تل أبيب: تظاهر مئات الإسرائيليين، مساء الأربعاء، أمام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس المحتلة خلال انعقاد مجلس الحرب، مطالبين بإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة.
كما انطلقت تظاهرات بعدة مدن ، بعد نشر مقطع فيديو مزعوم في وقت سابق الأربعاء، لأسر مقاتلي حركة حماس مجندات إسرائيليات من قاعدة عسكرية بمستوطنة ناحال عوز المحاذية لقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو ما اعتبرته حماس “مجتزأ وتم التلاعب فيه”.
و قالت صحيفة “هآرتس” العبرية: “التقى الوزراء بيني غانتس وغادي آيزنكوت (عضوا مجلس الحرب) ووزير الدفاع يوآف غالانت، مع عائلات المختطفين قبل اجتماع مجلس الحرب، ولم يستجب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لطلبهم باللقاء”.
وأضافت الصحيفة: تظاهر المئات أمام مكتب رئيس الوزراء بالقدس، وقطعوا الطريق أمام حركة المرور، مطالبين بإطلاق سراح المحتجزين.
بدورها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن نحو 100 متظاهر أغلقوا طريق الدخول إلى مكتب نتنياهو.
وحمل المتظاهرون في القدس المحتلة صور لمحتجزين، ورددوا هتافات من بينها “صفقة الآن”، و”أعيدوهم جميعا أحياء”، في إشارة إلى صفقة فورية مع حركة حماس.
وفي تل أبيب، أغلق محتجون شارع أيالون السريع باتجاه الشمال، وطالبوا بإقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة على الفور.
ويتهم أهالي المحتجزين والأسرى الإسرائيليين حكومة نتنياهو بعرقلة التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى من خلال التعنت في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بوساطة قطرية مصرية.
ولا يعرف كيف وصل الفيديو إلى الإعلام الإسرائيلي، إلا أن القناة الـ”12″ الإسرائيلية الخاصة أشارت إلى أنه نُشر بعد موافقة أهالي المجندات، فيما ذكرت صحف عبرية أن أهالي الأسرى هم من نشروا الفيديو.
وفي تعليقها على الفيديو المزعوم، قالت حماس في بيان، مساء اليوم، إن “المقطع المصور الذي يتم تداوله عبر الإعلام العبري هو مقطع مجتَزَأ وتم التلاعب فيه، ولا يمكن التأكّد من صحة ما ورد فيه”.
وأضافت أن “تداول هذا المقطع في هذا التوقيت يأتي في سياق محاولات الاحتلال الفاشلة، لتشويه صورة مقاومة شعبنا الباسلة، عبر بث الروايات الملفّقة التي ثبت بالأدلة كذبها عبر أكثر من محفل وتحقيق إعلامي”.
وخلال التظاهرة في تل أبيب، قال يهودا كوهين، والد الجندي المحتجز نمرود كوهين إن “الحكومة تريد الحفاظ على حكمها بأي ثمن على حساب مواطنيها، سنلاحقكم كل يوم”، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
من جانبها، قالت روحاما الباغ، عمة المجندة الأسيرة ليري الباغ التي ظهرت في فيديو “ناحال عوز”، إن “الحكومة سلمت المختطفين”، ووصفتها بأنها “حكومة جبناء”.
وأضافت: “لقد كنت مهذبة لمدة 8 أشهر تقريبا وجلست بهدوء، وحاولنا أن نكون طيبين ومتفهمين ومستوعبين، لكن هناك نقص في المصداقية من جانب الحكومة”.
وأوضحت أنه “لم يتم اختطاف 128 شخصا (المتبقين في غزة حاليا)، بل تم تسليمهم من قبل حكومة إسرائيل”.
كذلك، وصل عشرات المتظاهرين إلى منزل عضو مجلس الحرب غادي آيزنكوت في مدينة هرتسليا (وسط)، عقب نشر شريط فيديو أسر المجندات من ناحال عوز.
وفي وقت سابق الأربعاء، نفى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للرئاسة المصرية ضياء رشوان صحة ما ذكرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية من مزاعم بشأن إقدام مصر بـ”صمت” على “تغيير” بنود مقترح لوقف إطلاق النار وقعته إسرائيل بالفعل في وقت سابق من مايو/ أيار الجاري، ما أدى في النهاية إلى “إحباط” الصفقة.
وأكد أن “محاولات التشكيك والإساءة لدور وساطة مصر لن تؤدي إلا لمزيد من تعقيد الوضع بغزة والمنطقة كلها”.
بدوره، قال متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في تصريحات لوكالة أنباء قطر الرسمية “قنا”، إن “الدوحة تدعو إلى عدم الالتفات إلى التقارير الإعلامية التي تحاول التشكيك وكيل الاتهامات لجهود الوساطة الجارية لوقف العدوان على غزة”، دون توضيح تفاصيل بشأن تلك التقارير.
وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة وساطة غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، أسفرت عن هدنة استمرت أسبوعا حتى مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بينما تعثرت جهود إبرام هدنة جديدة جراء سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح في 7 مايو/ أيار الجاري.
(الأناضول)