تونس- “القدس العربي: “30 ساعة سفر و52 حاجزاً.. رفعوا السلاح في وجوهنا كما لو أننا إرهابيون”. بهذه العبارات تلخص الطالبة التونسية ملكة الدويري تجربتها القاسية خلال الحرب التي تشنّها روسيا حاليا على أوكرانيا، وينطبق هذا الأمر على المئات من التونسيين، الذين ما زالوا عالقين في هذا البلد المنكوب.
وفي وقت تؤكد فيه السلطات التونسية إقامة “جسر جوي” بين تونس وكل من رومانيا وبولندا، لنقل أكثر من أربعمئة تونسي (وصل 106 منهم إلى تونس)، يكافح أكثر من 1500 شخص، يشكّلون الجالية التونسية في أوكرانيا، للوصول إلى الحدود مع هذين البلدين المجاورين، وهي مهمة شاقة لا تخلو من المخاطر.
تقول الدويري لـ”القدس العربي”: ” الجاليات الأخرى تلقت من بلدانها المساعدات، بما في ذلك حافلات لنقلهم إلى الحدود. أما نحن التونسيون فلا أحد يهتم بنا في أوكرانيا! السلطات تقول لنا: “عندما تصلون للحدود سنكون بانتظاركم، وهناك طائرة ستأخذكم إلى تونس الساعة التاسعة ليلا. نحن ذاهبون الآن إلى الحدود البولندية، ولا نعرف ماذا ينتظرنا، وكم ساعة سننتظر على الحدود. تردنا إشاعات حول المعاملة العنصرية والمسيئة للعرب وتفضيل الأوكرانيين عليهم والفصل بين الجنسين وغيرها. ولكن لا شيء مؤكد حتى الآن”.
وعلى مدى 30 ساعة تعرضت الدويري القادمة في سيارة خاصة من مدينة “دنيبرو” (جنوب شرق) مع العديد من رفاقها لمخاطر كثيرة، حيث تم التعامل معهم بشكل عنصري من قبل “ميليشيات” قالوا إنهم تابعون للمخابرات الأوكرانية، قبل أن يقوموا بتفتيشهم بشكل دقيق والعبث بأوراقهم لعشرات المرات.
تقول الدويري “خلال الطريق، تم توقيفنا أمام 52 حاجز تفتيش لمسلحين يرتدون الزي المدني قالوا إنهم من المخابرات الأوكرانية. كانوا يأخذون جوازات السفر ويفتشون السيارة بشكل دقيق ويتفحصّون وجوه الناس. ورفعوا السلاح في وجوهنا لمرات عدة، ولم يحترموا وجود فتيات. وعندما وصلنا إلى مدينة “فينيسيا” كان هناك الكثير من السيارات التي تركوها تمر، لكنهم أوقفوا أربع سيارات كانت تقل عرباً. قالوا لنا: لا تتحركوا ستأتي الشرطة بعد قليل. وجاءت الشرطة الأوكرانية، وكنا نشعر بالخوف. وتم التعامل معنا وكأننا إرهابيون، فقط لمجرد أننا عرب!”.
فيما تشيد الطالبة مريم العمدوني بـ”المعاملة الجيدة” للسلطات الرومانية على الحدود مع أوكرانيا.
وتقول العمدوني القادمة أيضا من مدينة “دنيبرو” لـ”القدس العربي”: “عندما وصلنا للحدود الرومانية فصلوا النساء عن الرجال وتم منح الأولوية للأمهات ومن ثم الفتيات والرجال لاحقا. رحبوا بنا وكانوا طيبين وكرماء بشكل كبير. قبل أن توفر لنا السفارة التونسية مكانا مؤقتا للإيواء في مدينة “تولتشيا” قبل أن يتم لاحقا تأمين عودتنا إلى تونس”.
وكانت العمدوني تحدثت قبل أيام عن وضع الجالية التونسية في أوكرانيا، حيث قالت إن العديد من أفراد الجالية يعيشون في الملاجئ على وقع القصف والتفجير، موجهة انتقادات للسلطات التونسية التي قالت إنها قصرت في إجلاء رعاياها.
وقالت، في شريط فيديو نشرته قبل أيام على صفحتها في موقع فيسبوك “اتصلنا بالسفارة التونسية في موسكو منذ أسبوعين وقالوا لنا: اطمئنوا! لا يوجد ما يدعو للخوف. لكنهم تجاهلونا فيما بعد، فيما قامت بلدان عربية أخرى كالمغرب مثلا بإرسال طائرات إلى أوكرانيا لإجلاء رعاياها. نحن خائفون الآن. ليس لدينا طعام أو دواء ونختبئ في مكان ليس مخصصا أصلا لحالات الطوارئ”.
وتواصلت “القدس العربي” مع العديد من الدبلوماسيين التونسيين في بولندا ورومانيا للحديث حول الإجراءات المتبعة لتأمين خروج أفراد الجالية التونسية من أوكرانيا، لكنهم رفضوا الحديث عن هذا الأمر.
وكان رئيس جمعية الجالية التونسية بأوكرانيا، طارق العلوي وجه، الاثنين، نداء استغاثة للرئيس قيس سعيد للتدخل العاجل من أجل إنقاذ 150 تونسيا، قال إنهم محاصرون في أوكرانيا وهم الآن “تحت القصف ودون أي مأوى، ويعيشون في حالة ذعر كبيرة وسط البرد الشديد والفوضى العارمة التي تسود المكان”.
ودعا العلوي، في تصريح لوكالة تونس التونسية، الرئاسة التونسية إلى “المبادرة بشكل فوري للتدخل العاجل من أجل إنقاذ الجالية التونسية المحاصرة قبل فوات الآوان. والظروف الأمنية تزداد تأزما يوما بعد يوم، حيث أنّ عدد الحافلات المخصّصة لنقلهم في تراجع ومن الوارد جدّا أن تصبح منعدمة تماما خلال الساعات القليلة القادمة خاصة وأنّها أصبحت مستهدفة بالقصف وجلّ الطرق لم تعد آمنة”.
العلوي لفت ، أيضا، إلى أنّ “جميع المنظمات الدولية لم تحرك ساكنا تجاه هذه الفئة من التونسيين ولم تقدّم لهم يد المساعدة، وقال إن التونسيين هناك لا يستطيعون توفير أجور نقلهم بالحافلات إلى الحدود الرومانية، والتي تضاعفت تحت هذا الظرف بشكل كبير، لتبلغ ما يعادل 1550 دينار (530 دولار) للشخص الواحد”.
رئيس جمعية الجالية التونسية بأوكرانيا يوجه نداء استغاثة لرئاسة الجمهورية التونسية للتدخل العاجل من أجل إنقاذ 150 تونسيا محاصرا تحت القصف في أوكرانيا. #وكالة_وات
— Agence Tunis-Afrique-Presse (@AgenceTAP) February 28, 2022
بلدهم أولى بهم لماذا ذهب إلى اوكرانيا من الاساس
اللهم انصر بوتين على الاوكرانيين
عنصرية بعض الأوكران شوهت صورة التعاطف مع بلدهم !!
هل صدق فيهم وصف بوتين بأنهم نازيون ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
شكرا علي الصيد في الماء العكر
الشيء من ماتاه لا يستغرب
إنه الإفلاس الأخلاقي لسياسة الغرب المنافقة التي لا تؤمن بالآخر و حرية الآخر فالاختلاف من سنن الكون،
قالها بوتين و لوكان شريرا، هناك نازيون في اوكرانيا
إما عن عدم التعامل مع أسئلة وسائل الإعلام فحسنا فعلت السلطات التونسية ….لما تصبحوا إعلام بأتم معنى الكلمة ستتعامل معكم السلطات التونسية …ثانيا شتان بين الإنتقاد و العمل الميداني …ثالثا في حالة الحرب المفاجأة من الطبيعي أن تكون التدابير غير دقيقة من الأول من جانب أي سلطات رسمية ….و المقارنة مع بلدان أخرى لا تستقيم …..عند أصحاب العقول السليمة ….و هم ” قلة اليوم على الأرض “
هذا هو نفس الشعور الذي انتابنا عند زيارة تونس أنا وأسرتي، عوملنا في المطار كأننا إرهابيين، مرة قبل الثورة، ومرة ثانية بعد الثورة لتشجيع السياحة، واعتقادنا أن الأمور تغيرت.
نقيم في بلجيكا ونحمل جنسيها، وجواز سفرها، ذنبنا أن أصولنا من طنجة المغربية.
كل الأوروبيين ذوي الشعر الأشقر، والعيون الخضراء يمرون أمامنا بدون أي سؤال، إلا نحن عشرات من الأسئلة وساعات من التفتيش والتنقيب. في نظر السلطات التونسية وكل العالم أي عربي فهو إرهابي، نفس منطق الأوكرانيين وهم في حرب.
لهذا ولأمور شبيهةوتمييزية في الفنادق أيضا
قبل الحديث عن عنصرية الاوكرانيين، دعونا نتحدث عن عنصرية الأنظمة العربية وسوء تنظيمها للحالات الطارئة. تقول السيدة أن دول عربية أخرى كالمغرب أرسلت طائرات قبل تونس لإجلاء رعاياها، لماذا لم يتم إلحاق التونسيين بهم؟عندما تقوم دولة أوربية بإجلاء رعاياها لاتفرق بين مواطنيها وبين أي مواطن من جيرانها الاوربيين. وفي الوضع الطبيعي تقوم قنصليات الدول المحترمة بستجيل رعاياها وقت السلم، ويتبرع واحدامنهم في كل منطقة جغرافية لتآمين الاتصال بهم وتنسيق عملية إجلاءهم وقت الأزمات.