بروكسل: تعهّدت جهات مانحة، الخميس، تقديم مساعدات للاجئين السوريين بـ5,6 مليار يورو خلال مؤتمر نظّم برعاية الاتحاد الأوروبي الذي أكّد على الرغم من ذلك أنه لن يلين موقفه من رئيس النظام بشار الأسد.
خلال المؤتمر الذي عقد في بروكسل برئاسة مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، صدر التعهّد المالي الأكبر عن التكتل الذي وعد بتقديم مساعدات بـ3,8 مليارات يورو.
وأوضحت المفوضية الأوروبية أنها ستؤمن 55 بالمئة من هذا المبلغ، فيما ستؤمن الدول الأعضاء في التكتل الـ45 بالمئة المتبقية.
وتهدف الأموال خصوصا إلى مساعدة الدول المجاورة لسوريا – تركيا والعراق والأردن ولبنان – التي تستضيف ما مجموعه 5,4 ملايين لاجئ سوري.
وتعهدت الولايات المتحدة الخميس تقديم 920 مليون دولار إضافية (حوالى 850 مليون يورو) على شكل مساعدات إنسانية للسوريين لهذا العام، ليصل إجمالي المساعدات لعام 2023 إلى 1,1 مليار دولار (1,01 مليار يورو).
وتعهدت المملكة المتحدة المساهمة بمبلغ 150 مليون جنيه إسترليني (175 مليون يورو) لعام 2023.
إلى ذلك، تعهّدت الجهات المانحة تقديم أربعة مليارات يورو إضافية على شكل قروض، لترتفع بذلك القيمة الإجمالية للهبات والقروض إلى 9,6 مليارات يورو.
وشدد بوريل على أن المساعدات ليست مخصصة لنظام الأسد.
وقال إن “سياسة الاتحاد الأوروبي حيال سوريا لم تتغير. لن نعيد العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع نظام الأسد أو نبدأ العمل على إعادة الإعمار طالما لم تبدأ عملية سياسية انتقالية حقيقية وكاملة، وهذا ما لم يحصل بعد”.
وأضاف “لسوء الحظ، كان هناك تقدّم طفيف جدًا خلال العام المنصرم من أجل حلّ النزاع السوري”، مشددا على أن “مهمتنا اليوم يجب أن تكون إعطاء الأمل”.
أودت الحرب في سوريا بنحو 500 ألف شخص وخلّفت ملايين النازحين واللاجئين.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 12 مليون سوري فرّوا من منازلهم بسبب النزاع منهم 5,4 ملايين يعيشون لاجئين في دول مجاورة.
وأشار بوريل إلى أن 90% من السوريين الذين بقوا في بلادهم يعيشون في فقر، لافتا إلى أن 60% يعانون “انعدام أمن غذائي”.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي سيُبقي على عقوباته بحقّ نظام الأسد ولن يدعم عودة السوريين إلى بلدهم ما لم تكن “طوعية” وآمنة وخاضعة لمراقبة مجموعات دولية.
وتراجعت العزلة الدولية للأسد الذي ظل في السلطة بفضل دعم حليفتيه إيران وروسيا، حين تمّ الترحيب بعودته الشهر الماضي إلى جامعة الدول العربية.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين لدى وصوله إلى المؤتمر في بروكسل “يأتي هذا المؤتمر في الوقت المناسب، خصوصًا بعد عودة سوريا إلى شغل مقعدها في جامعة الدول العربية”.
وأقرّ بأنه ستكون هناك “مناقشات حادة” بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مضيفًا “لكن لدينا رأي وسنعبّر عن آرائنا”.
وقد ساهم الاتحاد الأوروبي في شكل عام بأكثر من 70% من تلك المبالغ، إذا أُخِذَت في الاعتبار الأموال التي تعهدت بها بروكسل وتعهدات فرديّة قدّمتها دول الاتحاد.
(أ ف ب)