من المؤسف عند تأملنا في وضعنا المزري وفي ما يحث فيه من تكالبات وتناحرات بين أبنائه من أجل أمور دنيوية لا قيمة لها من الناحية الشرعية ولا تزيد صاحبها إلا وزرا فوق وزر، حقيقة لماذا وصلنا إلى هذه الدرجة من الانحطاط والبعد عند معنى خير الأمم كما نصت عليها الآيات القرآنية.الجواب ببساطة نحن من أوصلنا أنفسنا إلى هذه الدرجة من الضعف وليس غيرنا كما يدعي البعض لان الغير كانوا كذلك في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وفي حقبة الخلافة الراشدة من بعده ومع هذا لم تضعف الأمة وكانت في أوج القوة والصلابة رغم فتيتها وولادتها من المجتمع الجاهلي المتخلف. إن الفكر السائد في هذا الإطار حول تحليل هذه القضية المرتبطة بقضايا أخرى مفادها أن التدبر في كسب الزاد لما بعد الموت كاد أن ينعدم في عالمنا الإسلامي عند الغني والفقير وعند الرئيس والمرؤوس خلاف ما كان موجودا في الرعيل الأول الذين كان همهم الأول والاخير إلا التزود بخير الزاد للآخرة.إذن نحن السبب أحب من أحب وأبى من أبى وبدون منازع، إذ أصبحت الدنيا أكبر همنا ولا نرضى بالقليل وذهبت القناعة من قلوبنا وشغلنا الوحيد هو الإفراط في جمع المال والبحث عن الرياسة والمناصب ذات النفوذ لا غير ذلك. ويقول عالم الاجتماع مالك بن نبي في هذا الإطار ان أزمتنا نحن المسلمين أزمة فكر أي قصور تفكيرنا وسطحيته وعدم وجود نظرة واسعة ومعمقة للحياة وما هو دورنا فيها وكيف نستعملها كوسيلة للفوز وتحقيق المقاصد والأهداف النبيلة بين البشر فيما بينهم وهذا للنجاة يوم القيامة من النار والفوز بالجنة و هذا خير جزاء لنا.نحن أبناء الإسلام لنا في ديننا ما يوصلنا إلى فعل الخيرات من أحكام ومواعظ وحدود كلها تجعلنا في غنى عن أفكار الغرب الميتة المميتة الذين يدعون أنهم سادة التفكير السامي المستمد من المدارس القديمة وعلى رأسها اليونانية والرومانية وغيرهما، بطل ما دعوا إليه وأهلكوا أنفسهم ومن تبعهم من أمم أخرى.الهدف من الحياة عند هؤلاء المتعة والموت هذا طرح بعيد عن رجاحة العقل وقيم ديننا الإسلامي، فخلقنا الله تعالى وأحسنا خلقنا وخلقنا من أجل عبادته وإعمار الأرض وعمل الصالحات ليكون لنا خير نصيب في آخرتنا ونكون إذن خير أمة أخرجت للناس.خليل زغدي – الجزائرqmn