقوس في سهل الغاب في ريف حماة.
وفي حادثة هي الرابعة من نوعها، خلال الأيام القليلة الفائتة، استهدفت قوات النظام بصاروخ حراري موجه، الأحد، جرافة لأحد المدنيين المهجرين، مركونة بجانب مكان نزوحه ببلدة شلّخ شرقي إدلب، وهو ما اعتبرته فرق الخوذ البيضاء نذر خطير وشيك. وذكرت المنظمة عبر معرفاتها الرسمية، أن «هذه الهجمات بالصواريخ الحرارية الموجهة دقيقة الإصابة، تنذر بخطر كبير على أرواح المدنيين، وتمنعهم من الاستقرار».
وفي بيان حديث لمنظمة الخوذ البيضاء، «فقد استجابت فرقنا منذ بداية العام الحالي وحتى 30 تموز لأكثر من 230 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا والمليشيات الموالية لهما أدت لمقتل 35 مدنياً بينهم 14 طفلاً وإصابة 67 آخرين بينهم 24 طفلاً.
ووفقا للبيان، فقد «جددت قوات النظام وروسيا هجماتها الإرهابية على شمال غربي سوريا السبت 30 تموز، واستهدفت بقصف مدفعي قرية كفر تعال في ريف حلب الغربي، ما أدى لسقوط ضحايا مدنيين، وذلك ضمن سياسة ممنهجة تستهدف المدنيين وتبقي على شبح الحرب والموت مخيِماً على المنطقة وتمنع المدنيين من العودة لقراهم وبلداتهم والاستقرار فيها، كما قتل طفلان، وأصيب رجلان بجروح حالة أحدهما خطرة (رجل منهما والد أحد الطفلين) اليوم بقصف مدفعي لقوات النظام وروسيا على قرية كفر تعال غربي حلب».
وفي ريف إدلب الغربي قتلت طفلة، وأصيب طفل بجروح خطرة، إثر انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الحرب أثناء لعبهما قرب منزلهما في بلدة العالية غربي إدلب. وشهد شمال غربي سوريا تصعيداً متواصلاً من قبل قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، خلال الأيام الماضية، إذ قتلت امرأة، في 25 تموز، بقصف صاروخي مصدره المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، اســتهدف أطراف مدينة اعزاز شـــمالي حــلب.
وفي 24 تموز قتل مدني وأصيب اثنان آخران بينهم امرأة، بقصف صاروخي مصدره المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، استهدف مخيماً للنازحين «كويت الرحمة» في قرية قيبار في ريف عفرين شمالي حلب. كما ارتكبت الطائرات الحربية الروسية مجزرة في ريف إدلب، يوم الجمعة 22 تموز، راح ضحيتها 7 مدنيين بينهم 4 أطفال من عائلة واحدة، وأصيب 13 آخرون بينهم 8 أطفال، باستهداف مزرعة لتربية الدواجن يقطنها مهجّرون وبجوارها منازل مدنيين على أطراف قرية الجديدة في ريف إدلب الغربي.
وتشكل الهجمات المستمرة، لنظام الأسد وحليفه الروسي، وفق البيان «خطراً كبيراً على حياة المدنيين وتزيد من معاناتهم وتمنع آلاف العائلات من العودة إلى قراهم وبلداتهم، لاسيما في ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب».