كتب الدكتور كمال الهلباوي في ”القدس العربي” منذ أيام.. شعرت بالارتياح والهيبة لتعييني في لجنة كتابة الدستورالجديد.. شعرت بالارتياح لتواجد حزب النور السلفي.. شعرت بالارتياح لأن قاعة الجلسات مجهزة تجهيزا جيدا للعمل المطلوب.. لكن.. لم يقل لنا الدكتور الهلباوي هل شعر بالارتياح لما كانت الرصاص يقصف المصريين وجرافات النظام الانقلابي تجرف النساء والأطفال الاحياء والجثث في ساحة ”رابعة” و’النهضة”.. وهل شعر بلحظة ارتياح والنظام الانقلابي يقتل 3000 مواطن من النساء والاطفال في مجزرة داخلية لم تشهدها مصر في تاريخها البعيد والقريب.. لم يقل لنا فضيلة الدكتور هل شعر بالارتياح وهو يرى الشرعية تُداس بالدبابة والرئيس الشرعي يُخططف والاحرار يلقى بهم في المعتقلات بتهم مركبة وملفقة وفارغة!؟ لم يقل لنا هل شعر بالارتياح والسجون مملوءة بالشرفاء المقاومين للانقلاب العسكري الغاشم؟ لم يقل لنا هل شعر بالارتياح وهو يرى العسكري يدخل المدارس والجامعات ليُسكتها ويروع طلابها وأطفالها؟ لم يقل لنا سيادة الدكتور هل شعر بالارتياح وهو يرى بأم عينه الدولة البوليسية القمعية عادت ورجالات مبارك يُفرج عنهم؟ لم يقل لنا سيادة الدكتور الهلباوي هل شعر بالارتياح وهو يرى القنوات الانقلابية تبث الكراهية والاستئصال والفرقة و التحريض والقتل على الايديولوجيا بينما القنوات الاخرى تُغلق ويُعتقل رجالها وتلفق لهم التهم الجاهزة؟ لم يقل لنا فضيلة الدكتور الهلباوي هل شعر بالارتياح وهو يرى القضاء المُسيس يحل جمعية ”جماعة الاخوان المسلمين”؟ لم يقل لنا فضيلة العضو الدستوري كمال الهلباوي هل شعر بالارتياح وهو يرى مئات المساجد تُغلق والأئمة الاحرار تلغى تراخيصهم وتلفق لهم التهم الباطلة؟ لم يقل لنا فضيلة المستشار كمال الهلباوي هل يشعر بالارتياح ومصر تحولت إلى دولة دكتاتورية بنظام بوليسي عسكري يقمع الحريات ويمنع الرأي المخالف ويعتقله؟ لم يقل لنا فضيلة الدكتور الهلباوي هل يشعر براحة بال وشباب ثورة الـ25 يزج بهم في السجن؟ وكيف يشعر وهو يشاهد السب والشتم على الفضائيات في حق رجالات الحركة الاسلامية في الداخل والخارج؟ وهل شعر بحرج مما تتعرض له غزة وسكانها من حصار جراء الانقلاب الذي حولها إلى عدو وخطر على مصر بين عشية وضحاها؟ هذه رسالة بسيطة إلى أستاذنا الفاضل كمال الهلباوي لعل وعسى تجد ردا جميلا منه وهو بلجنة الخمسين لتعديل الدستور المصري. قنيفي اليزيد – الجزائر [email protected]