من خلال سير المباحثات المكوكية التي اجراها جون كيري وزير الخارجية الامريكي بين الاسرائيلين والفلسطينيين وتمخض عنها شبه اتفاق مبدئي لاستئناف المفاوضات بين الجانبين بات واضحا ان الغالبية من هذا الشعب المقهور اصيب بخيبة امل جديدة في قيادته التي ما زالت مصرة على ضبابتها المعهودة في اخفاء ما يجري في الكواليس بدعوى الحفاظ على السرية من اجل انجاح المفاوضات التي ستعقد بشكل مباشر بين الجانبين عن قريب في واشنطن وعدم الوضوح على اي اساس وعلى اي مرجعية سيذهب قادتنا لممارسة متعتهم في التفاوض مع الطرف الاسرائيلي. قلت سابقا كمعارض لهذه المفاوضات العبثية بان جون كيري القادم بعدة محاور لانجاح هذه العملية التفاوضية المتوقفة منذ زمن بانها مجموعة خوازيق فصلت بطريقة امريكية سهلة الولوج الى عقلية القيادة الفلسطينية الجاهزة للجلوس عليها والتي ربما ساعدت الادارة الامريكية في صياغة وصقل هذه الخوازيق التي تتماشى وتلتقي مع مصالحها الخاصة وتغييب مصلحة الوطن والمواطن . تم انجاز جزء ليس ببسيط من استراتيجية اوسلو وهو خلق كيان منقسم وغير مترابط في الارض المحتلة ومحاصر جغرافيا واقتصاديا واعطاء اسرائيل الوقت من خلال استئناف هذه المفاوضات لاكمال مشروعها التاريخي وانهاء قضيتنا الى الابد والمتتبع لتاريخ اوسلو يجد انها فعلا نجحت بنسبة كبيرة جدا في صناعة مثل هذا الوضع على ارض الواقع. من هذا المنبر الحر اوجه جزءا من وجعي الى من آلت اليه قيادة هذا الشعب والمتصرف في حقوقه بدون منازع الى السيد محمود عباس .. من اصراركم العجيب على المضي في هذا النفق المظلم المرسومة مسالكه بدقة لوصول اسرائيل لمبتغاها عبركم بتحويلكم لمجرد مجموعة من الموظفين الكبار الذين يديرون احتلال اسرائيل لما تبقى من هذا الوطن وادارته بطريقة تريح الاحتلال وادارته المدنية الموجودة في بيت ايل واعطاءه المجال ليلتهم ما تبقى من هذه الارض وانهائنا كشعب وقضية ووطن. انا الفلسطيني ابن ادم منذ ان سطر التاريخ على هذه الارض وتاريخي كان في الصفحة الاولى بأن هذه الارض ملكي وبها طابو مسطرة حروفه بدم الشهداء والجرحى والاسرى فلن يغريني كيري بما يقدمه ولن يرهبني ايضا هو وحليفته اسرائيل ولن يطول صمت هذا الشعب يا سيادة الرئيس. حسن مناصرة