تظاهرات بـ”مناشير” ومجسمات لأرجل مقطعة.. هكذا يُعبّر التونسيون عن رفضهم لزيارة بن سلمان – (صور وفيديو)

حجم الخط
1

تونس – “القدس العربي” من حسن سلمان: يحمل متظاهرون مناشير ومجسمات لأرجل مقطوعة، ويردد آخرون “يا بن سلمان يا عميل الأمريكان”.. هكذا يبدو مشهد “استقبال” ولي العهد السعودي في الشارع التونسي، فيما تلتزم الرئاسة التونسية بـ”البروتوكول الرسمي” الذي يؤكد العلاقة التاريخية “العميقة” مع الجانب لسعودي.

وتشهد تونس اليوم تظاهرات حاشدة في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، حيث يتنكر متظاهرون في ثوب “مهرجين” يحملو مجسمات لأرجل مقطوعة وآخرون يحملون مناشير، فيما يردد الباقون شعارات من قبيل “محمد بن سلمان حامي حمى الفاسدين. بن علي نموذجا”، و”مجرم الحرب بن سلمان غير مرحب به في تونس” و”محمد بن سلمان مكانه قفص الاتهام”، كما تنتشر على بعض المباني في العاصمة لافتات عملاقة تندد بزيارة ولي العهد السعودي إلى تونس، من قبيل “لا أهلا و لا سهلا بجلاد النساء محمد بن سلمان” على مبنى جمعية النساء الديمقراطيات.

نقابة الصحافيين تقاضي بن سلمان

وفي مؤتمر صحافي عقدته الاثنين، عبرت 14 منظمة تونسية، بينها نقابة الصحافيين ومركز تونس لحرية الصحافة وجمعيات النساء الديمقراطية ومنظمات حقوقية، عن “رفضها القاطع للدعوة الموجهة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لزيارة تونس التي من المنتظر أن يصلها يوم الثلاثاء 27 نوفمبر 2018 في إطار جولة تشمل دولا عربية وتهدف إلى فك عزلته على خلفية ضلوعه في الجريمة البشعة التي ذهب ضحيتها الصحافي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول بتاريخ 2 أكتوبر 2018”.

كما عبرت هذه المنظمات عن “استغرابها من هذه الدعوة وما تضمره من دلالات تشير إلى استهتار كامل بمبادئ حقوق الإنسان واستخفاف مشين بالمسار الديمقراطي الذي تعيشه تونس منذ لجوء رئيسها الأسبق زين العابدين بن علي الى المملكة العربية السعودية وخلعه في 2011”.

وأعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أنها تقدمت الاثنين، بشكوى قضائية “لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود اعتمادا على التقرير المتعلق بأوضاع حقوق الانسان باليمن وعملاً بالمواد 7 و 8 و 14 من نظام روما الأساسي والمادة 146 من اتفاقية جنيف المعتمدة في 12 أوت 1949 والفصل 14 من المرسوم عدد 88 المتعلق بتنظيم الجمعيات والفصل 27 من مجلة الاجراءات الجزائية.”

وتتضمن الدعوى اتهامات بارتكاب جرائم في مجال حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير والإعلام، فضلا عن ارتكاب جرائم حرب في اليمن.

وكان نزار بوجلال المنسق العام لمجموعة الخمسين (خمسون محاميا) للدفاع عن الحقوق والحريات والتصدي للانحراف بالسلطة، أكد أخيرا أن المجموعة تقدمت بشكوى قضائية، بتكليف عدد من الصحافيين والنشطاء، لمنع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من زيارة تونس.

فيما عبرت أحزاب المعارضة عن رفضها لهذه الزيارة التي اعتبر “التيار الديمقراطي” أنها “لا تشرف تونس الثورة وقيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان التي يؤمن بها شعبها”، فيما اعتبر “التكتل الديمقراطي” أن هذه الزيارة “غير مرحب بها اعتبارا للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي اقترفتها السلطات السعودية من اغتيال الصحافي جمال خاشقجي ومواصلة حرب الدمار ضد شعب اليمن الشقيق”، فيما اعتبر “التيار الشعبي” أن “شعب تونس وقواه الحية تمكن من افشال هذه الزيارة حتى قبل أن تبدأ وكشف للعالم زيف ادعاءات النظام السعودي وبقية الأنظمة الرجعية التابعة له”.

حمادي الجبالي: زياة بن سلمان إهانة للشعب التونسي

رئيس الحكومة التونسية الأسبق، حمادي الجبالي، اعتبر أن زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى تونس “إهانة للشعب التونسي وثورته”.

ودون الجبالي على صفحته في موقع “فيسبوك”، “زيارة محمد بن سلمان المرتقبة إلى بلادنا، سواء كانت بطلب منه أو بدعوة من الدولة التونسية (هي) إهانة للشعب التونسي وثورته التي قامت على قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وهي وصمة عار على جبين كل من دعاه أو رضي باستقباله، وتعتبر هذه الزيارة ضد مصلحة تونس حاضرا ومستقبلا والتي لا نراها مكاسب مادية فحسب، انما انتصارا لقيم العدل ومناهضة الظلم والاستبداد مهما كان مأتاه”.

وأضاف “فمحمد بن سلمان بما أتاه من تعدي صارخ على كل القيم الإسلامية الإنسانية في بلاده وخارجها وآخرها جريمة القتل والتمثيل بالصحافي جمال خاشقجي يحتم علينا الاصداع بالدعوة لعدم قبوله على أرض تونس الثورة. فلا أهلا ولا سهلا به”.

الرئاسة التونسية تجدد ترحيبها بالزيارة

وجددت الرئاسة التونسية ترحيبها بزيارة ولي العهد السعودي، حيث علّقت سلمى اللومي مديرة الديوان الرئاسي على المواقف الرافضة للزيارة بقولها “بيننا وبين السعودية علاقة تاريخية لا تخضع لمن هو في الحكم وإنما لمصالح عليا”.

وأضافت “بن سلمان ممثل المملكة السعودية ومرحّب به”.

وكان نور الدين بن تيشة، المستشار السياسي للرئيس التونسي، أكد أن ولي العهد السعودي “مُرحّب به في تونس وعلاقاتنا بكل الدول العربية مبنية على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والدبلوماسية لا تخضع للعواطف والمشاعر”.

وأضاف “تونس موقفها واضح من مقتل الصحفي السعودي جمال الخاشقجي وسبق أن طلبت كشف الحقيقة ومعاقبة المتورّطين ، لكن لا نستطيع أن نسمح باستغلال قضية القتل من أجل المس من استقرار دولة شقيقة كالمملكة العربية السعودية ووضعها تحت طائلة الابتزاز”.

https://www.facebook.com/ugetsfax1/photos/gm.755241501478757/2153880584866461/?type=3&theater

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الصوفي الجزائر:

    تونس على الطريق الصحيح الحرية لا اضن انه بمقدور اي احد في الدول العربية الاخرى سيجرء على الخروج والتنديد بزيارة الجزار

إشترك في قائمتنا البريدية