تعقيبا على مقال ابتهال الخطيب: طباخ السم يتذوقه

حجم الخط
0

دكتورة ابتهال اظنك وضعت اليد على الجرح وصدحت عاليا بأصل المشكلة.
كلنا نعيد مأساة فرانكشتاين متناسين مدى القدرة المستلهمة من الافكار والاحياء حين تغرب بنا نشوة المنعة والصمود من ان نعيد بناء نفسها وترسم تطلعاتها. الغباء يتبلد في مفاصلنا حين نتوهم الذكاء مقصورا علينا نحن وننسى ان تلك الادوات هي ايضا لها حلمها والذي من خلال تعاونها معنا تفتح لها كوة كي نطل بها على أفقها. الجميع حاول ان يسخر التطرف لصالحه وان يضرب عدوه من خلاله وهكذا فعلت امريكا في افغانستان ايام الغزو الروسي حين باركت قيام فصائل القاعدة لمحاربة الروس والاغلب غض الطرف عن نمو ذلك الكائن العائد من غياهب التاريخ.
هكذا خرج الروس مندحرين ليرى الكائن الوليد من رحم النفط والمخابرات بأن شواربه قد كبرت ولحيته طالت وآن له ان يخرج من جلباب ابيه والذي لم يعد يناسبه. هكذا اندفع الاسلاميون بعد تجربة افغانستان كل يبحث له عن مكان تحت الشمس.
والأن نحاول لملمة ما تناثر من شتات الغباء بعدما وزعناه بايدينا على ابنائنا. الاوان قد فات والتاريخ يعيد تمظهره كما قال السيد هيغل.
سيعاد رسم الخريطه لكن خذه المرة ليست باقلام سايكس وبيكو بل باقلام الكائن الذي لم نحسن رعايته وتركناه اسيرا للوهم.
نجيب هنداوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية