تعليم على الاضطهاد

حجم الخط
0

قرار إدارة كلية اورط اجراء استماع لمعلم من كريات طبعون، آدم فرطة، بعد أن اشتكت احدى تلميذاته عن أنه يعبر في الدروس عن آراء اليسار المتطرف، هو شهادة فقر للشبكة التعليمية. وحسب تلاميذ آخرين، فان فرطة يدير الدروس بحساسية في ظل منح تعبير عن المواقف المختلفة. وبدلا من الثناء على معلم ينجح في إثارة الاهتمام بدروسه وربما بذلك يعلم على التفكير النقدي، فان اورط تجري له حملة إهانة، في نهايتها اقالة محتملة. ومقلق بقدر لا يقل الشجب الذي أصدرته وزارة التعليم التي أعلنت مؤخرا بان في نيتها الدفع الى الامام بـ التعلم ذي المغزى ودور المعلمين لسلوك اورط.
في رسالة الى وزير التعليم، شاي بيرون، وادارة اورط ادعت سبير صباح، تلميذة الصف الثاني عشر بان فرطة يقول في الصف انه يسروي متطرف وان من ناحيته دولتنا ليست على الاطلاق دولة اليهود بل دولة الفلسطينيين وان الجيش الاسرائيلي هو جسم يتعامل بوحشية وعنف غير عاديين. وسارعت اورط الى تبني ادعاءات التلميذة، دون مراعاة شروحات المعلم، ضمن امور اخرى على خلفية رسالة وصلت من وزارة التعليم في أن الحديث يدور عن تعابير شاذة.
في الاستماع في الاسبوع الماضي رد فرطة ما نسب له، ولكن بالاساس حاول ان يشرح الفرق بين العرض احادي الجانب لموقف سياسي وهو ينفي بشدة أنه فعل ذلك وبين طرح عدة وجهات نظر النهج التربوي الذي يفتخر به. التوصية غير الرسمية بان يستقيل من عمله تدل على أن لشبكة اورط نهجا آخر. اضافة الى ذلك فان رسالة صباح نشرت الاسبوع الماضي على صفحة الفيسبوك للنائب السابق ميخائيل بن آري وجرت ردود فعل عاصفة دفعت بفرطة الى الشكوى في الشرطة. غريب هو ان مظاهر العنف والتعدي هذه لم ترى شبكة اورط ووزارة التعليم من السليم التطرق لها.
منذ سنين غير قليلة والمعلمون يخافون الانشغال في مواضيع موضع خلاف، كحقوق الانسان والمواطن، الموقف من الاقلية العربية، او مسؤولية اسرائيل عن طرد العرب في 1948. هذه الميول بدأت قبل أن يدخل جدعون ساعر في منصبه في وزارة التعليم، ولكنها تعاظمت في عهده وبلغت الذروة مع تنحية المشرف على تعليم التربية الوطنية في وزارة التعليم، أدار كوهن بسبب مواقفه.
ان نتائج هذا التخوف هي تعليم ببعد واحد لواقع مركب، يخلص اساسا لمبادىء الايديولوجيا اليمينية. ويعود الوزير بيرون ويعلن بان في نيته ان يطور لدى التلاميذ الفضول ونزعة النقد. على الاثبات لذلك هو يكون اعطاء اسناد للمعلم الذي يتجرأ على عمل ذلك، والكف عن اضطهاده.

أسرة التحرير
هآرتس 20/1/2014

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية